البحث عن عمل
في المجال التقني
من المفاجئ أن بعد ٤ أو ٥ سنين من الدراسة الشاقة المتواصلة، نتخرج متلهفين للمزيد من العمل، حب الإنسان للتغيير وحب استكشاف المجهول يقودانه لأغرب الأفعال.
في هذه التدوينة أقدم نصائحا للباحث عن عمل، بالذات للخريج الحديث من مرحلة البكالريوس. هذه النصائح مستوحاة من تجربتي في البحث عن عمل. بعد الاستقرار في وظيفتي الحالية، قررت مشاركة التجربة، حيث اتضحت لي الصورة بعد المرور بها، وتعلمت دروسا وددت لو شاركها معي أحد من قبل.
لذلك، أنا هنا أقوم بهذه المهمة.
تجربة البحث عن عمل تختلف كثيرا من مجال لآخر، مجالي والمجال الذي تغطيه هذه التدوينة هو المجال التقني. تخصصي هو علوم الحاسب، درست الذكاء الصناعي كتخصص دقيق، وأعمل الآن كمهندسة ذكاء صناعي في شركة تقنية في المملكة.
قبل البدأ، يجدر بالذكر أحد الكتب التي استفدت منها خلال البحث عن عمل، وهو كتاب Cracking the Coding Interview للكاتبة قييل مكدويل، تتحدث الكاتبة عن التحضير للمقابلات في المجال التقني حول العالم، مركزةً على وادي السيليكون والشركات الكبرى: قوقل، أمازون، فيسبوك وغيرها من عمالقة المجال التقني. لم أقرأ الكتاب كاملا، لكن ألهمتني نظرتها للمقابلة الوظيفية كخطة بخط زمني يمتد لسنة قبل المقابلة، مما اكتشفت أنه منطقي جدا، فالمقابلة (التي تعتبر العامل المحدد غالبا لقبول الباحث عن عمل) لا تقيس أدائك في الساعة أو الساعتين التي تجري خلالها، بل تحاول قياس الشخص الذي أمضيت سنين دراستك تكونه، والمهارات التي حصلت عليها، والنظرة التي كونتها لمستقبلك، وغيرها مما يهم الجهات الموظِفة.
لنبدأ!
تبدأ كل المشاريع الناجحة بالتخطيط، وهذا سيكون منظورنا تجاه البحث عن عمل، سنعامله كمشروع، نخطط له، ننفذه، نقيس نجاحه ثم نقيمه بغرض تحسين التجربة القادمة - لأنك ستقوم بهذا المشروع عدة مرات على الأقل خلال مسيرتك المهنية. تستطيع القول أن مشروع البحث عن عمل مشابه لعملية تطوير البرمجيات.
ألخص خطوات البحث عن عمل بالنقاط التالية:
نبدأ البحث عن عمل بتحديد العمل الذي نريد شغره. بذلك، أعني أن نختار المجال الدقيق المستهدف، أو المسمى الوظيفي المُبتغى.
بعد ذلك، نقوم بتعديل الهوية الوظيفية - التي أقصد بها ما يمثلك عند الجهة، أي السيرة الذاتية، وحساب لينكد ان مثلا.
بعد تحديد الهدف وتجهيز الملفات التي تمثلك، نقوم بالبحث عن فرص بعدة طرق، منها الاجتماعية والرسمية.
ثم تأتي أهم الخطوات: التحضير للمقابلة.
ثم عمل المقابلة.
الخطوة الأخيرة هي مراجعة عرض وعقد العمل لقبول أو رفض الفرصة.
سأتحدث عن كل خطوة بالتفصيل.
الخطوة الأولى: حدد المجال والوظيفة الهدف
تحديد الأهداف والتطلعات من أهم الخطوات لمشروع بحث عن عمل ناجح.
تحديد الهدف يساعدك في تركيز جهدك وطاقتك على الفرص التي تهمك وتحقق آمالك، مما يقود لاحتمال قبولٍ أكبر.
