حين يغادرون
عادل عواض
حين يغادرون ؛
لا أخاف حين أغادر ..
بل أطلب ذلك أحياناً..
حينما أغادر أولاً ..
سأرتاح من تعب فقدهم إن غادروا أولاً..
وليعذروني لأنانيتي ..
ولكن لعلني لست بتلك الأهمية عندهم كما هم عندي..
حينما يغادرون هم ؛؛
ومالذي جنيته من بعدي وعنادي..
وشدتي في عتابي ..
وبغضي وكرهي ..
حينما يغادرون ؛
كل شيء يتلاشى ..
وتطل الذاكرة بقوة ..
تستعرض (جميل) الذكريات..
ذكريات اختفت حين تواجدوا ..
لترسم خطوطا نادبة على خديك دموعاً نادمة..
انتبه ::
لا أطلب منك الغفران ..
ولا السماح والتسامح ..
ولا أطلب منك التنازل عن اعتذار ..
كل ذلكـ غير مهم (حين يغادرون)..
وتافه (بلا قيمة)..
نفتقد كثيراً للــ (الحكمة)..
صدقني ؛
لا يهم حينها كم من اللوم حدثت به ذاتك
لأنك لم تقضي معهم ساعة زمن..
ولو قضيت ساعة لتمنيتها يوما
واليوم شهرا
والشهر أبد الدهر ..
في (عمقك) أنت (تحبهم)..
قد تأتي الحياة (بغموضها) وتسحب قدمك؛
وتجعلك تركض خلف ما تطلب وتريد ..
وتُدخلك في (التفاصيل)..
الحياة ؛؛
تستطيع أن توهمك بالإنجاز وأنت تهدم جبلا بـ(ملعقة آيس كريم) ..
انتبهـ .. من ذلك ؛؛
وارفع رأسك .. عالياً ..
أو اجلس على الأرض ..
اغمض عينيك ،، تنفس بهدوء..
أوقف ضجيج أفكاركـ .. وأوهامكـ ..
وانظر للنور بعمقكـ..
سيرشدكـ ..
حاول ،، قبل أن تتساقط دموعك ..
بأن لا تندم على لحظة واحدة ..
فحتما .. دون إنكار ..ســ يُغادرون