لوري غوتليب هي كاتبة ومعالجة نفسية “Therapist” ومؤلفة للكتاب الأكثر مبيعًا في قائمة النيويورك تايمز “Maybe You Should Talk To Someone” الذي سيتم تحويله لمسلسل تلفزيوني، والذي هو محور تدوينة اليوم. بجانب عملها ككاتبة لمجلة “The Atlantic” هي المضيفة المشاركة لبودكاست “Dear Therapists”.

مرت فترة طويلة منذ آخر مرة قرأت فيها كتابًا وتمنيت أن لا تنتهي رحلتي معه. إنساني بمعنى الكلمة.. حميمي، مؤلم وموجع، مضحك ومبكي.. مزيج يجعل من الكتاب متعة فائقة بالنسبة لي.

بأسلوب روائي سلس بعيد كل البعد عن الأسلوب الممل أحيانًا لكتب السيرة الذاتية تحكي لوري عن جانبها الوظيفي وعن حياة المرضى التي تعالجهم بكل تخبطاتهم وضياعهم، تحكي عن تخبطاتها وإحساسها بالضياع في حياتها بعد أن تمر بحادثة تجعلها تبدأ بزيارة طبيب نفسي لكي تعود لنفسها السابقة.. 

مايجعل قراءة الكتاب رحلة فريدة من نوعها هي طريقة سرد لوري لقصص مرضاها وعدم تجميل واقعهم أو ما مرو ومرت هيا به. يذهب الكثير من الأشخاص لجلسات العلاج النفسي باحثين عن جواب لسؤال معين كلماذا أشعر بالتوتر أو الأكتئاب، أو ليمضو قدمًا بعد مواجهتهم لخسارة وظيفة أو صديق، قد يكون هذا جزءً من السبب ولكن السبب الحقيقي هي أن الإنسان بعادته يبحث عن المعنى.. عن المعنى في كل شيء، عن المعنى في الحب، الصداقات، العمل وفي الأهداف وماقد يكون البحث عن جواب بسيط لشعورنا بالقلق، التوتر أو الحزن يكون أساسه البحث عن أجوبة أعمق من ذلك والشجاعة تكمن في إتخاذ القرار لإستكشاف المناطق المخيفة والغير مريحة في قصصنا.

الكتاب أحتضن قلبي وحسسّني بأنه We are all not alone in this madness، علّمني الكثير عن مواجهة النفس، وعن أن الألم لا يُعرّفنا ولا يحدد مسار قصتنا. سواء كنت مراهق، في أوائل عشريناتك أو أواخر خمسيناتك الألم الغير ملموس الذي تشعر به حقيقي، والطريق للسلام الداخلي والإستقرار العاطفي يمكن العثور عليه..