Image drop
Image drop

مكانة الحرف اليدوية محلياً وعالمياً، وكيف تُنشئ مشروعك الخاص؟


   التراث الثقافي هو بمثابة الإرث التاريخي والحضاري والموروث الإبداعي الذي تُعرف به كل دولة، ومن المعروف أنَ الحرف والصناعات اليدوية هي إحدى تلك الموروثات التي تُشكل طابعًا ثقافيًا يُعبَر عن أنماط حياة الشعوب القديمة التي سكنت في تلك البقعة الجغرافية وماورثته لأحفادها، وليس ذلك وحسب، بل هي منفذاً اقتصادياً يُعبَر عن اهتمامات الكثير من الأفراد في ذلك المكان، والتي تحولت فيما بعد إلى مصادر دخل يقتاتون منها، جراَء تحويلها الى مشاريع صغيرة.


   ولعلَ التطور التقني الذي نعيشه اليوم سهَل الحصول على الخدمات التي تتعلق بتأسيس تلك المشاريع مثل تصميم الهوية التجارية، خلق المحتوى المناسب للوثائق التعريفية للمنشأة، والمساعدة في التسويق والترويج للمشروع، وذلك  من خلال منصات العمل الحر المختلفة التي أصبحت في متناول اليد سواءً العربية منها أو الإنجليزية، ولعلَ أبرزها على النطاق العربي منصتي مستقل و خمسات وغيرهما الكثير.


اهتمام حكومي وشعبي بالحرف اليدوية


  ومن المعروف أنَ المملكة العربية السعودية أولت اهتماماً بالغاً لأصحاب تلك الحرف من خلال العديد من المبادرات الوطنية والدعم المحلي سواءً من المستثمرين أو من الجهات التمويلية التي ساهمت في تحويل تلك المشاريع البنَاءة الى كيانات تجارية، ولازالت المملكة تسير على هذا المنوال، إذ تنسجم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في مجملها مع أهداف التنمية المستدامة التي تقتضي أبرزها خلق المزيد من فرص العمل لشباب وشابات الوطن، والعمل على نشر ثقافة ريادة الأعمال، كذلك دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، أضف الى ذلك أنَ رؤية 2030 تضمنت دعماً ضمنياً لصناعة الثقافة عبر استهداف زيادة إنفاق الأسر على الثقافة داخل المملكة من 2.9% إلى 6%.


   وذلك الاهتمام الحكومي نابع من اهتمام الشعب بالحرف اليدوية، إذ شهدت المملكة بمناطقها المختلفة جيلاً بعد جيل اهتماماً وولعاً بالنشاط الحرفي، فهناك العديد من الصناعات الحرفية التي لفتت أنظار الكثيرين وأصبحت موضعاً للتدريب والاتقان من قبل الكثير من الشباب والشابات مثل صناعة الفخار، الخوص، البشوت، شباك وأقفاص الصيد البحري، صناعة أعمال النسيج وتلميع الأواني النحاسية وغيرها، وجدير بالذكر بأنَ الاستراتيجية  الوطنية لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية، أفادت بعمل أكثر من 20 ألف مواطن بهذا القطاع، حيث يعملون في 45 صناعة متفرعة من المنتجات اليدوية، ويبلغ عدد المسجلين في السجل الوطني للحرفيين والحرفيات حتى الآن 4740 حرفيا وحرفية من مناطق المملكة المختلفة، كما أن إيرادات المملكة من هذا القطاع تتجاوز المليار ونصف، وفي سياق ذلك، أسس البرنامج الوطني للحرف والصناعات التقليدية "بارع" 17 مركزاً للابداع والتطوير الحرفي في العديد من مناطق ومدن المملكة.


  يُمكنك النقر على كلمة ““هنا” أدناه، للإطلاع على الوثائقيات التي تُمكنك من التعرف عن قرب، على بعض الحرف اليدوية وصناعتها في المملكة العربية السعودية:                      

                                     هنا 

الحرف والمصنوعات اليدوية تُعبّر عن حياة الشعوب



أفكار ونصائح لتأسيس مشروع الحرف اليدوية والتراثية


  وينبغي الاشارة إلى انَ الاقبال على المصنوعات اليدوية لم يقتصر على النطاق المحلي وحسب، بل أنَ هناك توجه عالمي لتنمية مواهب الشباب اليدوية والحرص على تداولها، لذا باتت المواقع العالمية التي شكلَت أسواقاً للحرف اليدوية تتزايد يوماً بعد يوم ومنها موقع "Etsy " الأمريكي الشهير،  وبحسب موقع "crowdspring" للخدمات الابداعية، انَ ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية يتطلعون لتحويل هواياتهم وحرفهم اليدوية إلى أعمال حقيقية على أرض الواقع، فإذا كنت ممن يمتلكون تلك الرغبة في تحويل حرفتك إلى مشروع تجاري، نقترح عليك اتباع النصائح والأفكار التالية:


