حجر أساس البعثة
بالبداية خلونا نتفق ان مرحلة اللغة مختلفة تماما عن الدراسة الجامعية، هيا خليط بين دهشة الحياة الجديدة ببلد جديد وبين محاولة التأقلم والاندماج والتغيير، وبين تعلم واكتساب اللغة (خصوصا الاكاديمية).
سنة اللغة هيا اهم مرحلة في مرحلة الابتعاث وهيا التي تحدد ملامح نجاحك بالسنوات الجامعية بعد توفيق الله.. سأذكر لك عزيزي القارئ لماذا هيا حجر أساس بالبعثة..
طبيعي اول سبب هو مقدرتك على الاندماج في الحياة الجديدة والتعاملات اليومية، جميل أنك تنظر لهذه السنة انها ليست فقط ساعات دوام المعهد وانما ما تفعله خلال كامل يومك، وكيف تقدر تستفيد من يومك في بناء عادات جديدة تناسب الوضع الجديد بجانب طبعا ممارستك للغة وتطبيق ما تتعلمه. لكن نكرر مره اخرى الحياة أكبر من مجرد دراسة والابتعاث فرصة لبناء شخصية مختلفة. ذكر لي صديق ذات مره عبارة جميلة: “من لم يتغير روتينه وتفكيره اثناء الابتعاث فهو مجرد طالب وليس مبتعث”.
ثاني سبب ان دراستك الجامعية وقوة حضورك وشخصيتك ستعتمد على محصولك اللغوي وقوتك في اللغة، كلما كانت لغتك أفضل ولديك مفردات أكثر كلما سهلت عليك الدراسة والتحصيل العلمي وسهل عليك بناء علاقات مع الأجانب واهل البلد لان بالطبع بيسهل عليك فتح محادثات معهم و فهم ما يتحدثون به.
سنة اللغة هيا اهم مرحلة في مرحلة الابتعاث وهيا التي تحدد ملامح نجاحك بالسنوات الجامعية بعد توفيق الله
قبل ان اختم المقال اود ان اهمس بهمسات لعلها تنفع بأذن الله:
عبارة لا تخالط متحدثين العربية او السعوديين قطعاً غير منطقية، وقد يكون لها أثر عكسي وانتكاسة.. بمعنى الشخص بطبعه يألف بني جلدته، غير انه يحتاج لهم لكي يساندونه خلال رحلته، والصحيح ان نقول الموازنة هيا المطلوبة. ببداية مرحلة اللغة قد يصعب على الطالب التواصل وبناء صداقات بالإنجليزي، وهنا نقول لكي تمارس استفيد من الأحاديث العابرة الجانبية مثل المطاعم وطوابير الانتظار او اثناء استخدام المواصلات وغيرها من الفرص التي فيها أحاديث قصيرة, تابع التلفاز او اقرأ الصحف باللغة الانجليزية الخ من اساليب عيش تفاصيل اليوم بلغتهم الام، وبنفس الوقت خالط من تأنس نفسك لهم ، بالتدرج كل شي بيتطور.
لا تستصغر التفاصيل الصغير ولا تحتقر تقدمك ، فمثلا تغيير لغة جهاز جوالك بعد وصولك بوقت قصير و التأقلم مع ذلك و قلة احتياجك للمترجم بعد فترة من دراستك و قدرتك على الطلب بنفسك كلها مؤشرات تطور تحفزك على المزيد ، لا تنتظر ان تكون متقن لكي تحتفل بنفسك بل استمتع واحتفل بنجاحاتك الصغيرة لكي تستمر.
لا تجلد ذاتك ولا تستعجل النتائج.. التعلم عملية مستمرة تراكمية، ولكل انسان قدراته الخاصة المختلفة، لذلك لا تقارن سرعة تعلمك او أسلوب التعلم المناسب لك بغيرك، هناك من لديه ذاكره قوية وهناك من يتعلم بالصوت والعكس هناك من يتعلم أسرع بالقراءة والكتابة الخ من أساليب التعلم.. الجميل أنك تقدر تحاول وتجرب الى ان تصل لما يناسبك انت وليس غيرك.
المعهد نفسه ليس سبب الاتقان والتعلم!! هناك من دخل معاهد تعتبر ضعيفة، ولكن اتقن وتعلم أفضل من بعض من حضروا معاهد قوية.. بالأخير المعهد سبب وتأثيره معين البقية تعود لرغبتك وما بعد ساعات المعهد كيف تستغلها لتتطور.. والا فماهو المغزى من دراسة اللغة بالخارج !!
استمتع بسنة التغيير.. جرب وعيش يومك لا تجعلها نسخة مكررة لروتينك وتفكيرك قبل الابتعاث.