فشلت بالامس في تذكر ذلك الموقف المزعج عندما ترتدي زياً غير مناسب في مناسبة ما . أستعنت باختي اليوم لتذكرني بموقف حصل لي منذ مدة ليست بالبعيدة رغم ذلك أصرت ذاكرتي بالامس على تجاهله , لاغريب فذاكرتي دوماً ما تتناسى تلك المواقف المحرجة وأنا أشكرها على ذلك. 

عندما ترتدي لباساً غير مناسب هذا يعني أنك أرتديت أكثر مما يجب أو أقل مما يجب أو مخالف لما يجب الحمد الله أني موقفي ليس الاخيرة فكنت أرتدي لباساً أقل مما يجب _أقل بكثير مما يجب_.  حينها كنت في سفر وعادة في السفر أحاول تقليل ملابسي قدر الامكان ولِسوء حظي تفاجأت بوليمة عشاء أقامتها اختي لنا لم أعلم قبلها إلا ببضع ساعات والوقت لايسعني لشراء لباس مناسب . أتصلت على أختي سالتها عن الحضور وأخبرتها أنه لايوجد لدي لباس مناسب , أنا واختي مختلفين دائماً حتى في قياسات ملابسنا لم أستطع استعارت أي فستان منها . أخبرتني أنها وليمة بسيطة لأحد سيحضر سوا عدد قليل ممن لاحرج منهم هونت علي الامر كثير وليتها لم تفعل . تطمنت كثيراً بعد كلامها وقررت أرتداء جينز وتيشرت كٌتب عليه love yourself شعرت بأنه أفضل الموجود ومناسب للخروج بعد الوليمة وأرتديت حذاء رياضي ورفعت شعري بوني تيل تمنيت لاحقاً أني لم أفعل.

ذهبت إلى منزل أختي وما أن خلعت العبائه نظرت إلى أختي بنظرات استغراب. عندما رأيت ماترتدي علمت أن الامر جلل وليس بتلك البساطة التي وصفتها لي قالت لي على الفور جينز !! قلت لها : قلتي لاحد قالت أضطررنا لعزيمة آل فلان ما أن سمعت ذلك الاسم والحرج تلبسني صرخت في وجهها لماذا لم تخبريني ردت لم أكن أتوقع أنك سترتدين جينز , عرفت أن لامجال لتراجع love yourself فاطمة وأدخلي بكل ثقة أستجمعت كل الثقة داخلي ودخلت المجلس وما أن دخلت ولمحت عيناي مايبرق ويرعد تمنيت أن أعود أدراجي , أن تدثرني الارض أن تأني ساحرة سندريلا لتسحر أعينهم وتلبسني فستاناً أنيقاً . كل تلك الثقة التي استجمعتها  تلاشت سلمت على الجميع وجلست في زاوية المجلس لعلي أصبح غير مرئية بالنسبة لهم.

تمنيت حينها أني لم أرفع شعري ليواري الحرج البادي على وجهي كانت والدتي ترمقني بنظراتها لأساعد أختي ولكن قدامي يا أمي لن تحمل كل ذلك الحرج حينما أمشى بينهم وأصبح ظاهرة للجميع . تظاهرت بأني لم أرى سهام النظرات تلك وجلست متسمرة في مكاني اتجاذب أطراف الحديث مع من كانوا جانبي وأنا كل مايشغل تفكيري متى يمضي هذا الوقت كعادة الزمن في مثل تلك المواقف يمر ببطء شديد لتشعر بالحرج مضاعفاً وما أن شعرت أنهم أنتهوا من أنتقادي داخلياً وكفت نظراتهم عني بدأ الحرج يقل تدريجياً . وأخذت عهداً على نفسي ان لا أسافر بعدها إلا وفستان يبرق ويرعد في حقيبتي .