أسبوع في الصحراء!
منذ فترة وأنا أسافر داخل المملكة وأتجول، خصوصاً بعد رحلتنا لمدة شهر حول المملكة (هنا).
في هذه المرة ذهبت وحيداً للصحراء للتأمل والاستمتاع بما تبقى من الأجواء الباردة (على الأقل في الليل)
في اعتقادي أن الخلوة مهمة لأي شخص من وقت لآخر، تطول فترتها لبعض الأشخاص وتقل لآخرين (حسب مشاهداتي يزداد الاحتياج للخلوة بزيادة الانطوائية Introversion والعناد Disagreeableness، الشواهد تكون أوضح في الكبار في العمر وخصوصاً من الرجال)
طبعاً يتضخم الاحتياج للخلوة X10 في حالة الانقطاع عن القهوة الثقيلة الداكنة غير المحلاه، مع بداية أول شعاع شمسي على إحداثياتك الأرضية!
من الجميل في الخلوة، هو انقطاعك ولو لوقت يسير عن كثير من الأشياء في حياتك، لإعادة تقييمها. أيضاً تساعدك الخلوة في استكشاف جوانب جديدة (فيك أنت) لم تساعدك فيها سرعة كل شيء من حولك.
بعض فوائد هذه الرحلة
الوعي بأهمية الماء للحياة
في المدينة لا نفكّر كثيراً في الماء، ولا في سهولة الوصول له. كل الذي عليك هو فتح “البزبوز”! طبعاً هذا غير تلوث المياه وصلاحيتها للشرب. أعتقد أن هذا أكبر تحدي في المملكة ويعتبر تحدي استراتيجي.
النباتات والأشجار عنصر جذب لكل الكائنات
في الصباح الباكر تجد الكائنات الحية تتجول بحثاً عن الغذاء والماء وعيش حياة طبيعية. هل تغيرت حياة الإنسان وأصبحت غير طبيعية؟ سؤال مهم. سؤال آخر، لماذا لا ترى تنوع في الكائنات في المكان الذي تعيش فيه الآن؟
أهمية الوقاية من عوامل الجو
يومين من أسبوع التخييم في الصحراء تخللها رياح وأتربة مما جعل مهمة الخيمة في مقاومة هذه العوامل الجوية مهمة مستحيلة، إعتراف، نمت في السيارة في هذه الأيام! طبعاً أيضاً حرارة الشمس أحد العوامل المهم تجنبها خصوصاً فترة الظهيرة، أي شجرة كبيرة كفيلة بحجب أشعة الشمس الحارقة (مدري وش جاب الصيف بدري هالأيام)
لدي الكثير من الوقت في الصحراء
اكتشفت ثغرات وقتية كثيرة خلال تواجدي هناك، رغم أن المكان غير مجهز للحياة بشكلها المعروف. هدوء الليل لا يمكن شرائه بأي ثمن ومشاهدة النجوم والشهب. أعتقد أن أكثر الوقت الناتج من تواجدي في الصحراء كان من حساب “وقت التفكير والقلق” بالإضافة لبعض الأوقات المتعلقة بالروتين اليومي (غير المفيد في بعض الأحيان).
الانترنت أهم مما تتخيل
لم يتأثر نشاطي على الانترنت لوجود أبراج قريبة من موقع التخييم، التجربة كانت رائعة في البقاء متصل بالانترنت وفي نفس الوقت في مكان لا يشبه المدينة أبداً.
الطاقة عنصر أمان
سواء كانت النار أو الكهرباء (بأي مصدر شمسي أو أحفوري). عناصر الطاقة موجودة في كل مكان حتى في الصحراء، ولكن تتغير الطريقة المثلى لحصادها حسب الموقع والأجواء.