تحديد الهدف في المجال التقني يبدأ بتحديد المجال الدقيق، كالاختيار بين مجال هندسة المشاريع أو تحليل البيانات أو صناعة المنتجات أو مجال الاختبارات.. أو غيرها الكثير. من الطبيعي أن تحدد أكثر من مجال في بداية مسيرتك الوظيفية، فالخيارات كثيرة. لكن تحديد المجال بأضيق نطاق يساعدك بأن تبني خبراتك في هذا المجال أو المجالات، و يساعدك بالمفاضلة بين الفرص التعليمية. مثلا، شخص كون اهتماما بمجال أمن المعلومات منذ ثالث سنة جامعية، يستطيع اختيار مادة التشفير كمادة اختيارية أو إضافية في الجامعة، ويبدأ باكتساب مهارات وببناء هوية وظيفية تناسب مسار مهنيًا في أمن المعلومات.
الجزء الثاني من تحديد الهدف هو اختيار عدد من المسميات الوظيفية، مثلا لباحث عن عمل في مجال تعلم الآلة: قد تكون المسميات التي يبحث عنها جميع الآتي "محلل بيانات"، "عالم بيانات"، "مهندس تعلم آلة"، "مطور ذكاء اصطناعي" وهذا يوضح نوع الإعلانات التي يبحث عنها لاحقا.
الخطوة الثانية: عدل هويتك لتعكس الهدف
بعد تحديد المجال الذي تود العمل به، الخطوة التالية هي اكتساب المهارات لتكون الشخص المناسب لهذا المجال.
ابدأ بالبحث عن الفرص التي تعرفك على المجال، وتصقل المهارات المناسبة له. الفرص التدريبية مثلا عند الجهة المناسبة قد تكون بداية رائعة لمسارك المهني. أما على مقاعد الدراسة، فاختيار المواد التي تناسب هدفك بعد التخرج خطوة ممتازة لبناء قاعدة علمية جيدة قبل دخول العالم المهني. من الأمثلة أيضا اختيار البرامج التعليمية المناسبة على الانترنت، والحصول على شهادات تعرف أنها مطلوبة في المجال. من الطرق للبروز - في المجال التقني خاصة - هي العمل على مشاريع رقمية تُظهر مهاراتك، فالحديث عن التقنية ومعرفة معلومات عنها وكيف تعمل لا يقارن بتنفيذ مشروع باستخدامها.
مما يفيدك في جميع مراحل مسارك المهني، خاصة في البداية: القراءة ومتابعة المستجدات في مجالك. يساعدك ذلك في تكوين تصور أوضح عن المجالات المحتملة وسوق العمل وآخر التقنيات والأسماء البارزة، جميعها تفيدك في البحث عن عمل، وتساعدك بأن تبقى على اطلاع عموما.
بعد ذلك، يأتي تعديل الهوية الوظيفية التي تستقبلها الجهة الموظِّفة. تتكون الهوية الوظيفية من مكونين أساسين: السيرة الذاتية، وهي ما يطلبه أغلب الجهات، والـ Cover Letter، تطلبها بعض الجهات. سأتحدث عن السيرة الذاتية.
السيرة الذاتية
هي مستند يعبر عنك أنت وأعمالك ومهاراتك، للجهة الموظفة. فنحرص على أن تكون بأمثل شكل كثيرا. نصيحتي الأولى هي استعمال قوالب جاهزة للسيرة، اختر قالبا منظما، بسيطا، يضع التركيز على إنجازاتك وهويتك. أنصح بالابتعاد عن القوالب الملونة والمعقدة، الهدف أن تكون سيرتك مميزة، لكن لا تؤذي العين ولا تعطي انطباعا بعدم الاحترافية.
من قوالبي المفضلة هذا القالب المكتوب بلغة لاتيكس، وتقدم مايكروسوفت قوالبا بصيغة برنامج الوورد، كما تقدم بعض مواقع التصميم قوالبا مثل كانفا.
