سنة أولى جامعة
إضاءات في طريق الجامعيين الجدد من لحظات اختيار التخصص الأولى وحتى الوصول إلى مشارف السنة التحضيرية
إذا لم تكن مهتماً بقراءة هذه المقالة المفصلة وربما الطويلة لأجل مستقبلك.. فما الذي يهمك أكثر و يشغلك عن العمل والتخطيط لأجله؟
يعكس اهتمامي وحماستي لتقديم هذه المقالة تجربتي الطويلة المليئة بالحكايات والعثرات والدروس في اختياري للتخصص الجامعي ومسيرتي الجامعية التي توشك على الانتهاء .
من كل قلبي أسعى في هذه السطور القادمة لإعطائك أيها الطالب الجامعي الجديد لمحات وإضاءات أثق بأنها ستساهم في جعل قصتك الجامعية أكثر جمالاً وتميزاً ..
ولكل قراء هذه التدوينة من غير المستجدين ؛
ربما تكون هذه التدوينة هي أنسب هدية تقدمونها لمن تحبون في أيام التقديم والقبول الجامعي ..
لنبدأ بسم الله في خطوات اختيار التخصص الجامعي :
اختبارات اختيار التخصص واكتشاف الذات
تقول صديقتي : “ لا أؤمن بوجود اختبار يمكنه تحديد مصيرك أو اكتشاف ماهيتك وقد مررت بكل ما مررت به حتى وصلت أعتاب العشرين”
ولكنني أقول : نتائج اختبارات الشخصية والميول الجامعية بشكل عام تمنحنا قنديلاً يساعدنا على السير في طرق الحياة الغامضة لكنها ليست لافتة فاقعة تخبرنا بالطريق الذي يجب أن نسلكه.
لذا أرى أن اجتياز اختبارات الميول ضروري كخطوة تمهيدية في رحلة اكتشاف الذات واختيار التخصص الجامعي ويجب أن يتلوها تفكير عميق وقياس منطقي لتوصلنا إلى نتائج مقاربة للواقع ..
لذا أدرج هنا اختبارات عالمية ومحلية موثقة ستساعد المستجدين على إيجاد الأطر العامة لأنماطهم وميولهم ..
قبل الاختبار :
جاوب بصدق
تجاهل حبك لتخصص معين
بسم الله
بعد الاختبار :
اطبع نتائجك
اقرأ ملياً تذكر أن القلب قلبك والشخصية أنت صاحبها والطريق لن يسلكه سواك و
النتائج قابلة للنقاش والبحث والتفكير وليست حتمية .
تعرف على أكثر الوظائف والتخصصات المطلوبة في متغيرات المستقبل
أثناء حديثٍ بعيد الرؤى أمسكت بيدي أستاذتي وأخبرتني :
“ كل شيء موجود الآن يسلك طريقه للاحتضار خلال خمس سنوات .. كلما ازداد العالم تطوراً كلما قلت السنين المطلوبة للتغيير ، لذا حين تخططين وظيفياً أو أسرياً أو حتى شخصياً من المهم أن تستهلي ذلك بكثير من البحث والتحري “
وحين أذكر حديثها اليوم أتوقع أن فيسبوك الحالية ربما ستموت بعد خمس سنوات أو ستتحول إلى كائن آلي مخيف أكثر .. ربما بعد خمس سنوات أو أكثر قليلاً ستنقرض الشهادات المعروفة بالبكالوريوس أو الماجستير وو .. ربما لا يحدث هذا ولا ذاك ويحدث شيء آخر أكثر عجباً من يدري ؟!
لذا من المهم أن يكون اختيارنا للتخصص الجامعي مدروساً وذا رؤى بعيدة لا انغماساً وجهداً في تخصصات ستندثر خلال السنوات القليلة القادمة ..
وإليكم مستجدي ومستجدات الجامعة خطوات مواكبة التغيير والتطور التقني المستمر أثناء اختيار تخصصكم الجامعي :
- احسب التاريخ المتوقع لتخرجك من الجامعة ولنقل أنك من دفعة
2018 إذاً تاريخ تخرجك المتوقع بين عامي 2022-2023 .