  •  قم بوضع خطة لعملك بالاستعانة بأحد المختصين أو من خلال العثور على إحدى القوالب الجاهزة عبر الشبكة العنكبوتية والتي تُساعدك على الانطلاق في هيكلة خطتك بأسرع وقت.

  •  احصل على التصاريح والتراخيص التي ينبغي الحصول عليها في دولتك، فإذا كنت ترغب في البدء بالعمل كمستقل أو شخص يعمل بشكل حر سواءً على الشبكة العنكبوتية وعلى أرض الواقع، فننصحك باستخراج وثيقة العمل الحر التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة، إذ تشمل هذه الوثيقة ما يزيد عن 120 من المهن المسموح بها للعمل الحر، ويُمكن استخراجها بسهولة من خلال منصة العمل الحر.

  • الحصول على التمويل المناسب لمشروعك وذلك من خلال طرق التمويل المختلفة، أبرزها:

    1- التمويل الذاتي، وهو ادخار ما يكفي من المال لبناء المشروع الخاص بك

    2- الحصول على التمويل من أحد المقربين سواءً كانوا أفراد العائلة أم الأصدقاء.

    3- عرض خطة عملك ورؤيتك للمشروع على المستثمرين والاستعانة بأحدهم.

    4- التقدم بطلب إحدى برامج القروض التي توفرها البنوك التجارية لبدء مشروعك، ولعلَ أبرزها بنك التنمية الاجتماعية، أو التقدم بطلب التمويل لبعض الجهات المتخصصة مثل الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

    5- الانضمام إلى إحدى برامج حاضنات الأعمال أو مسرعات الأعمال التي تُساهم في تسهيل الحصول على التمويل المناسب لمشروعك.

    6- المشاركة في المبادرات المحلية التي تُساهم في تمويل عدد كبير من المشاريع المحلية التي تُعنى بالعديد من المجالات مثل مبادرة أو برنامج "أهالينا"، أو المبادرات المتخصصة بتمويل الحرف اليدوية مثل مبادرة "لاتوقف" التي أُنشات لدعم روَاد الحرف التراثية من أجل تأسيس مشاريعهم الخاصة وإنقاذ المشاريع التي تعثرت بعد الانهيار الاقتصادي الذي خلَفه الوباء "كوفيد-19".

  •  إنشاء الهوية التجارية الخاصة بالمنشأة حتى يتم إثبات وجودها ويتعرف عليها العملاء.

  • الحرص على إظهار اللمسة المبتكرة في المنتجات التي تقدمها.

  • إنشاء مساحة العمل الخاصة بالمشروع، فإذا كان إلكترونياً، ينبغي في هذه الخطوة تأسيس الموقع الإلكتروني الخاص به أو الصفحات الإلكترونية سواءً كانت مدونة أو صفحات داخلية في بعض المواقع، وإذا كان المشروع على أرض الواقع، فينبغي البحث عن مقرَ العمل أو المكتب الذي سيُمثَل العنوان والوجهة التي يتم اللجوء إليها من قبل العملاء أو الموردين أو المتعاقدين.

  •  خلق تجربة مميزة للعملاء من خلال توفير معاملات آمنة وميسرة وتسهيل طرق توصيل المنتجات وآليات الدفع، إضافةً إلى تقديم خدمة عملاء بشكل مختلف واستثنائي.

  • الحرص على إعداد الخطة التسويقية بشكل متقن على أنَ تتضمن الحملات الإلكترونية التي تشمل رسائل البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعية، وذلك لبناء علاقات مع عملائك.

  • الحرص على وجود مستشار قانوني وآخر محاسبي، أو الاستعانة بأحد المتخصصين في هذه المجالات وذلك من أجل ضمان التواجد السليم لمشروعك بشكل قانوني، إضافةً إلى فهم الطرق المحاسبية التي تقودك إلى تحقيق الربح وتحصيل الإيرادات.


   أخيراً، الفيديو التالي يذكر بعض الأمور البسيطة التي ينبغي عليك معرفتها عند بدء تأسيس مشروعك المتعلق بأحد المشغولات اليدوية:


Join