تتكون السيرة عادةً من النقاط الأساسية التالية:
المعلومات الشخصية ومعلومات التواصل
تندرج هنا المعلومات كالاسم، ومدينة السكن (أنصح بإضافة المدينة فقط إذا كنت تبحث عن فرص محدودة بمنطقة جغرافية) ووسائل الاتصال كرقم الجوال والبريد الإلكتروني، وبعض المواقع التي قد تهم الموظِفين، مثل رابط صفحتك في شبكة لينكد ان (لينكد ان شبكة تواصل اجتماعية للعالم المهني) ورابط موقع قت هب لاستعراض مشاريعك الرقمية.
بالنسبة للروابط، أنصح بتضمين الرابط في نسخة السيرة الإلكترونية (أي أن ينقلك للموقع حين ضغطه) فإضافاتٍ مثل هذه تترك انطباعا بالاهتمام بالتفاصيل.
يبدو جزء المعلومات الشخصية كالتالي:
ملخص عنك
يتجاهل الكثيرون من الخريجين الجدد إضافة ملخص يمثلهم للسيرة الذاتية، ربما لأن توجههم الوظيفي لم يتضح بعد. برأيي، وجود جملة أو جملتين عن المتقدم توضح توجهه، أو تعبر عنه وعن أهدافه وتطلعاته واهتماماته، تميزه عن البقية، وتعطي انطباعا أن هذا الشخص قام بالتفكير بمساره المهني.
في مراحل متقدمة من مسارك المهني، يتحدث ملخصك عن خبراتك، ويتحدث عن مجالك الخاص وأهدافك بالتحديد، لكن لخريج جديد، قد يبدو كالتالي:
التعليم
أحد أهم أجزاء السيرة للخريج الجديد هو جزء التعليم، وهي قائمة بتاريخك التعليمي، كل نقطة فيها تمثل تجربة تعليمية، كالجامعة، أو الدبلوم، أو شهادات أخرى تعدها أنت تعليمية. في الأجزاء المربوطة بتواريخ الحصول عليها كهذا الجزء، نقوم بترتيب القائمة بالأحدث أولا.
اذكر اسم الجهة التعليمية، اسم البرنامج، واكتب جملة أو اثنتين عن هذه التجربة التعليمية، عن ماذا كانت؟ ما أبرز ما استفدته؟ وغير ذلك مما تراه مناسبا للذكر. في حال البرامج المرتبطة بمعايير كالمعدل، إذا رأيت أن فيه ذكره إضافة، هذا هو المكان المناسب.
قد يبدو الجزء التعليمي في سيرتك شيئا كالتالي:
الخبرات
ثاني أهم جزء في السيرة الذاتية هو جزء الخبرات العملية، يحتوي هذا الجزء على قائمة بتجاربك التي لا تُصنف كتعليم. بعض الأمثلة للخريج الجديد: التدريب الصيفي، الوظيفة الجزئية أو الوظيفة الصيفية، تجربة تنظيم حدث على الحرم الجامعي أو خارجه، قيادة الأندية الطلابية أو المشاركة فيها... الاختيار هنا راجع لك، إذا كنت ترى أن هذه التجربة تستحق الذكر، ونقطة حديث ممتازة وقت المقابلة، قم بإضافتها لقائمة الخبرات.
ما تذكره أولا عن الخبرة هو الجهة المسؤولة (الشركة / الجامعة) ودورك في هذه الخبرة، ثم تصف تجربتك لشخص لم يسمع بهذه الجهة أو عن دورك فيها من قبل، فمن المهم ألا تفترض أن القارئ يعرفك أو أن لديه خلفية عن تجاربك. تقوم بوصف الخبرة في نقاط تضيف لك، حاول أن يكون النص الذي تكتبه يجاوب أسئلة مثل "على ماذا عملت؟"، "ما التقنيات التي استعملتها؟"، "ما كان أكبر إنجازاتك خلال وقتك معهم؟" وإذا عملت على مشروع ضمن الخبرة: "كيف قست نجاحه؟".
