الذكاء العاطفي له عدة جوانب:

‏١/ self-awareness

وهو إنَّك تعرف ايش تحس فيه الآن و ليش تشعر بهالإحساس بالذات؟ و الأسباب إللي وصلتك لهالشعور.

هالخصلة تساعدك في اتخاذ قرارات صائبة لو كانت نسبتها عالية عندك.

‏٢/self-management

(managing emotions)

و هي قدرتنا على التَّحكم بمشاعرنا و عدم السماح لها بعرقلة قراراتنا و نجاحاتنا. على قد ما هالشيء صعب جدًا و هو أنَّك تفصل عاطفتك عن عملك أو دراستك قد ما هو فعّال و مهم جدًا. مشاعرنا بدون أي مُبالغة توجهنا و تقرر مصيرنا، أحيانًا تتفق مع العقل و أحيانًا لا و غالبًا ما يتضاربون و هذا إللي يصعّب علينا اتخاذ القرارات المصيرية.

‏٣/ empathy

و هي معرفة و تقدير مشاعر الطرف الآخر و قدرتنا على التعامل معها.

‏٤/ social skills

(handling relationships)

و هي جمع المهارات السابقة لتكوين العلاقات و الحفاظ على نجاحها.

تمت تجربة في احدى المدارس بتعليم الأطفال بعض هذه المبادئ ليس كدروس و لكن كجاسات متفرقه مع المعلم، و النتائج كانت (مُتوقعه)، انخفضت معدلات الشغب و المشاجرات بين الطلاب 35% و ارتفعت العلامات التحصيلية بما يقارب 12%.

ما نسي الكاتب يذكر انو النساء أفضل بالمُعدل من الرجال في "التقمّص العاطفي" يعني تقدر تتحكم بعدم إظهار مشاعرها و بالمقابل الرجال أضعف بشكل ملحوظ في التحكم بعواطفهم، و هذا الشيء حقيقةً أدهشني. فسَّر دانييل هالأمر بأن المرأة تهتم بمشاعر الطرف الآخر و تحاول تتفهّم المواقف برواقه و هدوء و هي أفضل في الحفاظ على العلاقات الإجتماعية و تقويتها، و ما نظلم شعب المريخ :)

فالكاتب ذكر إنهم الأفضل في الثقة بأنفسهم و حتى إظهارهم لهذا الشيء و إثباتهم له حتى مع وجود المُنافسين إللي حقيقةً ممكن يكونون أفضل منهم.

للثقافة دور كبير في تكوين عواطف، مشاعر و أفكار الشخص .. في اليابان مثلًا تحكمهم القوانين الصارمه حتى أصبحت عادات و أخلاق نابعه من قناعات و إيمان عميق. أما الإيطاليين فمشاعرهم هي قانونهم مثل ما يقول دانييل.

الفصول التطبيقية العجيبه:

‏١/ the ventilation fallacy

و هو تنفيسك وقت الغضب بكلام أو تصرفات سيئة، تعلمها لمّا تكون معصّب و ممكن تحس بالراحة بعدها و لكن سرعان ما تندم و تشعر بالغرابة تجاه نفسك بسبب هالتصرفات العشوائية.

و ذكر دانييل قصة صاحب التاكسي في نيويورك، ركب معه شخص (معصّب) بسبب مشكلة ما في العمل، السير كان مُعطَّل بسبب الزحمة و السائق طبعًا ماله دخل و صاحبنا الظريف قاعد يطلع حرته في السائق، السائق الـgentle ما قال خلني أرد له بالمثل و أسترجع كرامتي إللي أكاد أفقدها بدون سبب.. فكَّر شوي وطلب من الراكب الترجل من السيارة و تمنى له يوم سعيد. هنا أأكد لكم أن صاحبنا الظريف شعر بسخافة تصرفه و يمكن جلس يضحك على نفسه و يقول يلا خل عصبيتك تنفعك.

و هنا أفكار لطيفة من دانييل عشان تسويها لمّا تعصب و تذكر انو الهدف منها التخلُّص من الغضب و العصبية و مو لحل المشكلة أو تبخير للحزن؛

١/ تنفس بعمق.

٢/ امشي و مارس الرياضة.

