يا لعظمة هذه الأداة التي يقسم الله تعالى بها وبما تنتجه .. ترى ما هو سر القلم والكتابة ؟

الكتابة تهبنا الخلود .. سترحل أنت و لكن حروفك ستبقى شاهدة على حياتك بعد رحيلك. النصوص هي وسيلتنا للتواصل مع الأجيال القادمة الذين لن يجمعنا الزمان بهم و ربما تتساءل الآن عن أفضل محتوى للرسائل الخالدة التي نكتبها لهم، سأقول لك إنه العلم. يبقى العلم هو الموضوع الأكثر إثارة لأصدقائنا المستقبليين كما هو الحال بالنسبة لنا الآن. أعتقد أنه لا كرم أكثر من أن تهدي الجيل القادم ما تعلمته وظفرت به لتختصر عليهم سنوات من البحث عن تساؤلات تم التوصل لنتائجها مسبقا

لولا الكتابة (أو التدوين) لما تطور العلم لأن كل جيل سيبدأ من الصفر وسينتهي عند حد معين ليبدأ الجيل القادم من الصفر أيضا. بفضل الكتابة أنت تبدأ حيث انتهى الآخرون لتكمل مسيرتهم في هذه الحياة. ألا يذكرك هذا بأحد أسرار الخلود التي ذكرت في الحديث النبوي الشريف" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" ببساطة تريد الخلود بعد فنائك اترك علما نافع

لعل أبرز التحديات التي يواجهها الإنسان هو التعبير عن ذاته بالطريقة الملائمة. الكتابة هي أحد طرق التعبير المثلى التي تحفظ الكبرياء. ألا ترى كيف يبوح الشاعر بآلامه بكل فخر فيصفق الجمهور وكيف تتباهى الروائية بخيباتها فيفوز الكتاب بالأكثر مبيعا .. إنه سحر الكتابة الذي يجمل كل ما يقع عليه. تأتي عليك أيام تتحشرج فيها الكلمات بصدرك لا الصمت بالنعمة التي تطيقها ولا الكلام بالذي يعطي المشاعر حقها .. ثم تأتي الكتابة كالغيمة تهطل بالكلمات على قلبك فيتطهر بنقاء البوح ويعود جديداّ

سلني عن شعور القارئ حينما يعثر على نص يشبهه .. إنه شعور بالوحدة الكبرى و الاتصال بالعالم. الكتابة هي أحد حبال هذا التواصل. مهما تطور التعبير وظهرت سبل جديدة كالوجوه التعبيرية تبقى الكلمة الصادقة هي الطريق الأقصر للقلب .. وللكتابة بقية