نهاية التحدّي

أهلاً،


في منتصف شهر مارس الماضي طافتني خيبة مؤلمة لم أكن متحضّرة لمواجهتها، طرحتني بشدّة وأغلقت من حولي كل السبل للنجاة منها ومن آثارها. لم أقوَ على فعل أي شيء لتجاوزها إلا قراءة ملفات مذكّراتي التي أكتبها في الأوقات الصعبة. وبما أني لا أقرأ ما أكتب غالباً، فقد أذهلتني قدرتي على الكتابة رغم البؤس الشديد الذي كان يحفّها ويزيد من قدرتي على عدم التجاوز.

بالمصادفة، قابلتني تغريدة عبدالرحمن حول التحدّي ولا أدري أي عقل ذاك الذي كنت أفكّر فيه للمشاركة، ولا أتوقع أنني فكرت أصلاً. سجّلت رغبة في نشر البلاوي البائسة التي كنت أكتبها لأتنفس قليلاً (والحمد لله أني لم أفعل). ومن لحظة إرسالي لنموذج التسجيل نسيت التحدي ومن وَضعه. -بالمناسبة كنت أتابع عبد الرحمن لمتابعة جديد بودكاست (وين ماتكون) ومع الوقت كانت تعجبني بعض البوستات عن يوداستي-


في نهاية الشهر وصلني إيميل بدء التحدّي والذي كنت قد نسيته تماماً. كنت في طريق سفر بالسيارة وكان لديّ الكثير لأفكّر فيه (نعم، أحفظ أفكاري للمشاوير الطويلة) فقلت في نفسي (بس، إتدبّسنا 🙂)

وضعت قائمة بشكل سريع بالمواضيع التي أودّ الحديث عنها، كنت أريد أن أكتب عن التجاوز والألم والسعي وتجربة الموت والوحدة. كنت أريد أن أحكي تجربة العمل والإستقالة منه في نفس النصف من العام، وكيف أنقذتني يوداستي من كل هذا؟ والكثير.

وكنت قد وضعت نصوص مختارة كتبتها في وقت سابق في ملاحظاتي لأضعها وقتما يداهمني الوقت أو يخونني الكلام فلا أستطيع أن أكتب.

كانت القائمة طويلة، والنصوص جاهزة، ولكن أياً منها لم يستخدم. كنت منذ بدء التحدي أفتح صفحة التدوين ولا أدري ما أكتب، أكتب بعض الجمل الأساسية من عدة مواضيع من هنا أو هناك حتى تتراءى لي ملامح ما أريد أن أكتبه ثم أقرر وأكمل. ولا أدري حقيقة كيف يحدث هذا لكن النتيجة غالباً ما كانت ترضيني.

في البداية كنت أستهلك من ساعتين إلى ثلاث حتى تترابط أفكاري، ومع الوقت والممارسة، لم أكن أقلق حتى وإن لم أبدأ الكتابة قبل نهاية اليوم بساعة.


قبل الدخول في التحدي بفترة كنت في نقاش مع بعض الصديقات نتخبط في جواب عن سؤال (مالذي يدفعك للإلتزام؟) وكان السؤال مُلحّاً جداً، ومفتوحاً جداً على كل الخيارات لكنّي كنت أعني حقاً الإلتزام بالتعلّم، أيّاً يكن الذي تتعلمه. ولا أعتقد أن الكلام ذاك قاد لأي نتيجة تذكر. لكنّي الآن أستطيع أن أجيب بأن الإلتزام يقتضي الرغبة، ومن يشاركك فيها.


اليوم وصلت لآخر يوم في تحدّي الكتابة ذا الرتم السريع المتوتر جداً في خضم كل ما أقوم به في الفترة الحالية، وأستطيع أن أقول بأني نجحت في التحدي مع قليل من التقصير المستحب في العمل.


استمتعت بالتحدّي كثيراً، لسماحه بالمشاركة والنشر، والتعرّف على كل هذه الأفكار المختلفة التي كانت مخزونة في عقولنا من غير ان نعلم، ولقدرتي معه على تجاوز خيبتي السابقة.

أودّ حقاً الإستمرار بالكتابة من غير الإجبار عليها. قد أكتب كل أسبوع أو أسبوعين حسب ما تقتضيه أفكاري المتساقطة هنا، وحسب مؤشّر عدّاد القلوب في أسفل التدوينة 🤷 .لا أتوقّع أن يكون النشر في نفس هذه المدونة، رغم أنّي أحببت كراميلا لكن (Still, I do not feel like home here) وقد يتعبني توضيب مكان آخر لكل هذه الخثردة فأستمر هنا.

شكراً جزيلاً، جداً، على القراءة. 

Join