الخصوصية .. في الحياة الزوجية


فطر الله تعالى كل مخلوق وأودع فيه حدوداً نفسية ذاتية “خصوصية“

غالباً هذا المخلوق لا يتيحها لغيره أبداً،

ليس من الأدب التعدي عليها ولكن من جميل الأدب أن نحترمها

د/ نجــيب الرضــا



( الخصوصية.. في الحياة الزوجية )
ماذا تعرف عن الخصوصية في الحياة الزوجيه لكلا من الزوج والزوجة.. ؟
ما هي حدودها فيما بينهما؟
هل هناك خصوصية لكل واحد منهما في الاصل في اي مجال في الحياة الخاصة والعامة ؟



الســلام عليكم ورحمة الله
---------------------------



__( الخصوصية في الحياة الزوجية )__



الخصوصيات تعني تلك التصرفات والحدود التين تميزان شخصية أحد الزوجين عن الآخر، لأنه ليس هناك شخصان متطابقان في كل الأمور في هذه الحياة مهما كان الزوجان قريبين من بعضهما وتربطهما ألفة كبيرة فإن هناك خصوصيات لكل إنسان يجب احترامها.

وبِحُكم قُرب الزوجين من بعضهما البعض، فإن حواجز كثيرة تتلاشى بينهما، ويصبحان شخصاً واحداً، ولكن يبقى لكل منهما عاداته الخاصة، ميوله، وخصوصياته التي لا يريد أن يطلع عليها أحد، وبل وله شخصية يتميز بها عن الآخرين مهما كانت هذه الخصوصية تعجبنا أو لا تعجبنا.

مايقال عن
الخصوصيات بين الزوجين: كثيرون من الناس يقولون ان الزوجين و بحكم قربهما من بعضهما البعض يزيلان الحواجز حولالخصوصيات فيما بينهما ولكن ذلك غير صحيح وان كان صحيحا فانه غير مستحب ولافي أية علاقة من العلاقات.





الفرق بين التشارك و
الخصوصيات:
هناك فرق كبير بين التشارك
والخصوصيات. فالزوجين يمكن أن يتشاركا في كل مايتعلق بالحياة الزوجية من حيث التفاهم حول معظم القضايا كاختيار الأصدقاء ورسم حدود العلاقة مع عائلتيهما وانجاب الأولاد وتربيتهما والمصاريف اليومية والسفر وقضاء الاجازات ومساعدة بعضهما البعض في حالات المرض وغيرها. التشارك في هذه الأمور لاتعني خصوصيات ولاتعني بأن احدا يقتحم خصوصيات الآخر.


خرق
الخصوصيات هو نوع من التجسس:
أن محاولة خرق خصوصيات الآخر تعتبر نوعا من أنواع التجسس على الآخر وهو مما نُهينا عنه بشدة بصيغة الأمر الصريح في شريعتنا الصافية الحقة ( ولا تجسســـوا ).
فالمرأة التي تضع أذنيها على فتحة الباب لتستمع الى حديث زوجها مع أحد ما هو نوع من التجسس عليه وكذلك دليل ضعف الثقة المتبادلة بينهما. فليس كل حديث خاص يعني بأن الآخر يحاول ارتكاب الخيانة الزوجية. ومن
الخصوصيات التي تعتبر سيئة جدا هو البحث عن الأشياء في جيوب الآخر وهو من التصرفات الطفولي كما يصفه خبراء السلوك الأسري والاجتماعي، لأن من يحاول الخيانة فانه سيعمد الى اخفاء جميع الأدلة. وهناك علاقات زوجية كثيرة انهارت بسبب محاولات اختراق خصوصيات أحد الطرفين، وبخاصة محاولات النساء معرفة أرقام الهواتف في الهاتف الخليوي للزوج أو محاولة التجسس للكشف عن شيفرة البريد الالكتروني والعمل على تعقب أحدهما للآخر لمعرفة الأماكن التي يتردد أو تتردد عليها والعكس صحيح.


* شرط نجاح الزواج :

إن احترام
الخصوصيات بين الزوجين، حسب دراســات نفسية وإجتماعية كثيرة ومثبتة ، تعتبر شرطا لنجاح الزواج ولإثبات الثقة المتبادلة بين الزوجين، فالمعاشرة الطويلة بين الزوجين لا تزيل الحواجز حول بعض الخصوصيات والعادات الخاصة جدا المتعلقة بطبيعة كل إنسان.



وعدم احترام
الخصوصيات يفهم على أنه تطفل لا لزوم له لأنه يؤدي إلى سوء تفاهم كما يمكن أن يعني بأنه تجسس على الآخر وتجاوز للحدود في العلاقة. وعدم احترام الخصوصيات يمكن أن يؤدي كذلك الى الغيرة التي تخدش كثيرا بالعلاقة الزوجية.