في مراحل متقدمة من مسارك المهني، يُنصح بذكر إنجازاتك في أرقام، مثل "عملت على مشروع بقيمة س مترأسا عدد ص من الموظفين" أو "قمت بتغييرات وفرت س مبالغ على الفريق"... لكن من المعتاد أن الخريج الجديد لم يقم بإضافات مماثلة.
قد يبدو جزء الخبرة في سيرتك كالتالي:
المهارات
من أهم نقاط القوة لشخص في المجال التقني، مهاراته العملية. التقنيات التي مارس الكتابة بها من قبل، المكتبات التي استعملها، البرامج التي يبرع فيها. هنا المكان المناسب لذكرها. يقع الكثيرين بفخ ذكر جميع التقنيات التي مرت عليه من قبل، إن كان مارسها لسنتين أو أسبوعين، ظنا أن هذا يضيف له. في الحقيقة، يقود تصرف مثل هذا لأحد أمرين، إما أن يعتقد الموظِف أنك متمكن من جميع التقنيات المذكورة، ويقوده ذلك لسؤالك عنها، مما ينعكس سلبا عليك إذا لم تستطع الإجابة عنها بشكل جيد. أو أن يعكس صورة بعدم الجدية من طرفك، فبالنسبة لك، خبرتك في لغة تكتبها لأربع سنين مساوية للغة تعلمتها في ساعتين.
من الأفضل أن تذكر أقوى مهاراتك فقط، وتستطيع تقسيمها حسب خبرتك فيها، لشيء مثل:
متفوق في: الخبرات التالية.
متمكن من: الخبرات التالية.
هذه تعكس صورة أفضل عن فهمك وتقديرك لقدراتك، وتعطيك مصداقية أكبر.
قد يبدو قسم المهارات هكذا:
الشهادات
جزء كبير من المجال التقني يعتمد على الشهادات لتصديق مهارات معينة. شهادات من جهات مثل سيسكو في الشبكات، اوراكل في إدارة قواعد البيانات، وغيرها. لصعوبة الحصول على فرصة لأخذ هذه الشهادات، ولأنها تتطلب معرفة توجهك من وقت مبكر، لا يُتوقع من خريج جديد الحصول عليها، لكنها حتما إضافة جيدة.
من الشهادات المفيد إدراجها شهادات إتقان اللغة الإنجليزية كالتوفل والآيلتس.
قد يبدو قسم الشهادات شيئا كهذا:
المشاريع
يتميز المجال التقني بإمكانية إثبات قدراتك ومهارتك قبل إعطائك فرصة رسمية من إحدى الجهات. قدرتك على إنجاز مشاريع متكاملة في وقت فراغك ميزة قيّمة، تضيف لك قيمة كبيرة عند البحث عن عمل.
عند معرفتك بتوجهك المهني أو المجال الذي تود العمل فيه، من أفضل النصائح أن تبدأ بالعمل على مشروع في هذا المجال، الهدف الأول أن تتعرف عليه، وتقرر إذا ما كان يشابه تصورك، وفعلا هو المجال الذي تريده. هدف آخر هو إثبات قدرتك على العمل في تقنيات تُستعمل في هذا المجال، واستعراض قدرتك على العمل على مشروع شخصي من البداية للنهاية، مما يُظهر شغفك.
المشاريع أيضا قد تكون مشاريع دراسية فخور بها وتعتقد أنها نقاط مميزة للنقاش خلال المقابلة، فكل نقطة تذكرها في سيرتك قد تكون محور نقاش، لذلك، دائما اذكر نقاطا أنت على أتم الاستعداد لنقاشها، وتؤمن أنها تضيف لك قيمة.