- ابحث في جوجل عن أكثر التخصصات والوظائف والمهارات المطلوبة لذلك اللحين والتاريخ .
- اكتب التخصصات والمهارات التي علقت بذهنك وشعرت بانجذاب مبدئي نحوها .
- راجع رؤية 2030 وحاول استخلاص المهارات والخبرات اللازمة لتكون قائداً ومواطناً فاعلاً في النهضة .
- لن أقول اختر تخصصك فهذا يتطلب المزيد من التحري ولكن اختر الآن
الخبرات التي ستضعها في سيرتك الذاتية والمهارات التي ستتقنها بحلول عام تخرجك وتذكر أن الشهادة الأكاديمية لوحدها لا تكفي لاقتناص الفرص .
- بعد الاختيار أمامك 4 سنوات من القرارات القوية التي ستتخذها قدماً
تجاه أحلامك ومستقبلك المزهر و تذكر يقال في دراسات حديثة بأن الأشخاص ربما يضطرون خلال العقود القادمة إلى تغيير مسارهم المهني وتجديد شهاداتهم كل خمس إلى عشر سنين لذا وطن نفسك على المرونة في اختياراتك وضرورة امتلاكك للياقة ذهنية وعملية تمكنك من التفوق رغم كل شيء .
و كنقاط سريعة سأذكر التخصصات الأكثر طلباً خلال السنين القادمة وأتبعها بروابط تفصيلية أكثر :
التخصصات التقنية :
كالذكاء الاصطناعي ولغة الآلة وتحليل البيانات والطباعة الثلاثية الأبعاد والقرصنة والأمن السيبراني
علم النفس وسلوك الإنسان :
في عصر ستتكاثر فيه الآلة وتحاول الغلبة على الإنسان؛ سيكون الطب النفسي والإرشاد الاجتماعي والذكاء العاطفي وخصائصك الإنسانية عملة نادرة ومهمة فقرر الآن تنمية الإنسان .
التدريب والتأهيل :
طب الأطراف الاصطناعية ، الإشراف على الروبوتات والآلات ، علم المحاكاة .
الأعمال :
التجارة الإلكترونية ، التسويق ، ذكاء الأعمال .
القانون :
أرى مستقبلاً باهراً للفتيات في التخصصات القانونية هنا في المملكة.
ألقِ نظرة على راتبك المستقبلي !
قبل أن أبدأ في الحديث عن هذا الأمر أود أن ألفت انتباهك إلى أننا “ نحب المال جماً “ لا شك في ذلك ، ومن الذكاء أن نضعه في اعتباراتنا حين اختيار التخصص ولكنه لن يكون حجر الزاوية أو العماد الوحيد الذي ستختار بناءً عليه تخصصاً ربما لا تحبه أو مساراً لا يناسبك على الإطلاق ..
وينطبق هذا على مختاري التخصصات التي تضمن لهم مراتب مرموقة أو سمعة ومناصب عليا في حين أنهم لا يضمنون ولا 1% من كون هذه التخصصات مناسبة لقدراتهم أو ميولهم ..
سأدرج هنا مواقع تضع احتمالات وتوقعات لرواتب الكثير من المهن والوظائف ،
مقارنة نتائج هذه الرواتب مع الوظائف المتوقع طلبها مستقبلاً ستعطيك تصوراً شاملاً ومعايير مناسبة تساعدك في القرار لاحقاً.
وربما تحيي حماسك حين تصعب عليك أيام الجد والجهد ، أو تكون الحجة التي تعيدك كل مرة
إلى مدونتي ^-^
بعد صورة شاملة عن المستقبل؛ حان وقت قراءة دليل التخصصات الجامعية
الجامعي/ة الجديد/ة
بعد هذه الخطوات التمهيدية حان وقت دليل التخصصات للخروج بنتائج واختيارات أولية ..
قبل أن نبدأ :
أرجوك اقرأ دليل التخصصات جيداً ، دوّن ما لفت انتباهك ، ابحث عن توصيف المقررات في خطط التخصصات التي أعجبتك ، كن فضولياً ، ابحث عن مصطلحات التخصص التي لم تفهمها ، فتش عن نجوم وناجحي التخصصات التي مِلتَ لها ، امنح الوقت الذي
“قد يضيع في تحديث وسائل التواصل الاجتماعي دون جدوى “ لمستقبلك، لذاتك الناجحة في سنوات قادمة ..
