صفقات كرة القدم والصين
هذه مجموعة تغريدات كتبتها في يناير ٢٠١٦ وقد جمعتها هنا مجددا ليسهل قراءتها والرجوع إليها بسهولة، وايضا قمت بتعديل بعض العبارات لأنها كانت قراءة للماضي ولكنها حدثت فعلا، لذلك تم تغيير الضمير من الماضي للحاضر
البعض يتحدث عن الصين والمبالغ التي تدفعها الانديه الصينيه ومنبهرين منها، ولماذا انديتنا لا تدفع مثلهم، سأوضح نقاط مهمه عن هذا الأمر المهم جدا
مايحصل في الصين، حصل في امريكا الجنوبيه من عام 1996 تقريبا ، وحصل في اوروبا بشكل كبير من 2001 ولكن قبلها كان بشكل بسيط وقليل.
ماحصل في هالقارات والآن في الصين هو دخول صناديق استثماريه بمسميات مختلفه متخصصه في الترفيه والرياضه في الظاهر والكثير منها مُتهم بغسيل اموال.
بدأت من كولومبيا من تجار المخدرات في السبعينات والثمانينات، ثم في الرياضات الأمريكيه المتنوعه ثم امريكا الجنوبيه،وانتقلت لاوروبا والآن الصين.
هذا الأمر دفع الاتحاد الانجليزي لمنعها ولاحقا الاتحاد الأوروبي ومن ثم الفيفا في 2014 اعلن عن منعها وتبدأ من 31-5 ولكنها مازالت موجوده ومؤثره.
لماذا الصين؟ في 2012 اعلن الرئيس الصيني عن مشروع تطوير الرياضه في الصين بخطة 10 سنوات (سبق وكتبت عن اهدافها وماذا حققوا) وكتب الفيفا عنهم ايضا.
الحكومه ترغب بإستضافة المونديال وكذلك اهتمام الناس في الرياضه، اسرع طريقة ضخ الاموال وجلب النجوم وتحقيق البطولات القاريه وهو مايحصل الآن بضخ الأموال وجلب النجوم، ومع مرور الوقت سيصعد لاعبي صغار كنجوم في اوروبا، هكذا صنعوا ابطال اولومبيين وأصبحت الصين في المركز الثاني بعد امريكا، بل وبدأت خطتها في الدخول لأم الألعاب، العاب القوى.
ستجعل الشعب بجميع اطيافه يهتم ويلعب كرة القدم، لذلك هم يرسلون سنويا اكثر من 300 طفل الى اوروبا ويدفعون للأنديه مقابل تدريبهم عبر شركة واندا.
ليس فقط تعليم الأطفال وتطوير كرة القدم هو هدف الصين، بل هو جزء من مشروعهم الضخم وهو نمو كرة القدم في بلادهم، الحكومه الصينيه دخلت في امتلاك الانديه الأوروبية بشكل مباشر مثلا: 13% من مجموعة السيتي او عن طريق مستثمرين صينيين والأمثلة كثيرة جدا.
ايضا جزء من مشروعهم الضخم، السيطرة على النقل التلفزيوني، الآن اغلب الشركات التي تملك حقوق المسابقات الأوروبية هي صينيه، نعم قامت الصين بشراء شركتي انفرونت و شركة والتي تملكان حقوق بث حوالي ٩٠٪ من المسابقات الأوروبية والفيفا لكرة القدم خارج بلدانهم.
بعد امتلاك الأنديه، ارتفعت حقوق النقل في البلد الأم لكثرة نقل المباريات الأوروبيه وتغيرت مواعيد المباريات كما يحدث الآن في اوروبا بشكل كبير وأصبحت المباريات تُلعب الساعه ١٢ و ١ ظهرا.
الآن بدأنا نرى رعاة الصينيين على قمصان ولوحات الأندية في كل الملاعب بلا استثناء.
حتى ٢٠١٦ هناك 7 صناديق استثماريه معروفه في اوروبا اعلنت فتح مكاتبها في الصين بشكل رسمي، وسبب هذا الامر لأن السوق القادم لهم هو الصين، الحكومه فتحت المجال، وسهلت الامور لهم للدخول وهم ما ان يجدوا مدخلا في اي دوله تجدهم مباشرة يقفزون للحصول على الجزء الاكبر من الكعكه.
انتقال لاعب ب 15 مليون دولار ومن ثم ينتقل ب 17، ولو تم تسريب العقود لوجدنا ان العقود يملكها تجار وليست الانديه (امام الفيفا، المالك هو النادي)، وفعلا بعض العقود تسربت واتضح ان الملاك هي شركات الطرف الثالث وليست الأندية.
اشهر رجل في عالم الانتقالات الكرويه هو البرتغالي خورخي ميندز، اشترت شركة صينيه تُدعى Fosun نسبة 50% من شركته ومالكها هو Guo Guangchang، والآن يمتلك نادي ويلفرهامبتون واغلب لاعبيه برتغاليين ومدربهم نونو ايضا برتغالي.
Fosun تملك في كل القطاعات،الصحه والتجميل والبنوك والتأمينات والصُلب والصيدله في العالم والآن دخلوا في كرة القدم مع ميندز.
يناير ٢٠١٦ افتتح ميندز مكتبه الجديد في الصين، شنغهاي، وألقى مورينهو كلمة افتتاحيه ايضا بحضور Guo Guangchang، من ابرز الحضور للحفل، المدير العام للريال وبنفيكا وموناكو وغيرهم، بالاضافه الى انديه محليه كثيره، فالأجانب قادمون لغزو الصين كرويا.
لذلك في السنوات القادمه سنرى الانديه الصينيه تدفع اموال طائله لايستطيع احد في آسيا ان يدفعها، بل ستنافس الأنديه الاوروبيه، الحكومه الآن تحاول كبح جماح الأندية بوضع عقبة وهي الضرائب، أي صفقة تتجاوز ٥ مليون دولار، يجب على النادي دفع مبلغ مماثل لصندوق تطوير اللاعب الصيني.
شركة ليدمان الصينيه قامت بشراء تسمية دوري الدرجة الثانيه في البرتغال واصبح اسمه LigaPro ومن شروط الرعايه:
ضم 10 لاعبين صينيين في افضل 10 انديه في الدرجة الثانيه.
ضم 3 مساعدين مدربين صينيين في افضل 10 انديه في الدرجة الثانيه
عدد الانديه في الدرجة الثانيه سينخفض من عام 2018 حسب الاتفاقيه من 24 نادي الى 18 نادي لمحاولة تحسين هذه الانديه اكثر
دوري الدرجة الثانيه البرتغالي سيتم نقل اغلب مبارياته في الصين كذلك. عدد الحضور للمباريات 725 مشجع/ مباراة
لنعد إلى بداية التدوينة، لماذا لم يحدث الأمر عندنا في السابق ولكن حدث مؤخرا؟ ببساطة الحكومة السعودية بأمر من ولي العهد الأمير محمد دعم الأندية ودفع ديونها الخارجيه وقامت الهيئة بتمويل صفقات الأندية لذلك استطاعوا القيام بصرف ضخم يضاهي ماقامت به الصين.
لايمكن للأندية أن تدفع هذه المبالغ ولا أعضاء الشرف لوحدهم بل يجب بأن يكون الدعم حكومي لدينا وهذا ماحصل بالفعل لذلك رأينا أضخم صيف في تاريخ الكرة السعودية ليس له مثيل.