اللحظة التي أدركت فيها أني مخطئة
في فترة ما في حياتي أتخذت سلسلة من القرارات الخاطئة , فكل قرار خاطئ يجر القرار الخاطئ الذي يليه. إلى أن أدركت أنني في وضع صعب والخيارات أمامي صعبة جداً . في تلك اللحظة أدركت كم أنا مخطئة وكم أسأت تقديير الامور كانت تلك أولى صفعات الحياة لي . شعرت حينها أن الكون بأكمله متأمر علي غضبت كثيراً غضبت لفترة طويلة من كل شئ عائلتي الناس الدولة حتى من الجمادات . فما أن يسقط كوب القهوة من يدي ويتحطم أمامي على الارض أشعر أن الجاذبية والفيزياء كلها متأمرة ضدي , وعندما أحرقت يدي وأنا أطبخ شعرت أن النار تريد معاقبتي, وحتى عندما أصبت بالانفلونزا في تلك الفترة شعرت وكأن الفيروسات أجتمعت على أن تطيح بي طريحة الفراش .
كنت دائماً أبحث عن تلك الاعذار لنفسي أبحث عن من أعلق عليه أخطائي وفشلي إلى أن أدركت مفهوم خطيراً قلب حياتي بعدها وهو تحمل مسؤولية كل شئ كل قراراتي واختياراتي انا الوحيدة المسؤولة عنها لا الاهل ولا الناس ولا الدولة . ما أن بدأت تفعيل ذلك المفهوم في حياتي تحررت من كل الغضب بداخلي قدمت أعتذراتي للحياة وشعرت أن الحياة قبلت مصافحتي .
أعلم كم هو شعور مؤلم عندما تدرك أخطائك وأنك أنت من تسببت بها لنفسك لا أحد آخر . لكن الشجاعة في تحمل المسؤولية وحدها من تحررك نعم نحن نخطئ لاننا بشر نتعلم في هذه الحياة أعترافك بالخطاء وانه جزء من طبيعتك يجعلك تمضي قدماً . أعترف باخطائك قبل أن يصارحك بها أحد تصالح معها حتى لاتعيق تقدمك فالخطاء جزء من طبيعتنا البشرية ولاوجود لمؤامرة كونية للإطاحة بنا .