أدرج فيما تلا أدلة للتخصصات الجامعية في بعض جامعات المملكة للمساعدة وأنت خير من يبحث ويعمل لأجل مستقبله لا تكتفِ بهذا .. جامعات الخليج تنتظرك وهارفارد وكامبريدج وستانفورد وMIT ليست منى مستحيلة وأنتَ لها .
كثير من الناس يختارون التخصص فقط كن فطناً واختر الجامعة أيضاً
لم أكن فطنة كفاية لاختيار الجامعة المناسبة لاحتضاني واحتضان تخصصي الجامعي ولذا مررت بالكثير والكثير من المصاعب والعثرات في تخصص يراه الجميع هو المستقبل وأراه كذلك و لكن وجودك في بيئة جامعية لا ترى ذلك مأساة حقيقة و بلاء يتوجب الحذر منه .. لا تتوقع أيها الجامعي أن حبك للتخصص كافٍ لتجاوز مناهج قديمة أو أعضاء هيئة تدريس غير مؤهلين أو جيدين أو طرق تدريس تلقينية بالية أو غياب لمشاريع التخرج التي ستقدمك للسوق بشكل محترم .. حقيقة صادمة ربما ..!
ولكن
أرجوك اختر التخصص واختر أفضل جامعة مناسبة تتيح هذا التخصص وتمتلك الرؤى والتطبيقات التي تخدمه ..
الاستخارة ، الاستخارة ، الاستخارة .. ثم الاستشارة
شارفنا على الوصول …
قارن بين نتائج اختبارات الشخصية والميول واختياراتك التي دونتها من مهن المستقبل والرواتب واختياراتك التي ارتحت لها من الأدلة الجامعية وابحث عن التخصصات والجامعات المتكررة ، ضع 3 تخصصات تكررت في نتائجك ومال لها قلبك بعد قراءاتك وبحثك واستهل الخطوة الأهم :
دعاء الاستخارة وصلاة الاستخارة أكبر ضمان وأمان وملاذ لك في هذا الطريق الطويل ، بيقين اسأل خالقك الأول والآخر الظاهر والباطن الحكيم العليم رب كل شيء ومليكه اسأله أي الطرق طريقك ؟ أي القدرات والمواهب أنت ؟ أين شغفك الذي لم يظهر حتى الآن ؟ ما الاختيار الذي يناسب ماضيك ويتناغم مع حاضرك ويفرش لمستقبلك طريقاً من الورد والسعد ؟
بعد استخارات طويلة وكثيرة يحين وقت استشارة الخلق الذين ربما سخرهم الله لأجلك بعد أن دعوته.
لن أتحدث عن استشارة أهلك وأصدقائك فأنا متأكدة تماماً أنك حظيت بالكثير من الخبرات والمشورات
من قبلهم ..
بل أجذب انتباهك إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تحوي كنوزاً من الخبرات وأصحاب الرأي والمشورة .
ببساطة وكخطوة إلى قرارات نهائية مدروسة :
- في تويتر ضع هاشتاق الجامعة التي اخترتها مثلاً :
ksu# ,#pnu,#kku,#kau وهكذا ..
- في النتائج ابحث عن الحسابات المنشأة لمساعدة المستجدين ، حسابات الطلبة المتفوقين ، حسابات النوادي الطلابية المتميزة ، حسابات أعضاء هيئة التدريس المتميزين ..
- تابعهم تواصل معهم استشرهم .
- راجع قراراتك بناءً على معلوماتك الجديدة .
