من فضاء الأفكار إلى أرض النتائج
على الرغم من المزايا التي تقدمها التكنولوجيا للمهنيين القانونيين
لا تزال مقاومة التغيير قائمة
لا شك أن الصناعة القانونية اختلفت اليوم عما كانت عليه قبل خمس سنوات. فهناك عـدة عـوامل رئيسية كان لـها التأثير في ذلك؛ بـدءًا من الـتعقيد الـمتزايد للـمعلومات وطلبات العملاء ، إلى القوى الاقتصادية وتغيّر التركيبة السكانية ، والتقدم التكنولوجي: مؤشرات تقودنا إلى ضرورة التغيير في طريقة عملنا. أحدثت هذه العوامل بيئةً متسارعة ، حيث يتوقع العملاء الإجابات فورًا ، وتكون مهمة العثور على هذه الإجابات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
ليس التقدم بتحسين ما كان .. بل بالسير نحو ما سيكون
جبران خليل جبران
في استبيان “Wolters Kluwer لمحامين المستقبل” ، قال المحترفون القانونيون أنهم يؤمنون - في كثير من الأحيان - بالتكنولوجيا والابتكار لحل تلك التحديات. ونلاحظ أن المحامين المتبنين للتكنولوجيا منذ بداياتها (أو قادة التكنولوجيا) لديهم بالفعل ميزة تنافسية لها نتائج واقعية ازدهرت بأعمالهم. وجد الاستطلاع أن 68% من قادة التكنولوجيا القانونيين صرّحوا عن زيادة الربحية من 2017 إلى 2018 ، مقارنة بـ 52% فقط من المؤسسات التي كانت أبطأ في تبني تلك الممارسات التكنولوجية. بالإضافة إلى الربحية ، أوضحَ الاستبيان بأن 50٪ من قادة التكنولوجيا أنهم على استعداد لمواكبة التغييرات التي يشهدها المهنيون القانونيون في ظل استمرار تطور الصناعة القانونية.
على الرغم من المزايا الواضحة التي تقدمها التكنولوجيا للمهنيين القانونيين ، إلا أن المشاركين في الاستطلاع ذكروا أسباب مقاومتهم للتغيير ، حيث أخبرونا بمايلي :
● قالت 36٪ من المؤسسات أن غياب المعرفة التكنولوجية ، والمهارات اللازمة لاستخدامها ، هي الأسباب الرئيسية لمقاومتهم لهذه التكنولوجيا. وقال الكثير من المحامين والقانونيين أنهم لا يعرفون ما هو متاح؟ أو كيفية اختيار الحلول التكنولوجية المناسبة لأعمالهم، أو كيفية الاستفادة القصوى من الاستثمار في التكنولوجيا.
● وأشار 34% من المشاركين في الاستبيان أن سبب عدم مواكبتهم للتكنولوجيا في ممارساتهم القانونية يعود إلى مسأئة تظيمية للمؤسسة ، مثل عدم وجود استراتيجية للتكنولوجيا ، وثقافة تخشى التعامل مع التكنولوجيا ، ومقاومة أصحاب الشأن في مؤسساتهم لهذا التغيير. إذ يتطلب الأمر إحداث تغييرات جوهرية في مؤسساتهم لإدخالها.
● وبالنسبة إلى الـ 30% من المشاركين المتبقين ، فإن الأمور المالية ، سواء أكانت تكاليف مباشرة أو عائدًا على الاستثمار - تقف في طريق الابتكار.
❖ كما أقر المشاركون في الدراسة الاستقصائية بأن هناك عقبات أمام تنفيذ التغيير في مؤسستهم
بسبب مقاومة القيادة للتغيير ، ومستوى الصعوبة العالي الذي يأتي مع إدارة التغيير ، وتكاليف التغيير.
بناءً على نتائج الدراسة الاستقصائية ، فإن العقبات التي تحول دون إدخال الابتكار التكنولوجي في الشركات والمؤسسات ، حقيقية للغاية. لكن بعض مكاتب المحاماة حققت تقدماً قوياً في تطوير برامج مبتكرة لخدمتها.
طيب والحل ؟
تقول ”لوسي ديلون“ كبير موظفي المعرفة في شركة ”ريد سميث“ - وهي شركة محاماة عالمية تضم أكثر من 1500 محامٍ في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا: أن محامين المستقبل سيحتاجون إلى مجموعة مختلفة من المهارات لتقديم الخدمات في بيئة رقمية. وللمساعدة في الاستعداد للتغيير ، اقترحت لوسي خطة لاحتواء طلاب الجامعات في برنامج التدريب الصيفي للشركة من مختلف التخصصات ممن لديهم مهارات. تقول لوسي: تغيير الثقافة ينطوي على إعادة البناء من الألف إلى الياء ، لذلك رأيت أن برنامج التدريب الصيفي يعتبر مكان جيّد لاحتواء ممارسين ذوي مهارات واهتمامات مختلفة.
في البداية ، حدد فريق ”لوسي“ الجامعات التي تقدم منهجًا متوسع، بهدف إيجاد طلاب لديهم اهتمام وخبرة في التكنولوجيا. المطلوب من هؤلاء الطلبة أن يخصصوا جزءًا من وقتهم لابتكار عمليّات تكنولوجية وقانونية لتسهيل أعمال الشركة ، سواء في أتمتة المستندات الداخلية أو طرق التواصل الأكثر كفاءة مع العملاء.
إضافة إلى ذلك ، بادرت الشركة بإتاحة الفرصة للموظفين لتبادل أفكارهم الخاصة بمجال الابتكار. ولتشجيع الأفكار ، تعطي الشركة أصحاب الأفكار التي تم اعتمادها مكافئات مالية.
الترحيب بالأفكار
"لقد اعتمدنا تعريفًا واسعًا جدًا للابتكار ، بحيث يشعر ، كل من لديه فكرة عن كيفية تحسين الكفاءة الداخلية أو خدمة العملاء ، بأنه قادر على طرح فكرته. لقد قمنا بالإعلان عن الأماكن المخصصة لتقديم الأفكار ، وتقييمها بسرعة ، ولدينا معايير للموافقة على الأفكار واضحة المعالم ، وإدارة مستمرة للمشروع لضمان استغلال الوقت. نعلن أيضًا عن هذه المشاريع خارج الشركة لتشجيع الآخرين على المشاركة "
تُعرِّف شركة ”ريد سميث“ الفكرة الجيدة بتلك التي تم التفكير فيها جيدًا ، مع تقديمها حلاً لمشكلة واضحة. ومن الممكن أن تفشل الفكرة (التي تبدو وكأنها فكرة جيّدة) بعد تجربتها، ولكن عندما يحدث ذلك ، يمكن اعتبارها فرصة تعليمية ذات قيمة للشركة.
تتمتع برامج ريد سميث للابتكار بـ ..{ أهداف محددة ، وعمليات واضحة ، ونتائج يمكن مشاركتها لتقييم التكلفة والعائد على الاستثمار }..
إنّ وجود خطة واضحة بإجراءات محددة ، وأهداف معيّنة ، تقوّي الحجة وتساعد على تنفيذ التغيير.
وفي النهاية ..
لخّصت ”لوسي“ نصيحتها للمبتكرين المحتملين في بضع كلمات :
ابدأ صغيرًا ، ولكن مع رؤية لكيفية التوسع. اذهب حيث توجد الطاقة. لا تبالغ في الهندسة. اعمل مع ثقافة شركتك. كن صبورا!