أهمية المشاريع الصغيرة و خطوات تأسيسها

Image drop

  أصبح التوجه إلى عالم ريادة الأعمال توجهاً مستقبلياً ابتدأ منذ الآن، حيث بات الكثيرون في الشرق والغرب، يحلمون بامتلاك مشاريعهم الخاصة وإدارتها، بدلاً من الاعتماد على الترقَي في السلم الوظيفي، لذا فإنَ العالم يضم بين دفتيه اليوم  ما يزيد عن 582 مليون رائد أعمال، وعلى النطاق المحلي، كشف التقرير السنوي لعام 2020/21م عن ازدياد نشاط ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية خلال هذه الفترة بنسبة 24٪ مقارنة بعام 2019 م، ما يعني أنَ الجائحة لم تعيق الكثيرين عن تأسيس مشاريعهم.


الثورة التقنية سهَلت المشاريع


  ولأنَنا في عصر الثورة التقنية التي سهلَت مابدى في السابق معقداً ومُكلفاً، فبات من السهل تأسيس المشاريع التجارية والاستعانة بمن يمتلكون الخبرات في وضع الخطط، تصميم الهوية التجارية، وضع الخطة التسويقية أو تنفيذها، وذلك من خلال المتخصصين الذين يعملون بشكل مستقل وحرَ عبر المنصات العربية المختلفة مثل منصتي مستقل و خمسات، فيُساعدونك على إتمام الخطوة التي ترغب بإتمامها، كل ذلك بتكاليف مرضية ولاتُثقل كاهل المؤسسين، وفي هذا النطاق ينبغي على الراغبين بالعمل على حسابهم الخاص أو مزاولة العمل الحر على المنصات الرقمية في المملكة العربية السعودية، استخراج وثيقة العمل الحر من خلال منصة العمل الحر التي أنشأتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمبادرة منها، لتنظيم وترتيب آليات العمل الحر.


تطوير المشاريع الصغيرة وزيادتها ضمن رؤية 2030


    من المعروف أنَ رؤية المملكة 2030م استندت على تطوير العديد من القطاعات التجارية وتطوير قطاع الخدمات العامة من أجل تقليل الاعتماد على النفط، وبلا شك أنَ المشاريع الصغيرة هي أحد الكيانات التي حرصت على تطويرها، وتحقق ذلك بالفعل، إذ بلغ عدد المنشآت الصغيرة 571.17 في الربع الثاني من 2020م، كما بلغ إجمالي عدد الوظائف فيها 4,95 مليون موظف، وارتفع إجمالي مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي فأصبح 28,75 %، ووفقاً لتقرير"مؤشرات إحصائية عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة" الصادر من هيئة الإحصاء  في الربع الثالث من عام 2019م، أنَ عدد الموظفين والمشتغلين في المنشآت متناهية الصغر هو 2,162,924 مشتغلاً أي ما نسبته 26% من المشتغلين، كما انَ نسبة المشتغلين في المنشآت الصغيرة 1,819,753 مشتغلاً أي ما نسبته 21  % من المشتغلين.


الفيديو القادم يستعرض بعض النصائح من رائد الأعمال الكندي الشهير "ايلون ماسك" والتي يقدمها للراغبين بتأسيس منشآتهم الخاصة:


https://www.youtube.com/watch?v=Qa_4c9zrxf0



الثورة التقنيه سهّلت ماكان معقداً ومُكلفاً




خطوات لتأسيس المشروع الصغير


   وبالرغم من تلك الإحصائيات السالفة الذكر والتي تشير إلى ازدياد المشاريع الصغيرة في الآونة الأخيرة، إلا أنَ البعض لازالت تختمر الأفكار في رأسهم غير مدركين لخطوة البداية التي ينبغي أن يتخذونها بغرض تأسيس مشاريعهم المصغرة، فإذا كنت من هؤلاء، نقترح عليك اتباع الخطوات التالية:


  •    قم بإجراء أبحاث للسوق

   ستُخبرك أبحاث السوق عن ما إذا كانت هناك فرصة لتحويل فكرتك إلى عمل ناجح، فهي الطريقة التي ستزودك بمعلومات كافية حول العملاء المحتملين والشركات المنافسة التي تعمل في ذات المجال، وهذه المعلومات ستُساعدك على إيجاد ميزة تنافسية لعملك.


  •  اكتب خطة عملك

  فهي خارطة الطريق لكيفية هيكلة وإدارة وتنمية عملك الجديد، وهي الأداة التي ستستخدمها لإقناع الآخرين بأنَ العمل معك أو الاستثمار في شركتك هو اختيار ذكي.