وهذا ما يؤكده الكثيرون من اخصائيي العلاقات الزوجية والاجتماعية والمختصين من أن المعاشرة الطويلة بين الزوجين لا تزيل الحواجز حول بعض
الخصوصيات والعادات الخاصة جدا المتعلقة بطبيعة كل إنسان وأوضحت بأن الزوجين يتشاركان في معرفة الأصدقاء والعلاقات العائلية وحتى في شيفرات بطاقات الائتمان، ولكن مع ذلك فإن هناك خصوصيات كثيرة لكل من الزوج والزوجة، خصوصيات متعلقة بالمرأة وأخرى متعلقة بالرجل.


ومع ذلك يوجد هناك حدودا يمكن أن يضعها الزوجان باتفاق بينهما يحددان فيها مجال خصوصياتهما هذا ناهيك عن حدود الإطار الشرعي الذي يجب احترامه من قبل الزوج والزوجة ، ويجب أن لا نهمل أن هناك اختلاف في تقدير
الخصوصيات بين الزوجين، وأعطى مثالا بأن من الزيجات من تعتبر قيمة الأجر المالي المحصل من الوظيفة أو المودع في البنك من الخصوصيات، ومنها من لا يرى ذلك بل يعتبر ذلك من الأمور التي يشترك فيها الزوجان، وكذلك الأمر يختلف بالنسبة لمضامين علبة الوارد الإلكتروني على البريد الإلكتروني أو على الهاتف الجوال ، فالأمر يختلف حسب اتفاق الزوجين بخصوص موضوع معين لجعله من الخصوصيات أولا ويختلف ايضا من مجتمع الى آخر حسب العادات والتقاليد والوازع الديني لكلا الزوجين ودرجات التقوى والورع بينهما وفيهما .



ومن أمثلة ذلك ايضا ومن الامور المهمة ايضا بعض الخصوصيات التي اختص بها كلا من الزوج أو الزوجة بعض الخصوصيات التي انفرد بها احدهما عن الاخر شرعا وحدودا وحكمة من الله تعالى لا نعلم الكثير من المصحلة واللطف فيها وتحقيقها إذ أنها في الغالب تُخفى علينا لجهلنا عن علم الله تعالى في الكثير من الامور أو لإبتعادنا عن الله تعالى وتقاه وورعه في الكثير من الامور وإطلاق أحكامنا عليها وتقديرها والحق فيها والتسليم بها والايمان بها على ميزان حب الدنيا البحت في القلوب ومن أمثلتها التعدد وحق الزوج فيه كخصوصية من الله تعالى للزوج دون الزوجة، وكذلك حق النفقة للزوجة كخصوصية للزوجة دون الزوج والتي يجب أحترام
الخصوصية لكلاهما مهما كانت الظروف مع مراعاة حق الله تعالى في الطرف الاخر فيهما من كلا الطرفين للاخر.



ومن منطلق هذه الحقيقة الفطرية يُنصح بأن يتفق الزوجان بداية حياتهما الأسرية السعيدة ان يحدد للغير حدود خصوصياته للغير تكون واجبة الاحترام من كليهما مع شرط أن يكون على قدر الثقة في عدم استغلالها وتحديد هذه الحدود والخصوصية في ما لا يقبله الطرف الآخر على أي مستوى كان سواءً كان مادياً أو معنوياً أو على مستوى العلاقات .



  1. عزيزي الزوج وعزيزتي الزوجة ..

    أنتبهوا جيدا لما سأكتب هنا

    "عندما يتم الحديث عن الخصوصية في الحياة الزوجية" يذهب الكثير من الازواج إلى تلك الخوصصية المرتبطة بالعلاقات خارج إطار علاقتهما أي علاقة للزوج مع أخرى أو علاقة للزوجة مع آخر-والعياذ بالله- وهذا تفكير خاطء ومحدود جداً، والصحيح هو أنن حينما نتحدث عن هذا الأمر وهو الخصوصية إنما نقصد بها الخوصيصة في كل شيء دون تخصيص ، والخوصيصة الفردية حق مشروع لكل مخلوق وهو امر فطري كما أسلفنا أعلاه، فالخصوصية تدخل في كل شيء في الفكر والمشاعر والسلوك والاملاك والأسرار الشخصية والعلاقات الاجتماعية الطبيعية وغيرها من الامور وليست محصورة فيما أشرنا إليه وما سلف.




    د/ نجـــيب الرضا
    1438/06/10
    2017/03/9

Join