مثال على ذلك: إذا كان مجالك الذكاء الصناعي، فخلق الشخص المناسب يتمثل في عرض المشاريع التي عملت عليها في الذكاء الصناعي أو تحليل البيانات.
قد يبدو جزء المشاريع شيئا كالتالي:
بهذا قمت بتغطية النقاط الأساسية التي تتحدث عنك، عن خلفيتك، مهاراتك، واهتماماتك. تبدو السيرة بأجزائها الكاملة شيئا كهذا.
الخطوة الثالثة: ابحث عن فرص
تبعا للدراسة التالية، يتم شغر 85٪ من الوظائف عن طريق الشبكة الاجتماعية المهنية (أي المعارف في المجال)، على ضوء هذا الرقم تتضح أهمية تكوين شبكة اجتماعية / علاقات مهنية (social network) في المجال. لذلك، أول نصيحة أقدمها في البحث عن فرص، هي كن فعالا! بناء الشبكة الاجتماعية في المجال سهل (وممتع). أحد السبل لذلك هو حضور الفعاليات التقنية المختلفة في المنطقة، التي زادت بشكل كبير مؤخرا. أمثلة للفعاليات أنشطة الجامعة التقنية (في جامعتي (عبدالعزيز) كنا نقوم بعدة أيام تقنية في السنة، تجمع أكثر الشغوفين بالمجال في الكلية. تعرفت من خلال الفعاليات على أكثر الزميلات الفعالات في المجال، الذي استمرت علاقتي معهم حتى العمل). تقوم أنشطة خارج الحرم الجامعي أيضا، تستطيع إيجادها عبر منصات مثل تويتر أو Meet Up.
بعض المجموعات التطوعية الفعالة في المنطقة مؤخرا:
حضور هذه الفعاليات وكونك فعالا فيها لا يبني شبكتك الاجتماعية فحسب، بل يبني لديك تصورا أكثر عن سوق العمل والفرص المحتملة، حيث تقابل الكثيرين الذين يتراوحون من طلاب إلى خبيرين في المجال، صعب أن تخرج بدون فائدة من هذه الفعاليات. نصيحة أعتقد أن الكثير يحتاج إلى سماعها: بادر! تذكر أن من يحضر هذه الفعاليات شغوف مثلك، وغالبا شارَك حتى يقابل ناس مثلك، ففي الغالب مرَحب بك وبمبادرتك.
ثاني أفضل مصدر للوظائف في سوق العمل السعودي هو لينكد ان، لذلك، أنصح بتحديث صفحتك على لينكد ان باستمرار، لتعكس تطوراتك المهنية وإنجازاتك.
يسمح لك لينكد ان بالبحث عن وظائف بتحديد المجال والمنطقة.
من مميزات لينكد ان أيضا أنه يحول هذا البحث إلى بحثٍ مؤتمت. بتفعيل خيار Job Alert، يرسل لك نتائج البحث بشكل دوري، إما أسبوعيا أو شهريا، حسب اختيارك. حتى لا تفوتك أي اعلانات.
مصدر آخر ممتاز هو متابعة الجهات المحتملة على وسائل التواصل الاجتماعي، في المملكة، تويتر من أكثر الشبكات استعمالا، وغالبا ما تطرح الجهات إعلانات وظيفية من خلاله، تبدو كالتالي:
هنا موضع مناسب لذكر بعض الأدوات التي تساعدك بمتابعة طلبات التقديم. قد تزيد طلبات التوظيف عن الحد الذي تستطيع تذكره، وقد تُقدم على عدة شواغر في جهة واحدة، وقد تمتد عملية التقديم والمقابلات على عدة أشهر… لذلك، أجد أن استعمال أدوات لمتابعة عملية التقديم من أهم النصائح.
