صباح لم يبدأ بعد
استيقظت طوال الليل ولكن الساعة الثامنة والنصف حسمت الأمر بالنهوض من السرير، فسِتّ ساعات من النوم المتقطع يكفي لبدء يوم الجمعة والذي أرجو الله أن يكون يومًا هادئًا وطيبًا وألا يبعثره شيء.
نهضت ليس لشيء سوى أن موعد دواء والدي المهم جدًا قد اقترب ويجدر بي التأكد من تناوله إياه. استيقظت والألم يتسرب إلى عظامي وعلمت أن جرعة المسكّن الأولى قد رحلت بعد أن أدّت عملها بتقصير ملحوظ؛ فقررت استدعاء الأخرى لتحل محلها وحين وضعت قارورة الماء بجواري ولسبب لا أعلمه حركت يدي عشوائيًا لأُسقط القارورة على ملابسي وعلى الأرض وتصبح نهرًا جاريًا لا حيلة لي لتجفيفه.
تأملت المنظر سريعًا ولكني ولشدة مابي من قرف وتعب لم أبكِ!
نعم الموقف مزعج جدًا ولست في وضع يساعدني على فعل أمور أخرى إضافية، لقد قلت لنفسي أنني سآخذ المسكّن ومن ثم أعطي والدي دواءه وأعود إلى السرير، بهذه البساطة التي تعقدت تعقيدًا غريبًا، ولكنني لم أشعر حتى بالرغبة بالبكاء!
لقد غضبت ولكني لم أشتم!
غضبت غضبًا عابرًا؛ انتهى حين مسحت الأرضية وذهبت لتغيير ملابسي وكأنه كان ملتصقًا فيها وخلعته حين خلعتها!
"آه لقد انتهى كل شيء، أرأيتِ؟ الأمر لم يستدعِ حتى التفكير به" قلت لنفسي.
ذهبت لمساعدة والدي في أمور عدة ومنها الأدوية ثم عدت إلى غرفتي وأنا أتساءل أأشرب الشاي أم اليانسون؟ فلم أعد أرغب بالنوم وقد نفد البابونج.
وقع اختياري على اليانسون علّه يهدئ ما يمكن تهدئته؛ مع أني لا أصدق أن بإمكان أي شيء تهدئتي سوى رب السماوات والأرض ولكن اليانسون كذبة اخترعها البشر وصدقوها وأنا من البشر، لذا فلنتحمل الحياة ببعض الكذبات التي لا ضرر منها ولنصدق أن هذه الأعشاب الطيبة الرائحة لها مفعول مهدئ وفعال ولنسمي بالله.
أحب تحليته بالعسل إن لم تجربوا ذلك فلم يفتكم شيء، لا تقلقوا وجربوه المرة القادمة.
الساعة التاسعة والنصف ولم أُعلن عن بدء صباحي بعد؛ ما أزال تحت الغطاء وما يزال جسدي يأبى أن يستيقظ، كما أن أشعة الشمس لم تسطع بعد في غرفتي الجنوبية، ولم أفطر وأشرب الشاي!
وكل هذا كفيل بألا أعلن عن بدء صباحي المعتاد.
ولكن لا بأس بإلقاء التحية عليكم وتمني صباح مشرق لكم بلا أنهار جارية تعكر مزاجكم،
طابت جمعتكم بكل خير وهناء،
ع. ز.