بعد 25 ساعة، سأبلغ الخامسة والعشرين من عمري
قراءة لمدة 7 دقائق
ماذا أفعل بحياتي؟ هل هذا حقًا ما سأعيشه في المستقبل؟ ما الهدف من كل شيء؟
ظلت هذه الأسئلة تدور في ذهني، ولم أشعر قط بهذا القدر من الحيرة والضياع وعدم اليقين بشأن كيفية المضي قدمًا. هذه هي المرة الأولى التي أواجه فيها هذا القدر من القلق وانعدام الثقة بالنفس. كنت أتساءل عمن أنا، وعن الاختيارات التي اتخذتها، وعن العلاقات التي أعيشها. ربما هذا ما يسمونه «أزمة مقتبل العمر»؟ لا أعرف حتى الآن.
يُقال لنا إن العشرينيات من العمر من المفترض أن تكون أفضل سنوات حياتنا. إنها الفترة التي نتمتع فيها بصحة جيدة، مع الحد الأدنى من المسؤوليات، والحرية لاستكشاف الحياة واغتنام الفرص. لكن بالنسبة لبعضنا، الأمر ليس بهذه البساطة. لم يكن لدي أبدًا إحساس واضح بهويتي، والآن أكافح لإيجاد المعنى والغاية من وجودي وشعوري بالانتماء. لم تسر الحياة بالطريقة التي كنت أتوقعها، وكان من الصعب تقبل ذلك.
بعد 25 ساعة، سأبلغ الخامسة والعشرين من عمري. لست من هواة الاحتفال بأعياد الميلاد، فعادةً لا أخبر الناس بذلك. لكن هناك شيء مختلف في هذا اليوم. ربما لأن بلوغ الخامسة والعشرين من عمري يبدو حدثًا كبيرًا، وكأن شيئًا ما يجب أن يتغير، حتى لو لم أكن أعرف ما هو هذا الشيء بعد. ربما سأستيقظ غدًا وأشعر بأنني تغيرت تمامًا. أو ربما لن يحدث ذلك.
من الغريب أن أتفكر في نفسي في هذه المرحلة من حياتي. فأنا أقود السيارة منذ أكثر من عقد من الزمان، ولكنني ما زلت أشعر بالذعر كلما رأيت سيارة شرطة. غرفتي فوضوية دائمًا، ولكنني أرتب سريري كل يوم. ولدي أصدقاء جيدون، وأحاول أن أكون صديقًا جيدًا لهم أيضًا. أحب الكتابة، ولكن الخوف وانعدام الثقة بالنفس يمنعاني من القيام بذلك بقدر ما أريد. أحاول أن أفهم نفسي، ولكن في بعض الأيام، لا أتعرف حتى على الشخص الذي يحدق بي في المرآة.
نحن نعيش في مجتمع يتوقع منا أن ندرك كل شيء عن حياتنا قبل أن تتاح لنا الفرصة لمعرفة من نحن حقًا. فقط من خلال العيش نبدأ في تجميع كل شيء معًا؛ وذلك يتم عبر العمل في وظائف مختلفة، والدخول في علاقات والخروج منها، والانتقال في السكن، والسفر، وما إلى ذلك. لكن في بعض الأحيان، تضربنا الحياة بقوة. في العام الماضي، انتقلت في السكن أربع مرات، وتركت وظيفتي، وانكسر قلبي مرتين على التوالي، وفقدت بعضًا من أصدقائي المقربين لي، ووجدت نفسي في علاقات أظهرت أسوأ ما فيّ. لقد عانيت من تغيرات في الشهية، ومشاكل في النوم، وتقلبات مزاجية، ولم أعد أشعر بالسعادة في أي شيء إطلاقًا.
لقد أدركت أنه لفهم نفسي وسبب شعوري بالحزن الشديد، فأنا بحاجة إلى «التباطؤ» وممارسة «اليقظة الذهنية». يتعلق الأمر بالتواجد في الحاضر، والوعي بأفكاري وعواطفي ومحيطي في اللحظة. من خلال الاهتمام بهذه الأشياء، يمكنني أن أبدأ في فهم سبب قيامي بما أفعله، وما الذي يؤثر في سلوكي. والجزء الأصعب؟ التخلي عن الحكم على نفسي والآخرين. هذا لا يتعلق بإلقاء اللوم على والدي أو تأنيب نفسي بسبب الخيارات التي اتخذتها. إنه يتعلق بقبول حقيقة أن لا أحد لديه كل شيء. أحتاج إلى احتضان إنسانيتي وأن أكون ألطف مع نفسي.
