مدرسة المدارس
مدرسة التجارب
إن الإنسان لمخلوق بديع عجيب مليء بالتناقضات والعقد ولكن كلما فاق ووعى وضح وبسط والواضحون هم صفوة الخلق فاختر وصادق واضحاً وضوح الجبل.
مقال تحت الإنشاء
في هذه الدنيا نعيشُ ويملأ رؤوسنا الكثير من التساؤلات والأفكار التي تتحول مع مرور الزمن إلى شيب. نسير ونبحث عن أجوبة وحل آملين أن تكون المدارس هي الحل؟ والحل وجد في مدرستي المدارس والتجارب فما هما؟
نوّدع اليوم التاسعة والعشرين وحتى 29 يوليو 2022 نحاول كتابة الحل.
حرر في 29 يوليو 2021
نهاية مغامرة ذي التاسعة والعشيرين
حسناً بعد عام من البحث عن جواب تساؤل مدرسة المدارس ومدرسة التجارب، تذكرت قصةً حكاها لي أبي من الماضي عن رجل من أبناء قريتنا، قصة لرجل يدعونه محمد بن نورة، حيث كان وحيداً يرعى أبله متجهاً بها لمزرعته، وخلال مروره الوادي باغتته أفعى لادغةً قدمه! ليبدأ السم بالانتشار في جسده، مصارعاً بذلك الموت ومحاولاً الوصول لأهله، وفي طريقه كان تارةً يتكئ على الجبال وتارةً يغطس وجهه في بقايا مياه السيول والأمطار، يشرب منها حتى يتقيأ ما في جوفه رغبةً في الحفاظ على وعيه! ليستمر على ذلك الحال حتى يصل للقرية ويهب أهلها لنجدته.
كان في الماضي عندما يلدغُ أحدهم يهبون لعلاجه بوضع قعر الدجاج الحي على جرحه حتى يموت الدجاج وهو يمتص سمّه، من ثم يرفعون بعدها المصاب على سطح شيء يشبه العريش يقال له عندنا “السهّوه“ رابطين في أسفل أعمدتها عدداً من القطط حمايةً للمصاب من انجذاب الأفاعي لرائحة السم ولدغه، ومن ثم يٌشْرِبون المصاب الكثير من السمن لعدة أيام حتى يشاء الله أن يكتب أجله.
إلا أن محمداً بن نورة هذه المرة جازف بترك المعتاد عليه، طالباً استبدال السمن بالماء، محارباً بذلك السم لقرابة الشهر، يشرب ويتقيأ فيها حتى طاب بها وتعافى، وليُسنّ أهل القرية استخدام الماء من بعده. وهنا تكمن العبرة في عدم تكرار ما لا فائدة له وتجربة ما لم يتم تجربته.
قد لا تكون قصة ابن نورة كافية لاختزال تساؤل مدرستيّ المدارس والتجارب، إلا أنها بلا شك صفحةٌ من كتاب الحياة والتاريخ الذي يكفل لقرائه تجاوز أغلب الصعوبات، والذي مع مرور الزمن أصبحت مهتماً لقصصه وتجاربه التي ما عدت أتفاجئ فيها من شجاعته ودهائه، ليكون اسم ابن نورة ضمن أسماء القدوات والطموحات التي أسعى إلى تجاوزها في حياتي.
تمت في 29 يوليو 2022
حسين بن سهلان.