الاحتــواء
الاحتواء.. التعامل الفعال لكل العلاقات مهما كانت
(( الاحتــــواء ))
(1)
لم أشك أو أتردد لحظة واحدة حينما أخبرتكم إني سوف أختصر لكم موضوعنا الاخير في كلمة واحدة تحوي كل ما يخص هذا الموضوع وبل وأكثر من ذلك بكثير ويفوق تصوركم وخيالكم بكل صدق
فقط تابعوا أخوكم المستشار
وسوف تتحقق مطالب كثيرة خلال هذا الموضوع وأصله وفروعه كلها
والله ولي التوفيق
الاحتــــواء ..
معظمنا يفهم الإحتواء بمفهوم ضمنى , وقد تتعدد المفاهيم وتختلف بين الاشخاص, ولعل اقربها الى الكثيرين هو التفاهم والانسجام ,والاحتواء فى حد ذاته لا يقتصر على علاقة بعينها ولكن يشمل كل العلاقات الانسانية. ممكن ان يكون بين الاب وابناءه والاخ واخوته والزوج وزوجته, ويشمل ايضا الاصدقاء ,وزملاء العمل .... الخ
فالاحتواء معنى عظيم لو فهمناه جميعا وأخذنا به لصار كل زوج سعيدا , وصارت كل زوجه ملكة فى بيتها
ولاصبح المربي مرتاحا في تربيته
والاولاد كما ينبغي أن نحب
وعلاقاتنا الاجتماعية أكثر راحة واستقرار مغلفة بالود والاحترام والكثير ..
ولو وضعنا المفاهيم المغلوطة , والافكارالعدائية تجاه الجنس الاخر جانبا, وبدانا فى التفكر بفطرتنا التى دلتنا على اننا شركاء حياة مع كل من حولنا سواء على مستوى الاسرة والقرابة والاصدقاء والزملاء وغيرهم
لحققنا قدرا كبيرا من عوامل السعادة ولتحولت كل همومنا الى افراح نحياها فى كنف ايام العمر وفى ظل رضا الله عز وجل .
الاحتــــواء في اللغة :
احتوى على الشيء: أي اشتمل عليه.
واحتوى الشيءَ: أي جمعه.
(2)
الأسرة أهم مقومات الدعم النفسي للفرد، فالاحتواء الأسري يثري شخصية الفرد، بالثقة، والتوازن، والأمن، والاستقرار النفسي، التي هي من دوافع الإنجاز، فالفرد من غير أسرة
كالشجرة التي لا تثمر، حيث نجد أن غالبية الانحرافات السلوكية والفكرية سببها يرجع لافتقار الأفراد المنحرفين الى احتواء أسرهم، فالرجل يحتاج لاحتواء زوجته، والعكس صحيح
وهو ان الزوجة تحتاج في المقابل احتواء زوجها لها، وأيضا حاجة الوالدين إلى احتواء أبنائهما عند الكبر، وكذلك الأبناء من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الزواج، ولربما تمتد إلى ما
بعد الزواج، هم حاجة إلى من يحتويهم نفسيا واجتماعيا، فكل مرحلة لها احتياجاتها، ومتطلباتها النفسية، من حيث: «احتواء المشاكل – العاطفة – الثقة – الحب – القبول – مساحة
الحرية – الحوار – النصيحة – الصراحة – الصدق – الأمان – اكتمال الحقوق والواجبات – اشباع الحاجات النفسية والجنسية (للأزواج)...» وغيرها الكثير من تلك الاحتياجات، التي
تؤمن الاحتواء الأسري للفرد.
كذلك هناك جانب آخر وهو مهم ايضا الا وهو احتواء الآباء أبناءهم في جميع مراحلهم العمرية المتدرجة من الطفولة الى المراهقة الى مرحلة الرشد بل وما بعد التخرج والوظيفة
والزواج ايضا ، وقد تكن أهمها من حيث خطورة نتائجها هي مرحلة المراهقة والتي يشتكي أغلب الآباء والامهات منها ومن فترتها وما يسببه لهما من تعب وجهد نفسي ومتابعة وضغط
شديد عليهما بل وقد يكون أغلب طلبات الارشادخلال هذه المرحلة بالذات . وغالبا الآباء والأمهات ترهقهم تلك المرحلة لقلة معرفتهم ووعيهم بكيفية التعامل مع الشاب أو الشابة
في هذه المرحلة العمرية الطبيعية، فهي من أشد المراحل التي تمر في حياة الفرد والتي يحتاج فيها للاحتواء الأسري، وإلا فسوف يكون فريسة سهلة لمصيدة الذئاب في المجتمع
الذي يعيش ويتفاعل فيه، فمشاكل أبنائنا اليوم غالبيتها ترتكز على هذه النقطة (الاحتواء الأسري)، فمشاكلهم نفسية أكبر من أن تكون شيئا آخر.
والان سنوضح عمليا كيف يكون الاحتواء وما اشرنا إليه في أصل موضوعنا من دون أن نطيل في الوصف والتفصيل فيه كثيرا خوفا من الملل فيه.
وقد لخصت لكم عوامل الاحتواء في عدة نقاط ببساطة وبأمور سهلة غير ودون تعقيد ومثالية ومتاحة من الجميع وللجميع ، وهذه العوامل ليست حطرا فقط على تعامل الوالدين
للاولاد وانما شاملة لكل أفراد الاسرة من بعضهم البعض منهم واليهم وكلا
وعلى حسب دوره في الاسره وامكانياته ومسؤولياته :
1- عاطفة متزنة تعدل بين العطاء والصرامة الإيجابية.
