دورة حياة المستثمر
هل لكل شخص دورة حياة كمستثمر؟
هل تستثمر؟
سمعت عن دورة حياة المستثمر؟
إذا أردت الاستماع لمحتوى التدوينة، يمكنك ذلك عبر بودكاست (فِطنَة):
إن لم يسبق لك معرفة مصطلح دورة حياة المستثمر (Investor Life-cycle) فهذا المقال يعطيك نظرة عامة على ماهية هذه الدورة ولماذا معرفة وجودها ضروري في اتخاذ قرارات الاستثمار، خصوصاً عند بداية نشاط الشخص في الاستثمار. هذا المصطلح لم يكن له وجود قبل تكون النظام الرأس مالي، وإنما تكون حديثاً بعد تحول البشر من الزراعة إلى الصناعة وتطوير الخدمات.
قبل تعريفها، ماهو الاستثمار ولماذا نستثمر؟
الاستثمار هو التخلي عن قيمة معينة اليوم بهدف الحصول على قيمة أعلى في المستقبل، وذلك لخدمة أهداف مستقبلية وتأمين حياة الشخص من جوانب مالية. تتكون هذه القيمة بجهد الشخص ويحصل به على القيمة اليوم -كالراتب الشهري في حالة الوظيفة- وله أن يصرف هذه القيمة كلها اليوم أو يصرف بعضها ويستثمر المتبقي لـتأمين حياة مريحة وتحقيق أهداف شخصية مستقبلية.
الآن، دورة حياة المستثمر هو مصطلح يطلق على المراحل التي يمر أو يفترض أن يمر بها كل مستثمر لتعظيم أرباحه بالتناسب مع تحمله للمخاطر.
تبدأ أولى المراحل ببداية النشاط الاستثماري للشخص، وغالباً تكون في بداية حياته المهنية، حيث أن الاستثمار يتطلب وجود مبالغ فائضة عن حاجة الشخص، التي تتكون بصرف الشخص أقل من دخله.
كلما كانت بداية الاستثمار مبكراً، كلما تمكن المستثمر من تعظيم الأرباح مستخدماً قوة النمو التراكمي (Compounding Growth). النمو التراكمي مبدأ مهم في الاستثمار وسيتم تخصيص مقال منفرد لأهميته.
تنقسم دورة حياة المستثمر إلى 3 أقسام رئيسة، متسلسلة زمنياً حيث تأتي المرحلة الأولى في بداية النشاط الاستثماري، في بداية العشرين من العمر أو ماقبلها. وتنتهي المرحلة الثالثة في العقود المتأخرة من حياة الشخص، نسردها كالتالي:
المرحلة الأولى - التجميع
(غالباً بين بداية العشرينيات والعقد الثالث)
المرحلة الثانية - التعزيز والحفظ
(العقد الرابع والعقد الخامس)
المرحلة الثالثة - الصرف
(العقد السادس ومابعده)
التجميع
في هذه المرحلة، يحاول المستثمر صرف أقل مبلغ ممكن من الدخل واستثمار الفائض بأسرع وقت ممكن. تكمن أهداف المستثمر التي قد تؤثر على هذه المرحلة في تكوين أسرة وشراء الضروريات فقط.
كلما تعامل المستثمر مع دخله بشكل أفضل كلما تأثرت الاستثمارات لاحقاً بشكل إيجابي، وذلك لقوة تأثير “النمو التراكمي” على الاستثمارات.
ماذا عن المخاطر الاستثمارية؟ تأخذ الاستثمارات في هذه المرحلة منحنى الاستثمارات الخطرة وذلك لوجود فرصة لتعويضها في حالة فقد ماتم ادخاره، وذلك لوجود وقت وقوة على العمل لفترة جيدة قبل أن يضعف الشخص عن العمل.
لماذا تأخذ الاستثمارات منحنى المخاطر العالية في هذه المرحلة؟
في الاستثمار هنالك ارتباط وثيق بين المخاطر والعوائد، فكلما ارتفعت المخاطر لاستثمار معين، كلما كانت العوائد المتوقعة أعلى. أيضاً ارتفاع المخاطر يعني ارتفاع احتمال الخسارة، لأنه لايوجد استثمار يضمن العوائد بدون وجود احتمالية خسارة. يركز المستثمر في هذه المرحلة على النمو ولايهتم غالباً للعوائد النقدية.
التعزيز والحفظ
في هذه المرحلة، يبدأ المستثمر بتحويل جزء كبير من استثماراته الخطرة إلى استثمارات متوسطة المخاطر وذلك بالتخارج والبيع، للدخول في استثمارات تناسب هذه المرحلة. بعض الأهداف المؤثرة على عملية الاستثمار في هذه المرحلة هو تملك منزل لأول مرة أو تملك منزل أكبر للعائلة.
هذه المرحلة لاتقل أهمية عن المرحلة السابقة، وفيها يتم جمع النسبة الأكبر من ثروة الشخص خلال حياته. تتنوع الاستثمرات مابين استثمارات نمو واستثمارات ذات عوائد نقدية.
الصرف
هذه المرحلة غالباً تلي نهاية سنوات العمل الطويلة. فيها يتم تحويل الاستثمارات إلى استثمارات قليلة المخاطر وذات عوائد نقدية. يجب أن تكون الاستثمارات ذات مخاطر قليلة، وذلك لعدم القدرة على تعويض رأس المال في هذا الوقت المتأخر من العمر، في حالة فقدانه.
يتم صرف مجمل ماتم تحصيله سابقاً وذلك لوجود الوقت للاستفادة من هذه الاستثمارات حيث أن الضروريات تم تحصيلها سابقاً، فيكون هنا متسع لشراء الكماليات والسفر وبدء أعمال وهوايات ليس بالضروري أن تدر دخلاً، بل قد تكون ذات تكاليف عالية.
في الرسم التالي مثال لشكل المخاطر مع تراكم الثروة نسبياً:
السؤال، هل يجب اتباع دورة حياة مشابهه كمستثمر؟
ليس شرطاً، حيث إن المستثمرين يختلفون في قدرتهم على تحمل المخاطر ونوعية أهدافهم الاستثمارية وطبيعة حياتهم الشخصية. ولكن، تمثل هذه الدورة الخطوات المثالية والمتوازنة للتعايش في المجتمعات الرأس مالية.
إذا واجهتكم أسئلة لاتعرفون إجابتها عن الاستثمار، حتماً المواضيع أدناه ستساعدكم على الإجابة:
هل يمكن التنبؤ بعوائد الاستثمار ؟
..نراكم في الغابة قريباً!
تم كتابة هذا المحتوى لأغراض إثراء المحتوى المعرفي ولا ينبغي استخدام المعلومات المقدمة على/عن طريق هذا الموقع كبديل لأي شكل من أشكال المشورة. وسوف تكون نتائج القرارات المبنية على هذه المعلومات على مسؤوليتك الخاصة. وعلى الرغم من أن المؤلف/الكاتب/الناشر يحاول توفير معلومات دقيقة وكاملة ومحدثة و التي تم الحصول عليها من مصادر يعتقد أنها موثوقه، إلا أن المؤلف/الكاتب/الناشر لا يضمن أو يتعهد ما إذا كانت المعلومات المقدمة عن طريق هذا الموقع دقيقة ومحدثة. ولا يعتبر المؤلف/الكاتب/الناشر مسؤول عن أي خسائر ناتجة من القرارات المتخذة من قبلك.