تطوّع بلّوشي
في تدوينة للأستاذ عبد الرحمن الخميس كانت تطرح فكرة شيء أو خدمة تستطيع تقديمها مجاناً. أطلت التفكير في خدماتي الفاخرة الي ممكن أفيد الغير فيها، لكني تنبّهت لموضوع مهم أيضا ذكره عبد الرحمن وهو احتمالية التعرض للإستغلال بسبب عرضك خدماتك بشكل مجاني.
وهذا يقودني للحديث عن مجتمعنا الصغير الذي كثيراً ما نتكلم فيه عن فرص التطوع الهائلة الي تقدمها الشركات والمؤسسات الكبيرة بهدف الحصول على الخبرة. يستفزّني مصطلح التطوع بالشكل الحالي والتحريف الي كثيراً ما يصاحبه.
ترا الشركة الفلانية عندهم تطوع، توقفين ساعتين في البوث ويعطونك شهادة
شوفي المؤتمر الكبير عندهم تطوع، تنظمين المرور ويكرمونك.
المهرجان الفلاني يبغو متطوعين، عندهم نقص في الإدارة ويحتاجو أحد يغطّي مكانهم، وبعدين يكرمهم الرئيس.
خذو نفس عمييييق
أخذتو؟؟
طيب نكمّل بالضربة القاضية.
الجامعة (الخاصة) معلنة عن فرص تطوع، توقّعين عقد لمدة سنة بالإلتزام بالدوام 8 ساعات في اليوم، وفي نهاية السنة يعطونك شهادة.
صوتي الداخلي في خضم كل هذه الدعوات يصرخ (وااااتتتتتتت؟؟؟) أحاول شرح الموضوع للمأسوف والمضحوك عليهم بفكرة التطوع المعوّقة هذه بأن التطوع لا يشمل الإحسان للمؤسسات الربحية. أنكم يا أحبّتي، لا تتبرّعون بوقتكم ولا جهدكم لمؤسسة خيرية، بل لشركات ترفل في هناءها وملايينها، وإن لم تكن، لا يحق لهم استغلالك على حسّ شهادة لا تسمن سيرتك الذاتية لا تغنيك عن نقصها. يتوالى عليّ هجوم من تطوّعوا واستفادوا وتعلموا، بأنهم أخذو خبرة قوية وشهادة من الرئيس المُفدّى وحصلو على علاقات جيدة، وأقول لهم :(مايخالف) ولكن أنت تقوم بعمل موظّف بدوام كامل يأخذ راتب جيد نهاية الشهر وتدريب مناسب لمنصبه يزيده احترافية وعمليّة، ولكنك أنت تنازلت عنهما.
وبالرجوع لسؤال عبدالرحمن بعد كل هذا الاستطراد لما قد يزيدك سعادة بما تفعل وتحب، قد أقدم خدماتي المتواضعة في الكلام عن روعة البايثون ومكتباته، وآسفة لأنه لن يكون إلا كلاماً، وقد أستمتع بشرح الماثمتكس لأحدهم وقد أستغرق ثانيةً في شرح جمالها وروعتها.
شكراً.