عنز ولو طارت
المختص وصاحب النفوذ { المدير }
قصة تكاد لا تنتهي
صديقين حميمين في رحلة سفر لهما توقفا ليستريحا ليلا وبعد فترة قصيرة شعرا بحركة عند شجرة فأطالا النظر فقال أحدهما هذا غراب ولكن الثاني خالقه وقال هذه عنز.
طال الجدال بينهما فقررا الاقتراب ليكتشفا أيهما على صواب
اقتربا قليلا من الشجرة ففزع الغراب وطار فقال الأول مبتسماً:
أرأيت؟ ألم أقل لك أنه غراب؟!
فأجابه صاحبه:
بل هي عنز ولو طارت!!
هذا المثل الشعبي وقصته يصوران مشهدا لطالما تكرر وسيتكرر في عالم الأعمال عندما يلتقي المختص بصاحب النفوذ ويجري العمل وفق السلطة الأعلى وليس وفق الخبرة التي لدى المختص أو المصلحة العامة للعمل.
يستنفذ المختص جهده وطاقته لإقناع صاحبه بالحقيقة التي يفترض أن يراها ولكن صاحب النفوذ كثيرا ما تأخذه العزة بالإثم فيرفض الحقيقة حتى لو تيقن بها ويصر على رأيه رغم يقينه بأن رأيه جانب الصواب
المشكلة هي أنه يحمل المختص الذنب في الإخفاق
ولا أدري لماذا قام بتعيين المختص طالما لن يعطيه المجال ليقرر وفق ما يراه بخبرته وفي مجال اختصاصه ومهارته؟
النفوذ لن يصنع لك نجاحا ولن يحول الغراب إلى عنز فدع عنك الاعتداد بنفسك ورأيك وأعط الخبز للخباز وإن أكل نصفه
تذكر دائما أن قمة التحكم والنفوذ لا تتحقق دون تمكين المختصين والخبراء واتباع مشورتهم وتوظيف خبراتهم وطاقاتهم ومهاراتهم بالشكل الصحيح.
إياك أن تصدق ايضا الكذبة الاشهر في عالم الإدارة وهي أن الصلاحيات تنتزع ولا تعطى. فمن لا يمكن المختص بالصلاحيات التي يحتاجها تماما كمن لديه أفضل سيارت العالم وأمهر السائقين لكنه احتفظ بالمقود والمكابح ودعسة الوقود والمفاتيح معه.
ودمتم بخير