  •  ابحث عن التمويل المناسب لمشروعك الصغير

   بلا شك أنَ مصادر التمويل متعددة، منها التمويل الذاتي أو التمويل بمشاركة الأهل والأصدقاء، أو من خلال الاقتراض من البنوك التجارية أو جذب المستثمرين لمشروعك، ويُمكنك  أيضاً الحصول على التمويل من خلال الاشتراك في إحدى المبادرات الحكومية أو المبادرات التي تقوم بها بعض القطاعات التعاونية والخاصة في الدولة، وبلا شك أنَ المملكة العربية السعودية زاخرة بالعديد من هذا النوع من المبادرات، والتي تدعم وتُعزز عمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصةً في ظل نظام التحول الوطني ورؤية 2030، كذلك انتفاضة بعض الجهات لإنقاذ المشاريع التي تضررت اقتصادياً بعد جائحة "كوفيد – 19"، ومنها:

 

 1- مبادرة الإقراض الغير مباشر، التي قدمتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية، وذلك لتقديم قروض بتكاليف منخفضة بغرض تمويل شركات التمويل التي تُساهم بدورها في مساندة ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بواسطة تقديم حلول تمويلية تنافسية لهم.


2- مبادرة "كفالة تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة" التي أُنشات من قبل وزارة المالية والتي تهدف إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال إزالة المعوقات المالية التي تمنعهم من الحصول على التمويل من الجهات المانحة له.


3- مبادرة "استدامة الشركات"، وذلك من أجل دعم سداد أقساط القروض لمنشآت القطاع الخاص بهدف تيسير عمل تلك الشركات وضمان استمراريتها.


4- مبادرة "استرداد" التي تمَ إطلاقها بالتعاون بين وزارة المالية والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، لدعم الشركات في الثلاث السنوات الأولى من انطلاقتها.


5- برنامج أهالينا المقدم من البنك الأهلي للخدمة المجتمعية والذي يعمل على دعم العديد من المشاريع الشبابية الصغيرة والمتوسطة.


   وتجدر الإشارة، إلى انَ الانضمام الى إحدى برامج حاضنات أو مسرعات الأعمال قد يُساهم أيضاً في توفير التمويل المناسب للمشروع، كما أنَها تمنح رائد الاعمال المبتدئ أو صاحب المشروع الصغير على اكتساب العديد من الخبرات في مجال عمله والاحتكاك بالمستشارين وروَاد الأعمال الرياديين الآخرين، فتٌصبح تلك البيئة الريادية منطلقاً لحل العديد من المشكلات التي قد تواجهه أثناء العمل، ومنبعاً لأفكار خلاَقة ومبتكرة يتم تنفيذها فيما بعد.


  • اختر موقع عملك

      يُعد موقع عملك هو أحد أهم القرارات التي ستتخذها، سواءً كنت تقوم بإنشاء عمل تجاري فعلي أو تُطلق متجراً عبر الإنترنت، لانَ الاختيار الذي ستقوم به سيؤثرسواءً بشكل مباشر أو غير مباشر على إيرادات الشركة والمتطلبات القانونية، كذلك سيُحدد المدى الضريبي في بعض الدول.


  • اختر الهيكل التنظيمي القانوني المناسب

     وهذا الاختيار هو أيضاً من القرارات الهامة ذات الأثر على المدى الطويل، إذ سيؤثر الهيكل القانوني الذي ستختاره لعملك على متطلبات تسجيل المشروع، مقدار الضرائب التي تدفعها، عمليات الاقتراض وجذب المستثمرين أيضاً.


  •  اختر اسم عملك

    ليس من السهل اختيار الاسم المثالي، إذ سترغب في اختيار إحدى الأسماء التي تعكس علامتك التجارية وتجسد كيانك الاقتصادي.


  •   تسجيل العمل

      بمجرد اختيار الاسم المثالي، فقد حان الوقت لجعله قانونياً وحماية علامتك التجارية.


  •  التقدم بطلب الحصول على التراخيص والتصاريح

    حافظ على سير عملك بسلاسة من خلال الالتزام بالقوانين، ومن تلك القوانين استخراج التصاريح المطلوبة لمزاولة العمل، وتختلف التصاريح بحسب الصناعة والمدينة والدولة التي تسكن فيها.


  •    افتح حساباً مصرفياً

   من الضروري فصل الحسابات الشخصية عن حساب المنشأة التجارية وربما هذا الأمر من أولى الأساسيات المحاسبية التي ينبغي اتباعها، لذا فإنَ فتح الحساب المصرفي الخاص سيُساعدك لمعرفة ما إذا كانت تسجيلات المعاملات التجارية صحيحة أو تحتوي على بعض الأخطاء،  كما انَ الحساب يُساعدك في التعامل مع المشكلات القانونية والضريبية ومسائل الحسابات اليومية.


  •  تكوين فرق العمل ثم الانطلاقة

  حتى وإنَ كان مشروعك من المشاريع الصغيرة، فبلا شك انَ العمل فيه لن يكتمل بدون فريق يستلم زمام الأمور ويتكفل بأداء مهام المشروع المختلفة، لذا فإنَ الخطوة الجوهرية تكمن في اختيار وتعيين الأشخاص الذين ترغب بمرافقتهم في هذه الرحلة ثمَ إعدادهم وتدريبهم ومن ثمَ الانطلاق في العمل.


  وقبل كل شئ، لاتنسى مقولة رجل الأعمال البريطاني "ريتشارد برانسون" :"الأعمال الكبيرة تبدأ صغيرة".


   أخيراً، الفيديو التالي يعرض لك بعض أسرار نجاح المشاريع الصغيرة، شاهدها وطبَقها:


الأعمال الكبيرة تبدأ صغيرة

ريتشارد برانسون
Join