السوق السوداء للتذاكر

المشكلة الكبيرة التي تعاني منها الجماهير الرياضية وقطاع الرياضة بشكل عام، ولكن الأندية لاتريد حلها بالشكل الصحيح لأن مايحدث يناسبها!


أكبر مشكلة تعاني منها الجماهير لحضور المباريات هي التذاكر، فالعدد محدود والطلب عالي جداً، من يحصل على تذكرة بسعرها الرسمي، مثلا نهائي دوري الابطال، حيث كان السعر مثلا ٧٥ يورو، كانت تُباع في السوق السوداء بأكثر من ١٣ الف يورو.


لنعد خطوة للخلف، كرة القدم لعبه عالمية، واستطاع الأوروبيون من التسويق الناجح لها في كل مكان وأصبحت قلوب العشاق وأحلامهم لحضور هذه المباريات ولكن المشكلة الرئيسية أن أغلب الأندية (ولنقل البريميرليغ) تُباع التذاكر بشكل مبكر لحاملي العضوية والذين يحضرون للفريق منذ سنوات طويله جدا، حينما أصبح السفر رخيصاً كما هو الآن ويستطيع أي شخص القيام بذلك، بدأت هذه الفجوة تكبر، الجماهير من كل العالم يريدون الحضور، الملعب لايتسع الا ٥٠-٧٠ الف متفرج وكل التذاكر بالنسبة للنادي مبيوعة.


السوق السوداء ظهرت في بدايتها في العروض الأولية المسرحية والفنيه بداية الثمانينات ومن ثم اتجهت للرياضة ومن بداية القرن كبرت مشكلة السوق السوداء للتذاكر في كرة القدم.


لذلك المعارض الفنية وبعض العروض المسرحية اتجهوا لمنحنى آخر لمحاربة هذا السوق بأن جعلوا الدخول مجاناً ولكن الربح من الطعام وبيع المنتجات يعوض سعر التذاكر، ولكن هل يمكن فعل نفس الأمر لمشاهدة مباراة كرة قدم؟ قطعا لا.


المشكلة الحقيقية بأن الأندية تحصلت على الأموال مُبكرا، والمقاعد مليئة، فلا تكترث حقيقة بما يجري حتى وإن ادعوا أنهم يهتمون فهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك.


الأهم لديهم بأن تكون المقاعد مليئة، المشكلة الكبرى حينما تصبح فارغة حينها سترى الأندية تحاول أن تعاقب ٥٠٠-١٠٠٠ من حاملي التذاكر الموسميه الذين يبيعون تذاكرهم، مع أن نصف الحضور قد اشتراها من السوق السوداء، هي محاولة لترهيب الآخرين وكذلك إظهار بأنهم يهتمون بالجمهور (علاقات عامة) وأنهم يحاربون السوق السوداء الممنوعة نظامياً.


أعلن الريال في الكلاسيكو حينما قامت بعض الجماهير بالتصفير، النادي أعلن بأن اي مشجع دخل بتذكرة موسميه لشخص آخر سنعاقبه، ماهي الا ردة فعل لأمر سيء حصل لهم وليس حل للمشكلة أو حتى محاولة حل المشكلة، كان العدد مقدر ب ٣٠٠٠ شخص فقط!


البارسا سبق وأعلن تعليق عضويات موسميه لأنهم باعوا تذاكر الكلاسيكو وعددهم أقل من ٣٠٠٠!! بالتأكيد من باع أكثر من ٥٠ ألف في أي مباراة كلاسيكو.


البايرن هدد حاملي التذاكر في حال غاب عن عدد معين من المباريات سيتم سحب تذاكرهم الموسميه وطرحها للبيع مجددا، لأن منظر أي ملعب غير ممتلئ هي رسالة سيئة تسويقيا من النادي لجماهيره.


الاتحاد الأوروبي قبل نهائي الابطال ١٨-١٩ والأسعار ترتفع بشكل مخيف، هو يُعلن في حسابه وعبر مسئوليه لا تشترون تذاكر قد تكون مزورة!!!

هذا اقصى مافعلوه، بعد النهائي ماذا فعلوا لتفادي تكرار المشكلة الموسم القادم؟ تصاريح سنحارب بيع التذاكر، كيف ذلك؟ بالتوعية!!


لو أن الأندية فعلا تهتم بالجمهور، فكل تذكرة تحمل اسم الشخص، لماذا لايتم مطابقة حامل التذكرة مع الإسم قبل دخول الملعب؟ يمكنهم ذلك ولكن حينها سيكون نصف الملعب فارغ وهذه سيئه للنادي حتى وإن كان قد باع كل تذاكر مباراته، فتسويقيا تظهر بشكل سئ للغاية.


الفيفا وجد في هذا الأمر كسب مادي، لذلك اطلق منصته لبيع التذاكر مره اخرى لحامليها وكذلك فعل الاتحاد الاوروبي والهدف حصولهم على مبالغ مالية مقابل البيع عبر منصتهم، لذلك هاجموا وانتقدوا بل ووصلت الأمر للمحاكم ضد الشركات التي تقوم ببيع التذاكر عبر منصتها كوسيط مثلا الفيفا ضد فياغوغو.


هل الأندية والاتحادات تريد السوق السوداء أن تتوقف؟ لا

هل تريد تنظيمها؟ لا


ماذا يريدون؟ الأهم بأن تكون الملاعب مليئة، وأن تكون عبر منصاتهم للحصول على المال أكثر فقط، أما الجماهير وتعبها ومشقتها للحصول على تذكرة فهذا الأمر آخر اهتماماتهم، والدليل ماذا فعلت الأندية من ٢٠١٠ إلى اليوم؟ لاشئ!


الأمر نشاهده اليوم في نهائي آسيا بأن عدد التذاكر (العرض) أقل من الطلب بكثير جداً لذلك نشأت هذه السوق، وستستمر، تستطيع التقليل من تأثيرها، هذا صحيح، آما إلغائها تماماً فهذا أشبه بالمستحيل، على الأقل في الوقت الراهن.


في النهاية الكل يعرف وراضي وأن هذا هو الواقع:

الأندية تعرف وجود هذا السوق ورائج وهو تعزيز لإسمها وهويتها عالمياً

الجماهير وحاملي التذاكر الموسمية يحققون مبالغ مالية جيدة

من يشتري من السوق السوداء حقق رغبته بالحضور والإستمتاع


الأطراف كلها مستفيدة، المشكلة هنا هي عدم دفع الضريبة في عملية البيع في هذا السوق وهو الأمر المُزعج لمصلحة الضرائب.

Join