الخطاب التسليكي
أهلاً،
أؤمن جداً بقوة الشعارات في التغطية على الفراغ أو خرابه. لكن يستفزني الغباء والهبل. إذا ما أتينا على السائد، فأشهر الشعارات وأكثرها استهلاكاً وتسطيحاً الفترة الماضية هي عصر المرأة وتمكينها وقوتها ورغبتها. مع تجنيد إعلامي مكثف من العناصر النسائية التي تتكرر على الدوام بمشاعر فيّاضة أنهم أثبتوا بأن المرأة تستطيع. ولا أدري ماذا تستطيع بالضبط ولكنها فقط تستطيع. وهذا كفيل بجعل الضد هو الأصل، والإستطاعة استثناء. أحد البرامج كان يعرض على MBC كان المقدّم في مقدمة البرنامج يكرر كل حلقة (مين قال إن شبابنا مايشتغلون؟ مين قال إن شبابنا فارغين؟ …الخ) وفي الحقيقة ربما لم يقل أحد هذا الكلام ولكنها اجتهادات المقدم في إظهار أكثر المقدمات درامية وعاطفية و(يعنني بجيبلكم العلم). وفي نفس السياق استطاعة المرأة. وكل هذا يهون عندما يأتي فلتة زمانه ليعلن أن المرأة أخته وبنته وزوجته وأمه، مذيّلاً هذا الاكتشاف الباهر بهاشتاق يوم المرأة مع ورة حمراء ترزّزاً.
يزعجني جداً هذا التسطيح والمعاملة المبتذلة برؤية المرأة وتضخيم انجازاتها الصغيرة بشكل لا يحتمل وكأنها أقل من أن تفعل هذا أو ذاك. أقل من أن تتعلم وتنجح وتتوظف وتكبر وتستقل وتكافح وتصل. أشعر أحياناً بشعور الأطفال حينما يصفقون لهم إذا قالوا شكراً أو لوسمحت (BUT WE ARE NOT BABIES!!)
وشكراً