2- الحب والقبول.
3- الأمن والاستقرار النفسي.
4- اشباع الحاجات النفسية.
5- اكتمال الحقوق والواجبات.
6- الهدوء الانفعالي.
7- الاستماع والإنصات لما يعتري النفس من مشاكل وهموم.
8- الممارسات العاطفية.
9- ادخال السرور والبهجة.
10- العلاقات الاجتماعية القوية داخل الأسرة.
11- صداقة أفراد الأسرة بعضهم لبعض.
12- الثقة المتبادلة.
13- الصراحة والوضوح والصدق.
14- المدح والشكر والثناء.
15- النصيحة والنظام وقانون صارم يضبط الحياة الاجتماعية داخل الأسرة لتجنب
الفوضى.
أنتهى الموضوع
ولاحقا سوف اضع مثالا عمليا جوابا لطلب الاسترشاد المطلوب للمشكلة في أول موضوعنا اعلاه
ليستفيد الجميع من كل شيء هنا نظريا وعمليا .
والان سوف اعلمكم طريقة عملية رائعة جدا جدا
تفيدكم جميعا في التعرف على درجات معرفتكم وتطبيقكم أنتم جميعا أيا كنتم في اسرتكم
سواء والدين أو مربين فقط أو حتى ولد أو بنت مسؤولين ولديكم مسؤوليات
من خلال هذه الطريقة سوف تقيمون أنفسكم تقييما ذاتيا دون ان يتدخل أي فرد خارجي في هذه التقييم سوى الفرد نفسه
الطريقة بالتفصيل هي :
نلاحظ العوامل او العناصر الخمسة عشر التي ادرجتها أعلاه في ختام الموضوع وهي كالتالي :
1- عاطفة متزنة تعدل بين العطاء والصرامة الإيجابية.
2- الحب والقبول.
3- الأمن والاستقرار النفسي.
4- اشباع الحاجات النفسية.
5- اكتمال الحقوق والواجبات.
6- الهدوء الانفعالي.
7- الاستماع والإنصات لما يعتري النفس من مشاكل وهموم.
8- الممارسات العاطفية.
9- ادخال السرور والبهجة.
10- العلاقات الاجتماعية القوية داخل الأسرة.
11- صداقة أفراد الأسرة بعضهم لبعض.
12- الثقة المتبادلة.
13- الصراحة والوضوح والصدق.
14- المدح والشكر والثناء.
15- النصيحة والنظام وقانون صارم يضبط الحياة الاجتماعية داخل الأسرة لتجنب الفوضى.
ونقيم أنفسنا ذاتياً ونسبة تحقيقنا هذا العناصر مقابل الشخص المعني والذي
نريد أن نربيه ونعلمه ونحتويه ونعطي أنفسنا الدرجة المناسبة من (10)
مثال عملي :
العنصر رقم (2- الحب والقبول )
أحدد ذاتيا بملاحظة وتقييم نفسي كوالد ولدي مراهق أو مراهقة في البيت -ان كان المقصود الاب للمراهق مثلا- هل أنا أحب ولدي كما هو وعلى ما هو عليه وأظهر له ذلك الحب والقبول واشعره بذلك قولا وعملا وشعورا واعبر له عن ذلك الحب والقبول واكرر ذلك بشكل متكرر وفي مناسبات مختلفه
النتيجة التي اعطيها لنفسي من واقع تعاملي مع ابني لهذا العامل والعنصر = 10/7
مثال ثاني :
العنصر رقم ( 11- صداقة أفراد الأسرة بعضهم لبعض )
أحدد وأقيم نفسي هل أنا صديق لولدي في هذه المرحلة واتعامل معه كصديق وليس كولد فقط عليه ان يسمع ويطيع كل اوامري ولا ينافش ولا يجادل وعليه السمع والطاعة أو كصديق استشيره في كثير من الامور وأخرج معه في نزهه واصطحبه في بعض المشاوير العامة والخاصة، واعرفه على اصدقائي واتعرف على اصدقائه واتقرب منهم واستضيفهم واكرمهم ، وقد ألعب معه بعض الالعاب المفيدة وامازحه ، واعتمد عليه واعطيه بعض مسؤوليات البيت والمنزل ...... والكثير .
النتيجة التي اعطيها لنفسي من واقع تعاملي مع ابني لهذا العامل والعنصر = 10/3
وهكذا مع كل العناصر اعلاه
وبعدها من أراد أن أقيم له نتيجته وكيف هو/هي من موضوع الاحتواء وفعاليته وتحقيقه
فليرسل لنا كم درجته وانا أعطيه النتيجة وشرحها وأبين له الخلل واعطيه بعض الارشادات واسرار التعامل وفنون ومهارات كل عنصر ليحسنها ويستفيد حتما
# ملاحظة مهمة :
هذه العناصر تطبق على الجميع من الجميع
كالزوج تجاه زوجته او الزوجة تجاه زوجها
الوالد تجاه ولده أو بنته
أو الام تجاه بنتها أو ولدها
وهكذا.
والله المستعان
والسلام
النجــيب
2018/08/12