تستطيع استعمال برنامج الملاحظات على جوالك، وتسجل كل تحديث تحت كل طلب. إذا أردت مستوى أعلى من الترتيب يمكنك تعبئة قائمة اكسل لمتابعة الطلبات. بالنسبة لي، وجدت برنامجا يحتوي الأفضل بين الإثنين، وهو نوشن (Notion)، نوشن تطبيق على الماك / الجوال / الويب، أصفه كدفتر ملاحظات مرتب جدا.
هنا قالب لصفحة نوشن مرتب للباحث عن عمل، هناك الكثير من القوالب الأخرى لنوشن على الإنترنت، اختر من بينها ما يناسبك.
الخطوة الرابعة: التجهيز للمقابلة
الهدف من المقابلة كما ذكرت سابقا هو قياس قدراتك التي نميتها على مر سنين الدراسة، يغطي ذلك القدرات التقنية، الأكاديمية، قدرات حل المشكلات، والقدرات الاجتماعية. تبدأ أغلب المقابلات بأسئلة عنك، كطلب الحديث عن نفسك (غالبا باللغة الانجليزية)، والسؤال عن تحديات واجهتك وكيف قمت بحلها؟ وأسئلة سلوكية من هذا القبيل، هنا مصدر يتحدث عنها وعن طرق إجابتها بالتفصيل.
النوع الآخر من الأسئلة هو أسئلة تقنية، إما عن دراستك أو مشاريعك، من تجربتي كانت هذه الأسئلة إما عامة لأي خريج جديد في المجال التقني، أو خاصة للمسمى الوظيفي الذي قدمت له. الأسئلة العامة مثل أسئلة عن الخوارزمات الأفضل أدائا لمهمة معينة (مثل البحث)، أو ذكر طرق إدارة المشاريع البرمجية، وأسئلة أخرى أساسية درستها، يعرفها أغلب الخريجين، ولا تحتاج للكثير من المراجعة. كتاب قييل سالف الذكر مصدر ممتاز لمراجعة هذه المفاهيم.
أما الأسئلة الخاصة بالوظيفة المعينة التي قدمت عليها، فهذه تتطلب بعض التحضير والمهارة المبنية في المجال، أبدأ بمثال من تجربتي (لمجال الذكاء الصناعي): قمت بدراسة مادة أساسية في تعلم الآلة، عملت خلالها على بعض المشاريع التي نمت قدراتي وثبتت المعلومات، ثم بقيت على اطلاع في المجال بقراءة بعض المصادر (ليست مصادر محترفة، مصادري كانت مقالات من مدونة Towards Data Science على منصة Medium). هذا في السنة ما قبل البحث عن عمل، أما قبل المقابلة بأسبوع، فكنت أبحث عن أكثر الأسئلة تكرارا في مقابلات الذكاء الصناعي / علوم البيانات مثل هذا المصدر. في الحقيقية لم تتكرر الأسئلة في المقابلة، لكن مراجعتها ساعدني على تذكر التفاصيل وعزز ثقتي بنفسي. قمت بالبحث أيضا عن الجهة، وفهم مجال عملهم. قبل المقابلة بيومين اتفقت مع صديقة (من نفس الخلفية الدراسية) على إجراء مقابلة تمثيلية (Mock Interview) حتى يزول التوتر قبل المقابلة الحقيقية. وهذه كانت طريقة تحضيري للمقابلات عموما.
أهم النقاط التحضير للمقابلة تتلخص في:
التحضير للمقابلة فعليا بدأ من تحديد المجال الهدف.
مراجعة المفاهيم الأساسية مهم، ويزيد ثقتك بنفسك. إما عن طريق الكتب، المصادر الرقمية، أو المراجعة مع الزميلات.
سؤال من مر بتجارب مشابهة (نفس الجهة / نفس المسمى / نفس المجال) مفيد في كسر رهبة التجربة.
