عثمان سامبين ,بين الرواية و الفيلم ,يشغله هم واحد هو "المشاكل الاجتماعية للطبقة الفقيرة "
فى احدى المقابلات الصحفية قال عثمان سامبين "بقدر ما اشعر بالقلق ,لم أعد اؤيد مفاهيم النقاء ,اصبحت الطهارة جزء من الماضى ,أنا دائم سؤال لنفسى ,أنا لا ابحث عن مدرسة ولاعن حل ,ولكن ابحث عن طرح الاسئلة و جعل الاخريين يفكرون "
يعتبره الكثيرين من المخرجيين الافارقة الشباب " الاب الروحى للسينما الافريقية " ,يظل عثمان سامبين حاضرا فى داخل التظاهرات الثقافية داخل افريقيا ,وحتى فى خارج افريقيا بعد رحيله عام 2007 ,نشرت اول قصيدة لعثمان سامبين عام 1956 فى فرنسا وهو فى عمر 33 ,تنوعت عمال سامبين روائية و السينمائية خلال مسيرته الطويلة حيث توفى وهو فى سن 84 ,نشرت له خمس روايات طويلة وخمس مجموعات قصصية قصيرة ,اما اعمالة السينمائية 4 افلام قصيرة ,4 أفلام وثائقية ,9 أفلام طويلة .
ترجمت الكثير من اعماله الادبية الى اكثر من لغة ,تدرس بعض اعماله فى المدارس الثانوية و الجامعات فى افريقا ,ظهرت اطروحات فى الدكتوراة والماجستير تتناول اعمال سامبين الادبية و السينمائية ,تم تسميت قاعات بأسم عثمان سامبين داخل الجامعات و المدارس الافريقية و ايضا داخل فرنسا ,نظمت تظاهرات ثقافية لعرض اعمال سامبين ,مثل ماحدث فى عام 1996 حيث نظمت جامعة فكتوريا ,بكولومبيا البريطانية اسبوع كامل لعرض اعمال سامبين ,لقت اعماله قبول لدى قطاع كبير من طلبه و النقاد ايضا
ولد عثمان سامبين فى كازمانس ,جنوب السنغال عام 1923 , كان يساعد والده فى الصيد ,ولكنه كان دائم الاصابة بدوار البحر ,فى عام 1936يطرد سامبين من المدرسة لعدم انتظامه فى الدراسة لكثرة انشغاله فى العمل مع والده , فى عام 1938 يتم ارساله الى اقارب والده فى دكار للعمل هناك ,يشتغل سامبين اكثر من مهنه منها ميكانيكى و عامل بناء ,بدأ سامبين بتطور نفسه فبدأ بالقراءة ,ثم مشاهدة الافلام بدور العرض ,وحضور الأمسيات الادبية وغيرها من الأحداث الثقافية ,فى عام 1944 يتم استعاؤه للخدمة العسكرية فى الجيش الفرنسى لتحرير فرنسا من الاحتلال الألمانى ,ثم يتم أرساله الى النيجر للعمل كسائق فى وحدة المشاة هناك ,ثم يعود مره اخرى للعاصمة دكار فى عام 1946 ,التى تشهد نشاط سياسى وأجتماعى قوى ,يحصل على عضوية نقاية عمال البناء ,و يشارك فى اضراب العمال الاول ,الذى يشل الاقتصاد الاستعمارى داخل سنغال
1947 يغادر سامبين دكار باحثا عن حياة افضل فى فرنسا , يستقر بمرسليا حتى عام 1960 وهو العام الذى نالت فية السنغال الاستقلال عن فرنسا , يعمل سامبين خلال هذة الفترة كعامل شحن و تفرغ بضائع فى ميناء مرسليا ,يشارك سامبين فى الحياة السياسية للعمال الافارقة و ينضم الى اتحاد النقابات الافارقة بمرسليا حتى يصل الى منصب رئيس الاتحاد ,كان يشغل وقت فراغه ما بين حضور ندوات للتيار اليسارى الفرنسى و مشاهدة الافلام ,شارك سامبين فى كثير من الاحيجاجات التى كان ينظمها الحزب الشيوعى الفرنسى ضد الحرب فى الهند الصينية (1953) و الحرب الكورية (1950-1953) ,كما ايد سامبين جبهة التحرير الوطنى الجزائرية فى صراعها للاستقلال عن فرنسا (1954-1962) ,عمل سامبين على تثقيف العمال الافارقة و زيادة الوعى السياسى بحقوقهم
تعرف سامبين على الكثير من الكتاب و المثقفين الشيوعيين ,مثل ارسنت همنغواى و ناظم حكمت ,شارك ايضا فى منظمة الدولية الشيوعية واكتشف المسرح الشيوعى و افكاره ,وسط هذا النشاط السياسى لم يجد سامبين كاتب او فنان أفريقى يعبر عن الروح الجديدة التى يريد ان يراها ,كانت رؤية سامبين للنضال ضد الاستعمار ليس فقط صراعا حول من يجب ان يملك الارض ولكنه ايضا منافسة حول من يجب ايكون له الحق فى تمثيل من ,وفى السياق التاريخى و المنافس ضد الاستعمار بالنسبة لسامبين ,تتمثل فى التضاريس الفنية و التمثيل الثقافى شيئا لا غنى عنه لحرية واحياء المجتمعات
سامبين ما بين الرواية والفيلم
ظهر أهتمام سامبين بالاوضاع الاجتماعية التى تعشها العمالة الافريقية فى فرنسا ,من خلال اولى روياته ,رواية "عامل ميناء اسود " عام 1956 ,ويسرد فى هذة الرواية تجربته الذاتية عن حياة العمالة الافريقية فى فرنسا و تحديدا فى مرسليا حيث يأتى البطل من افريقيا وهو محمل بصوره ورديه عن فرنسا وانها الوطن الثانى بالنسبة له ,ولكن يكتشف هذا الوهم عندما يتم القبض علية و محاكمته فى قضية قتل سيدة بيضاء دون محاكمة حقيقة ,من خلال هذا العمل الادبى يصلط سامبين على حجم المشاكل التى تواجهها العمالة الافريقية و تدنى الاجور و المعيشة السيئة و العنصرية
وفى روايته الثانية " وطنى – شعبى الجميل " ,وهنا يتحدث سامبين عن الاوضاع فى وطنه الاصلى ( سنغال) وعرض المشاكل التى تعانيها الطبقة الفقيرة فى السنغال ,نشرت فى عام 1958 ,ولم تكن روايته الثانية بأكثر حظ من الاولى ,وتتحق الشهرة له من خلال روايته الثالثة " الهة الاخشاب " 1960 التى يتحدث فيها بشكل وثائقى عن اضراب العمال السكة الحديد مابين عام 1947 الى عام 1948 ,عارضا فيها التاريخ النضالى للحركة العمالية ضد الاستعمار الفرنسى