وإليك روابط أعتقد أنها ستفيدك كثيراً لحسابات عامة أو ذات أهداف مخصصة للأمور الجامعية :
“ اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنتَ علام الغيوب وأنت على كل شيء قدير ، اللهم إن كان في انضمامي
لجامعة _____ تخصص ____ خير لي في ديني و دنياي و آخرتي وعاجل أمري وآجله ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري وأهلي ومالي فاقدره لي وييسره لي واشرح صدري له وإن كان في انضمامي لجامعة ____ تخصص _____ شر لي في ديني أو دنياي أو آخرتي أو عاجل أمري أو آجله أو معاشي أو معادي أو عاقبة أمري أو أهلي أو مالي أو أي شر تعلمه ولا أعلمه فاصرفه عني واصرفني عنه “
أخيراً في مرحلة الاختيار والقرار : “ لا تخليه بخاطرك “
ما الجامعة الحلم التي كنت ترغب بالدراسة فيها ؟ ما التخصصات التي ستظل عالقة بذهنك بعد قراءة الدليل ؟ لماذا أحببت هذه الجامعة أكثر من تلك ؟ أسئلة كثيرة وحيرة لا بد منها ..
لعلي سأهز كتفيك الآن أيها الجامعي/ة الجديد/ة وأقول ألف مرة :
“ طبيعي تماماً أن تميل لأكثر من تخصص !”
“ طبيعي تماماً أن تمتلك 1000 حلم وتريليون رغبة !! “
“ إياك وإلقاء البال لمن ينعتك بالحماقة أو الصفاقة
أو قلة المنطق أو الضبابية حين تكثر أحلامك وميولك،باختصار شديد وعامي موحٍ بالصرامة “اخصرهم “ ! “
ثم أقول لك ناصحة :
“ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ، اختر خطوتك الأولى بإيمان وبعد بحث وتحرٍ طويل ، اختر تخصصك اختر حلمك الذي ستحققه أولاً ، ورتب الأحلام والتخصصات الأخرى التي تراودك إلى عمر طويل أمامك مليء بالقدرة على التركيز والحصول على النتائج “
لذلك “لا تخلي تخصصك اللي تحبه بخاطرك “ حارب لآخر قطرة ،
“الجامعة اللي كانت حلمك دائماً لا تخليها بخاطرك “ حارب لآخر قطرة ،
اختيار التخصص ليس أمراً “تسليكياً “ أو موضوع يمكن تدويله
وإخضاعه لأفكار الآخرين وضغوط المجتمع والأسر أو التخلي عنه ببساطة بمجرد ما تسمع
“ماله مستقبل أو رواتبهم قليلة “ “ عيب ، اش بيقولون الناس!!” ..
حلمك نصب عينيك ومستقبلك مسؤوليتك حارب لا زلت في بداية الطريق وبإمكانك اختيار الانعطاف الصحيح لم تتعبك الحياة الجامعية ومساراتها الخاطئة بعد ولا العثرات ولا الشعور بأنك فشلت أو اخترت مرغماً ! ولا السنين التي ضاعت في جهد لا مردود منه !
لذلك أكرر أرجوك حارب !!
مرحلة التقديم الإلكتروني
ليكن جهازك الذي ستتقدم منه في يدك حال بدء مرحلة التقديم، متأكداً من وجودك في مكان شبكة الإنترنت فيه متصلة وسريعة ..
خطوة مصيرية كهذه لا يجب أن تجعلها تمضي دون أن يشاركك والداك وملهموك حماسها ولا تنس التقاط الصور التذكارية بالمرة ..
ضع التخصصات الثلاث التي ثَبت قلبك عليها حسب الترتيب الذي ترغبه وقبل OK أو تسليم النموذج اقضِ لحظاتٍ من استعادة يقينك وثقتك فيما سيختاره الله لك ، توكل على الله وانقر نقرتين ^-^
القبول
خطوات شجاعة قمت بها وحواجز كثيرة حتى وصلت إلى ذلك اليوم الذي ستطلع فيه على نتائج القبول فإن كانت مطابقة لرغباتك فسجدة الشكر قبل كل شيء وإن لم تكن فأمامك فرصة التحويل بعد الفصل الأول ، واحتمالات أخرى أن تجد في التخصص الذي اختاره الله لك خيراً كثيراً ، لا زال الوقت باكراً على الحزن الآن أو الشعور بالخسارة ..
أطلت كثيراً .. كلي أمل أن تؤتي هذه التدوينة أُكلها ..
ألقاكم أيها الجامعيون في تدوينة لاحقة عن الاستعداد للمرة الأولى واليوم الجامعي الأول ..
مسيرة موفقة ()