القيام بعمل مقابلة تمثيلية (Mock Interview) مهم، المقابلة التمثيلية هي أن تتفق مع صديق / قريب (يفضل أن يكون من نفس الخلفية) على أن يلعب دور الجهة المقابِلة، فيقوم بأخذ معلومات عن الجهة والمسمى الوظيفي ويحضر بعض الأسئلة لاختبار أدائك، ثم يعطيك ملاحظات للتحسن. هذه الخطوة مهمة لأنها توضح أدائك تحت سيناريو حقيقي، قد تتفاجئ من الملاحظات التي تستقبلها بعد هذه المقابلة.
آخر نصيحة هي ريلاكس! قمتَ بالعمل كثيرا على الحصول على هذه المقابلة وتجهزت جيدا. لا داعي للتوتر، كل ما يفعله التوتر هو التأثير سلبا على أدائك.
الخطوة الخامسة: إجراء المقابلة
الآن وقت استعراض تحضيرك ومهاراتك!
في الواقع قد لا تكون مقابلة، قد تكون اختبارا، أو تحدي برمجي أو عدة مقابلات، لكن التحضير لجميعها مشابه.
هذا أقل موضوع أقدم عنه نصائح، لأنك بالخطوات السابقة حضرت جيدا لهذا اليوم، لذلك، كل ما عليك هو الحضور.
ئصائح عامة:
نظم وقتك جيدا، واحسب حساب الطوارئ كعطل سيارة أو زحمة الطريق.
البس هنداما مرتبا، فهذا يترك انطباعا عنك، وبعض الجهات تنظر له كأحد معايير تقييمك.
كن لبقا، وحافظ على هدوئك، قد يكون الهدف من جزء من المقابلة زيادة توترك لقياس تصرفاتك تحت الضغط.
الخطوة السادسة: عرض العمل وعقد العمل
مبروك إنهاء المقابلة!
قد تعتقد أن رحلة البحث عن عمل انتهت، لكن بقي خطوة أخيرة حتى يتم توظيفك، وهي توقيع عقد العمل. بعد المقابلة، إما يأتيك قبول أو إعتذار.
القبول عادة يكون رسالة تهنئة بإجتياز المقابلة، متبوع بعرض عمل (Job Offer) أو قد تكون رسالة واحدة تحتوي تهنيئا وعرضًا. يكون عرض العمل صفحة واحدة، وعادة يحتوي على النقاط التالية:
المسمى الوظيفي
الراتب والبدلات
التأمين الطبي
ساعات العمل
موعد المباشرة (أو يحتوي خانة فارغة تقوم بتعبئتها بالموعد المناسب لك)
إما توافق على هذا العرض أو تناقشه إذا كانت الميزات أقل من التوقعات. تناقشه بصيغة مثل "يسعدني الإنضمام لكم، لكن البند التالي أقل من التوقعات، أنا أتوقع الميزة التالية"، ما يحصل بعد هذا هو أحد أمرين: الرد الأول "حسنا، تفضل العرض التالي المراجع والمحدث"، الرد الثاني "نعتذر، هذا ما نستطيع تقديمه حاليا". فمن حقك الحصول على وظيفة ترضيك.
بعد توقيعك على عرض العمل والموافقة، ستقوم الجهة بإرسال عقد العمل (Job Contract)، يكون العقد عادة عدة صفحات، تحتوي على الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى محتويات العرض.
بعد توقيع العقد تصبح موظفا رسميا🎉🎉، نظام العمل السعودي يمنحك مدة ٣ شهور تجريبية، لضمان حقوقك وحقوق الجهة، حيث يستطيع أي طرف فسخ العقد خلال هذه المدة بلا إنذار الاستقالة أو الفصل المعتاد. يمنحك ذلك فترة لتقييم الجهة، ومعرفة إذا شابهت توقعاتك، وتجربة العمل معهم، قبل الاستقرار.
مبارك حصولك على الوظيفة.
بهذا، أنهي ملخص ما استفدته من تجربتي.
أتمنى لك كل التوفيق في رحلة البحث عن عمل.
تابعني على تويتر للمزيد من التدوينات.