مباهج صغيرة
أهلاً
قابلت في جلسة العائلة الماضية بنات الأقارب المراهقات المكتربات من الإختبارات والدراسة وكل ما يتعلّق أو يقود إليهما، وكيف ان كل متعة مؤجلة الآن لحين انتهاء الإختبارات. استمتعت بحديثهم رغم الدراما التي تحفّ هذا النوع من الأحاديث دائماً. نصحتهم بطريقة كانت كثيراً ما تنقذني عند أزمات الأوقات وتأجيل المتع ومازالت. وهي ببساطة تحضير قائمة بالمباهج التي تعبر أمامنا من غير أن تسمح لنا بالاستمتاع بها في الوقت الراهن.
كثيراً ما كانت الأفكار الباهرة والمشاريع العظيمة تتمثل فترة الإختبارات، واذا انتهت، لم نعد نذكر منها شيئاً. أوقات ضغط المسؤوليات الكبيرة التي ما إن تطبق أنيابها لا تكاد تفلتنا. فنبحث عن خلاص، ولانجد شيئاً سوى ما اعتدنا فعله كل يوم بنفس الطريقة ونفس الشعور. أوقات الإنهيارات الصغيرة، أو الكبيرة، التي تؤثر على أرواحنا ولا نقابلها إلا بالبكاء، أو بالكلام، أو بتجاهلها أحياناً.
أذكر حينما كنت طالبة مزعجة، وكان الجلوس للمذاكرة يشكّل أكبر تحدّ لي مع أفكاري المتكاثرة بالإنقسام. أذكر ورقة دفتر الرياضيات المربعات كيف ملأتها بالنشاطات والفعاليات المؤجلة، الحوارات التي أودّ خوضها مع قريباتي، المجلّات التي أنوي إقتناءها وعدد صفحات هاري بوتر التي تمكنني من إنهاءها قبل أن تنهيها أختي، بالإضافة لمواقع الألعاب التي أخطط لزيارتها بعدما نقلتها من المجلات.
أذكر جيداً كيف بهتت الورقة ومربّعاتها وكيف أثقل عليها الحبر والرصاص، ولكنها كانت مجدية جداً وممتعة جداً في مقابلة الإجازة.
القائمة مازالت تتجدد في ملاحظات جوالي -بتفاصيل أقل طبعاً- أكتب فيها عندما تصعب عليّ الأوقات وأشعر بأن الوقت يمضي من غير أن آخذ لنفسي منه شيئاً. وأرجع إليها كلما تكابلت عليّ الأمور ووددت لو أني آخذ من الوقت قسطاً لنفسي.
الفكرة بسيطة جداً، وأصريت على المراهقات الاتي ملأن الحديث بتذمّرهنّ أن يتبعنها لفضّ الجلسة. مثلاً كثيراً ما أتبع من قائمتي الذهاب للبحر، كوب شاهي حساوي، لعب فيفا أو نيد فور سبيد، استحمام بماء دافئ، النوم في السطح(من غير ذكر الأثر الرجعي للبعوض)،التسوق، كثير من خيارات الأكل التي تجلب البهجة بلا شك.
شكراً على القراءة