٣/ حاول ترتب أفكارك ( لأن مشاعرنا وقت الغضب و الحزن مو حقيقية و دائمة بل وليدة اللحظة )

٤/ لا تلوم نفسك على كل شيء و شتت نفسك، اخرج برا القوقعه المهجورة و المزحومة بخفافيش الأوهام و القلق..

اطلب المساعده.. مو غلط.. كايتي مندوبة مبيعات مر عليها يوم سيء و بعد منتصف اليوم قررت توقف شغل و ترجع للبيت (ببساطة .. هذا يوم عمل سيء و لازم ينتهي هنا) بس لو أخذت لها كوب قهوة أو عصير بارد و قرأت كم تغريدة من حساب Pakalu Papito ما بترجع و هي مبسوطه في بالها قهقهات ما تخلص و بكامل طاقتها و نشاطها؟؟ :))

٥/ مارس رياضة الروبيك و زي ما هو معروف قد ايش تريحك هالرياضة و تجدد طاقتك بأقل جهد !!

٦/ أنجز مهام قصيرة و سهله هذا بيحسسك بالإنجاز و يرجع لك طاقتك المُهدرة ع الحزن و القلق.

٧/ حاول تشوف المواقف إللي حصلت لك بطريقة ايجابية أو عشان نقلل العبء عليك .. شوفها بطريقة مُنصفة. وحاول تلقى حلول بدل التذمُّر و الحلطمة.

٨/ ساعد اي شخص، قدّم المساعده لو بكوب قهوة، بودكاست، برودكاست مُحفِّز، ابتسامه ياخي .. بينعكس عليك أكييد.

دانييل يفضِّل و يقول انو أغلب الدراسات أظهرت أن نجاح الشخص يعتمد 20% فقط على IQ و الـ 80% الباقيه فهي من نصيب الـ EI لكن ليه؟

بمّا يكون مُعدل الـ IQ عالي جدًا فالشخص ذكي لكن مو شرط يكون ناجح . الـEI يتحكم في حياتك و نجاحاتك .. لدرجة انك ممكن تكون سعيد حتى لوحدك، تقدر تكون قوي لدرجة انك تتحكم في أفكارك و مشاعرك و توجِّه تركيزك للي تبيه، تتجاهل السلبيات و تكون علاقات و صداقات سليمة و متماسكه في بيئة العمل أو الدراسة و هذا الشيء أكيد بيخليك أكثر سعادة، بيساعدك على فهم الناس حولك أكثر و بتقدر تتعامل مع كل شخص بإللي يناسبه و بالطبع تعاملك مع الناس بيحدد مصيرك و حياتك.

عناصر الذكاء العاطفي إللي ذكرتها قبل مو شرط كلها تنطبق عليك و تمتلك أعلى النسب فيها كلها،كل عنصر له score مُستقل و كلها ع بعضها تُكوّن بُنية ككُل.

ممكن تكون مُتحكم جيّد بمشاعرك ولكن ما تقدر تتحكم بعلاقاتك أو تقدر بسهوله تتعرف و تفسر مشاعرك،أفكارك و معتقداتك و ممكن تكون واضحه لكن ما تقدر تضبطها.

عندنا خطوات و طرق بسيطة تقدر من خلالها تعرف و لو نسبيًا هل الـEI تبعك عالي أو منخفض:

١/ هل تقدر تتحكم بغضبك؟

٢/ قد ايش تعتمد على نفسك في أداء المهام أو الواجبات يعني (هل أنت شخص إتِّكالي؟)

٣/ قد ايش أنت صريح مع نفسك و مع إللي حولك ؟

٤/ قد ايش أنت إنسان اجتماعي في الحياة العملية أو الخاصة؟ كيف قدرتك على العمل مع فريق؟ أنت أفضل ضمن فريق ام لوحدك؟

٥/ كم نسبة التوتر عندك؟ أفكارك سلبية؟ تُذَّنب نفسك و تلقي باللُّوم عليها دائمًا؟

٦/ كيف تتخذ قراراتك؟ هل تتردد و ممكن تغير قراراتك كل فترة و ما تثبت على رأي محدد و واضح؟