ومن الغريب أن هذه الأزمة هي بمثابة هبة من الله. فهي تجبرني على التفكر في الاختيارات التي اتخذتها وسؤال نفسي عما إذا كانت لا تزال تتماشى مع شخصيتي اليوم. إنها تجربة غير مريحة، ولكنها أيضًا فرصة للنمو.
25 شيئًا تعلمتها قبل أن أبلغ الخامسة والعشرين من عمري
اختر أصدقاءك بحكمة. ليس من المفترض أن يبقى الجميع في حياتك، وهذا أمر طبيعي. اعتز بالأصدقاء الحقيقيين.
قد يكون البقاء في المنزل ممتعًا مثل الخروج منه أحيانًا. قضاء ليلة دافئة في المنزل مع كوب من الشاي المفضل لا يقل متعة عن الاحتفال طوال عطلة نهاية الأسبوع في الخارج.
إن قول "لا" يعد قوة عظمى. إذا كنت متعبًا وتحتاج إلى قضاء ليلة في المنزل، عبر عن ذلك. فالحياة أفضل عندما تفعل ما تشعر أنه مناسب لك.
اجعل من مسكنك «موطنًا» لك. حتى لو لم يكن مسكنك الحالي دائمًا، ضع بعضًا من لمسات الحب فيه. دعه يعكس شخصيتك.
استخدم خيط تنظيف الأسنان. بجدية، في المستقبل، ستشكر نفسك.
اعتني بصحتك. سواء كان ذلك من خلال ممارسة الرياضة، أو تناول الطعام بشكل أفضل، أو مجرد الحصول على قسط كافٍ من النوم، استثمر في نفسك.
لا بأس أن تكون أنانيًا في بعض الأحيان. ضع سعادتك في المقام الأول، خاصة عندما تكون على المحك.
تعامل مع الأموال بحكمة. تأتي الدروس المالية مع الخبرة، وقد تعلمت الكثير بحلول سن الخامسة والعشرين.
دلل نفسك من حين لآخر. أنت تعمل بجد، وفي بعض الأحيان تستحق القليل من التبذير.
أصبحت عملية استئجار السيارات أسهل! لن تدفع رسوم السائقين الصغار بعد الآن.
العلاقات تحتاج إلى جهد. الحب لا يحدث بطريقة سحرية. إنه استثمار للوقت والطاقة والالتزام.
إن كونك عازبًا أمر جيد أيضًا، فهو فرصة للتعرف على نفسك، فاغتنمها.
إن خيبات الأمل مؤلمة. سواء كانت حبًا أو صداقات أو فرصًا ضائعة، فقد مررنا جميعًا بهذه التجربة، ونجحنا في تخطيها.
كن لطيفًا. ليس لأن الآخرين يستحقون ذلك، بل لأنك أنت تستحق ذلك.
توقف عن القلق كثيرًا. الحياة قصيرة جدًا بحيث لا تستحق القلق المستمر. استمتع بالرحلة.
الثقة هي أساس الجاذبية. امشِ بشموخ، وارفع رأسك عاليًا، وآمن بنفسك.
إن العناية بالنفس تعزز الثقة بالنفس. سواء كان ذلك من خلال المشي في الحديقة أو قضاء يوم في المنتجع الصحي، فإن العناية بنفسك أمر مهم.
اتبع أحلامك. خذ المجازفة المهنية التي تثير حماسك وتتوافق مع شغفك.
حتى الغرباء يمكنهم تغيير حياتك. كن منفتحًا على العلاقات غير المتوقعة التي تقيمها.
ليس من الضروري أن تعرف كل شيء. الحياة عبارة عن رحلة تعلم مستمر.
لا تأخذ الأمور على محمل الجد. سواء كان الأمر يتعلق بالأشخاص أو الفرص، فقط أظهر تقديرك لهم أثناء وجودهم في حياتك.
قيمتك لا ترتبط بإنجازاتك. أنت أهم من وظيفتك أو نجاحك المادي.
كن انتقائيًا في استقبال النصائح. استمع فقط إلى الأشخاص الذين تتوافق قيمهم وتجاربهم معك.
الرفض يجعلك أقوى. كل كلمة "لا" واجهتها جعلت منك شخصًا قويًا.
إن بلوغ سن الخامسة والعشرين ليس بالأمر السيئ. هو ليس نهاية المطاف، بل هو بداية فصل جديد، مليء بالنمو والاكتشاف والتجارب الجديدة.
على عكس الخطط التي كنت أخطط لها دائمًا، المرحلة التالية من حياتي هي لغز بالنسبة لي. لكنني سأكتشفها مع مرور الوقت. مرحبًا بي في عامي الخامس والعشرين! 🎂