تجربة كاتبة محتوى مع الرايتر بلوك ونصائح للتغلب عليها


“If I waited till I felt like writing, I’d never write at all.” 




 Anne Tyler

انقطعت الفترة الماضية عن الكتابة هنا بسبب الإنشغال في العمل بالمزيد من الكتابة، وكنت أعاني من وقت لآخر من أزمة يمر فيها معظم الكتّاب،  writer block وفي رواية أخرى ( قفلة الكاتب ). 


تسببُ الرايتر بلوك ضغطًا نفسيًا يشتد في حال كانت الكتابة وظيفتك أكثر منها كتابة لنفسك. وصعوبتها في عدم القدرة على الإتيان بأفكار أو كلمات جديدة، والإحساس بأن قدرتك على الإبداع تتلاشى، وتستيقظ كل صباح تتمنى فعل أي شيء عدا ملء تلك الصفحات البيضاء بالأحرف.

أحببت أن أشارككم نصائح من تجربتي لتجاوزها، علّها تلمس أحد العالقين فيها. 


  • فهم أن ما يحصل لك طبيعي !


أولًا، يجب أن تدرك أن مع مرور التاريخ عانى كتّاب عظماء من هذه المشكلة؛ ففي عصر Great American Novel انتشر عن الرايتر بلوك أنها أزمة قد تمنع الكاتب وتسبب له عدم استقرار عاطفي. 

من أشهر الذين عانوا من الرايتر بلوك في وقتنا هذا : المغنية الشهيرة Adele، مغني الراب الأمريكي Eminem بالإضافة إلى George R. R. Martin كاتب السلسلة الشهيرة game of thrones . 

 تتفاوت الحالة من عدم وجود أي أفكار جديدة إلى عدم المقدرة على كتابة أي شيء لمدة سنوات. وعدم القدرة على الكتابة والابداع هذه ليست بسبب الإهمال أو عدم الالتزام، وليست أيضًا بسبب فقد مهارات الكتابة.



  • الأسباب المؤدية للرايتر بلوك :


 من الطبيعي أن تحصل هذه الأزمة لأي كاتب، وفهم مسبباتها مبكرًا يؤدي إلى تجنبها أو تجاوزها سريعًا، أحد أهم مسببات الرايتر بلوك قلة الإلهام، أو ( كما كان في حالتي ) تشتت الذهن بين كثرة المهام واختلاف طبيعتها. 



أسباب أخرى للرايتر بلوك :


1- الظروف القهرية حياتية أو مهنية، كالإصابة باكتئاب أو انفصال عاطفي أو ضغوط مادية.

2-  الخوف والإحساس بالفشل، خصوصًا إذا كنت مجبرًا على الكتابة بأساليب مختلفة أو كان موعد التسليم قريب جدًا. 


3-  المماطلة، وهي البحث عن أبسط سبب لتأجيل كتابة أي كلمة، ومع كل تأجيل يزيد الضغط أكثر ويقترب الموعد النهائي للتسليم وتصبح العودة للكتابة أصعب.  


4-  السعي نحو الكمال، حتى عند وجود الأفكار لا تستطيع الكتابة عنها، ومهما كتبت لا ترضيك النتيجة، لأنك تعلم أنك تستطيع إنتاج الأفضل. 


5- التشتت، مثلًا عند العمل بشركة تجد أن جدولك مزدحم بمهام متعددة قد تختلف طبيعتها عن الكتابة. ووضع عبء مهام عليك لحظة رؤيتك على المكتب منغمسًا في التفكير.  

وتصل لمرحلة أنك كلما كتبت كلمتين انقطع حبل أفكارك، سواءً بوسائل التواصل أو بزملاءك في العمل.  

  • كيف تتخلص منها وتعود للكتابة بكل حب وشغف

  • خذ راحة كافية من الكتابة لا تكتب خلالها أي كلمة، خض تجارب وزر أماكن، استمتع بممارسة هواياتك. وركّز في أثنائها على أنها حالة ذهنية طبيعية وبعد الراحة ستعود بشغف كما كنت وأفضل

  • تقبل خوفك من الفشل، وأنه طبيعي أيضًا ويمر به حتى أكبر الكتّاب وهو ليس بأمر سيء إطلاقًا.

     أتجاوز هذا الخوف بتقبله، وكل ما تقبلته يحفزني هذا للعمل بجهد أكبر.


  • ماطل بالقدر المعقول بدل الضغط على نفسك للانتهاء !

    مع المماطلة أحيانًا يعمل عقلك الباطني على ما كنت تعمل عليه وتنصدم بعدها مما أنت قادر عليه.

     ما أفعله مع المماطلة عادةً أني أضع جدول محدد للانتهاء؛ فأكتب في أول يومين ما أكتبه بالعادة في ثلاث أو أربع أيام وأترك باقي الأيام للراحة، بهذه الطريقة ما زلت أنجز وفي نفس الوقت أعطي نفسي حقها من الراحة.

  • أفصل بين مرحلة الكتابة وبين مرحلة التدقيق. 

    دَع الكمال لمرحلة التدقيق، وذلك لأن المراجعة والتصحيح تبطئ الإنتاج وبالتالي تثبط من عزيمتك للكتابة، فتستمر بالمماطلة وينتهي بك المطاف فريسةً للرايتر بلوك.

  • اعطِ تعليمات زملائك بالعمل ولمن حولك، إذا لم تكن الحالة طارئة، أن لا يقربوا من مكتبك! 

    مما سيقلل ترددهم إليك قائلين ( بما إن شكلك فاضي، ايش رأيك … ).

    وأغلق وسائل التواصل و الإيميل وكل ما يشتت تركيزك.



هناك طرق أخرى أحداها أنا أستخدمها، وهي تخيّل أن بداخل دماغي كومة من الأفكار مدفونة داخل كومة قش وهي التي تحول بيني وبين تلك الأفكار، وأتخيل أنّي أزيح هذا القش، الذي كلما أزحت منه كلما بدأت الأفكار تتضح أكثر أمامي، نعم! الخيال يصلح كل شيء.



أخيرًا .. 

نظم وقت كتابتك واجعله مجدولًا، ركّز عليه لفترات قصيرة متفاوتة واجعل لك راحةً بين كل فترة وأخرى، سيساعدك على التخلص من المماطلة وتشتت الذهن.  



اقتبست من :

https://jerryjenkins.com/writers-block/




Join