٧/ مرونتك، قد ايش أنت مرن؟ و تتماشى مع الحياة و تحدياتها؟ طيب قد ايش أنت مُنغلق على نفسك و ترفض التجديد و التغيير؟

٨/ كيف قدرتك على في الإلقاء و التفاعل مع المُشرفين عليك و على المُستمعين؟

قد ايش تقدر تقنعهم بأفكارك و معتقداتك و تبهرهم بها؟

٩/ قد ايش أنت مستمع جيِّد؟ هل تتفاعل مع إللي يكلمك؟ تتخيل نفسك مكانه؟ و قد ايش تقدر تظهر و توصّل اهتمامك و تفهمك للطرف الآخر؟

١٠/ قد ايش ممكن تأثر فيك الإبتسامات، الأغاني، الموسيقى و الشعر؟

الـEI ممكن يتفسر بكمية السعادة، السلام و الرضا إللي تحس فيه مع عقلك و ذاتك..

و مثل ما ذكرت الـEI يمكن اكتسابه و تعلُّمه و تطويره لكن طبعًا مو بيوم و ليلة الموضوع ممكن يستغرق شهور طويلة لتطوّر مهارات الإتصال لديك، التحكم بالأفكار و المشاعر لتصل للذروة.. ذروة التحكم و السيطرة على أفكارك و مشاعرك و بالتالي على حياتك ونجاحاتك.

كثييير يحثنا دانييل في كتابه "العبقري" على أهمية و ضرورة "التعرف على أنفسنا" أكثر من معرفة الـIQ.

يذكرنا الكاتب بإمكانية و كثرة المرضى إللي يتحسنون بالكلام الإيجابي و التشجيع و التحفيز أكثر وأسرع من تحسُّنهم و تأثُّرهم بالأدوية و هذا دليل و الأدلة كُثُر على أهمية و فعَّالية الـ EI.

من صفات الأشخاص ذوي معدلات الـEI العالية أنهم يحرصون على تنظيم وقتهم و إنجاز عملهم بأفضل صورة "بإتقان" و هذه أبرز صفات الناجحين.

و العكس بالطبع لذوي المعدلات المنخفضه يأخذهم الحماس و يجري بهم في بحار لا قيعان لها فيبدأون بعدة مشاريع و أفكار ينجزون جزء منها و يتركون البقية، التركيز على مهمّات قليلة "محدودة" و إتمامها أفضل من الغوص لأعماق المحيطات و الخروج بخُفيِّ حُنين!

بدون أدنى شك أو تفكير أفكارنا و مشاعرنا تأثر على قراراتنا و حياتنا مثل ما قلت بشكل مباشر، و احنا متأكدين انو الأفكار السلبيه و تضخيم المشاكل و تزيد من معدلات ارتفاع ضغط الدم، الصداع تلف الأعصاب فمثل ما نشوف أصحاب المناصب أو المسؤولين و الأطباء هم الأكثر عرضه للإصابة بالإكتئاب و التوتر و الضغط و هذه الأمراض ترجع لكذا سبب و أولها نمط حياتهم إللي ما فيه راحه و وقت كافي عشان يختلي بنفسه و يتعرف عليها و يقدر يتعلمل معها بطريقة أصح و أفضل.

في نهاية الكتاب دانييل يوضح دور العائلة في رفع مستوى الثقافة العاطفية لدى الأبناء و أنهم مصدر الإلهام أو الإحباط..

كونك أب/ أم هذا يُحمّلك مسؤولية كبيرة جدًا و يحرضك تكون شخص أفضل من الأفضل، أي تصرف يصدر منك رح يحتذون به أطفالك و كونك تعاملهم بطريقة عنيفة فهذا مجرد ممر يؤدي لنهاية ثقتهم بنفسهم أو حتى بالعالم و مثل ما نعرف انو أغلب المجرمين أو الشواذ عندهم من المشاكل العائلية ما الله به عليم....

هالكتاب ضمَّن لنا في ثناياه العديد من النصائح و التجارب و حتى العديد من الإقتراحات لرفع معدلات الـ EI .. أتمنى لكم EI عااالي و قرارات و أفكار و أحلام خضراء .. لا وردية و لا سوداء..