التفكير التصميمي
حلّ المشكلات بطريقة
إبـــداعيَّة
تداولت الجرائد خبر ذات مرة حول شاحنة علقت تحت جسر، مما تسبب في زحمة سير. اجتمع خبراء الطوارئ والمهندسون ورجال الإطفاء وسائقي الشاحنات للتَّفكير في حل. كانوا يناقشون ما إذا كان ينبغي عليهم تفكيك أجزاء من الشاحنة أو إزالة أجزاء من الجسر عندما سأل طفل صغير: “لماذا لا يُفرغ الهواء من الإطارات؟” اندهش الجميع و كان الحلّ ناجحًا عند اختباره.
عمليَّة التَّفكير التَّصميمي، على الرغم من اسمها، ليست فقط للمصممين. في الواقع، يمارسها المبتكرون في مختلف المجالات بما في ذلك الفن والعلوم والهندسة والأعمال. بل إنَّها ممكنة في حلّ المشكلات اليومية. ومع ذلك، فإنَّ طريقة التَّفكير التَّصميمي مرتبطة بعمليات وتقنيات عمل المصممين وقد تم تبنيها من قبل الهويَّات التِّجاريَّة العالميَّة مثل Apple و Google و Samsung.
ما هو التَّفكير التَّصميمي؟
في عام 1959، كتب John Arnold، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة ستانفورد، “الهندسة الإبداعية”، و كانت نقطة بداية التَّفكير التَّصميمي كأيديولوجية.
يُعرّف Tim Brown الرئيس التنفيذي لـ IDEO التَّفكير التَّصميمي بأنَّه “نهج ابتكاري يركز على الفرد، و يعتمد على مجموعة أدوات المصمم لدمج احتياجات الناس وإمكانيات التكنولوجيا ومتطلبات نجاح الأعمال”.
في جوهره ، التَّفكير التَّصميمي هو عملية متكررة غير خطية تساعدنا في الابتكار و هو نهج قائم على حل المشاكل المعقدة.
وفقًا للمصممة و الكاتبة Emily Stevens فإنَّ الغرض من التَّفكير التَّصميمي هو “حل المشكلات المعقدة بطريقة تركز على المستخدم”، ويهدف إلى تحقيق حلول مجدية تقنيا وذات قيمة اقتصادية ومرغوبة للمستخدم.
مراحل التَّفكير التَّصميمي
يختلف إطار التَّفكير التَّصميمي أو منهجيته من مدرسة فكر إلى أخرى. يقترح معهد Hasso-Plattner للتصميم في ستانفورد، والمعروف أيضًا باسم d.school النموذج التالي المكون من خمس مراحل:
التعاطف- مع المستخدمين
التعريف – احتياجات المستخدمين ومشاكلهم ورؤيتك
تشكيل الفكرة – من خلال تحدي الافتراضات وخلق أفكار للحلول المبتكرة
عمل النموذج الأولي – لبدء إنشاء الحلول
الاختبار – اختبار أفضل الحلول من مرحلة النماذج الأولية في سياق المنتج الحقيقي
من المهم أن نتذكر أن المراحل غير متسلسلة. يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية، ثم العودة إلى الخطوة السابقة بعد تعلم جانب جديد من العمل.
التَّفكير التَّصميمي على كل مستوى
لا يقتصر التَّفكير التَّصميمي على عمل المصممين. يؤكد Brown أنَّ استراتيجيات التصميم يمكن أن تعمل فعليًا على كل مستوى من مستويات المؤسسة أو المنتج أو الخدمة. يقول Brown في كتابه “Change by Design”:
“يبدأ التَّفكير التَّصميمي بالمهارات التي تعلمها مصممو المهارات على مدى عقود عديدة في سعيهم لمطابقة الاحتياجات البشرية مع الموارد التقنية المتاحة ضمن القيود العملية للأعمال. من خلال دمج ما هو مرغوب فيه من وجهة نظر إنسانية مع ما هو ممكن من الناحية التقنية وقابل للتطبيق اقتصاديًا ، تمكن المصممون من إنشاء المنتجات التي نتمتع بها اليوم. يتخذ التفكير التصميمي الخطوة التالية، وهي وضع هذه الأدوات في أيدي الأشخاص الذين ربما لم يفكروا في أنفسهم أبدًا كمصممين وتطبيقها على مجموعة أكبر بكثير من المشاكل “.
على سبيل المثال ، طورت شركة IBM إطار عمل التَّفكير التَّصميمي من أجل “مساعدة فرق متعددة التخصصات على التوافق مع الاحتياجات الحقيقية لمستخدميها”، مدعية أن الشركات التي تستخدم هذا الإطار أسرع مرتين في توصيل منتجاتها إلى السوق، وأكثر كفاءة بنسبة 75٪ في شروط العمل الجماعي، وتتمتع بعائد استثمار 300٪.
يمكن تطبيق التَّفكير التَّصميمي في العديد من السياقات. سواء كنت ترغب في معرفة زبائنك بشكل أفضل أو التركيز على الجانب التعاوني، فالمهم هو أن تبذل جهد واعٍ لتحديد المشكلات وحلها.