أكتوبر 2019، لطالما كان شهر أكتوبر من الأشهر التعيسة في حياتي، الكثير من الأحداث السيئة توالت عليا في هذا الشهر تحديدا في العديد من سنوات عمري. لست من المتشائمين ولكنه شهر ثقيل على النفس متخم بالذكريات الحزينة. علمت في أكتوبر 2019 أني حامل بطفلي الأول. سعدت كثيرا وكدت أطير من الفرحة.انشغلت بالوحام والغثيان وكل أعراض الحمل الأولى. شاء الله أن يتوفى جنيني في أول أسبوع من الشهر الخامس. أسأل الله أن يجعله شفيعا لي ولوالده. 

حكاية لم تعد حكاية. فارقتني الإبتسامة ولازمني البكاء والحزن والأرق لفترة طويلة بعد اجهاضي. انقطعت عن كل مسببات السعادة وانقطعت عن امداد من حولي بالسعادة. وكان ذلك في يناير 2020. انقطعت عن عملي فترة من الوقت وحين استجمعت قوايا وقررت أن اتجاوز ماحصل… كورونا لاح في الأجواء.  

كورونا بالنسبة لي لم تكن الفترة المثالية لمشاركة أي شيء أو تدوين أي شيء. كانت الكئابة سيدة الموقف والخوف الذي هيمن على الشوارع والساحات والميادين. دبّ القلق في كل بيت وطرق الموت كل باب وفي أغلب الأوقات لم أكن في مزاج جيد لكتابة أي شيء.  

يونيو 2020، التفاؤل والتناقص في عدد الحالات المؤكدة يوميا دفعتني لمحاولة الحمل مرة أخرى. لم يحدث الحمل وحينها علمت بأني أعاني من حالة صحية “تكيس المبايض” جعلت من محاولات الحمل محاولات فاشلة. كانت هذه الضربة الثالثة.  

أكتوبر 2020، عودة لنقطة البداية. حملت بطفلي الثاني. كانت فرحتي به كبيرة جدا ولكن خوفي وقلقي من خسارته كانت أعظم. طبيبتي وصفت لي حبوب مسيلات الدم مع ابرة يوميا تفاديا لما حصل من قبل بالرغم من سلامة كافة الفحوصات وسلامة الخزعة المأخوذة من جنيني السابق. الطبيبة قررت أن لا نخاطر وثقتي بها عظيمة. 

يونيو 2021، استقبلت طفلي بين أحضاني ولأول مرة منذ عام ونصف، أشعر بأن “حكاية” عادت في نفسي وخمد في صدري كل بركان. تشافى كل ألم وتعافى في قلبي كل جرح. قدوم ابني أعاد فيّا الحياة. 

ختاماً، ستقرأون في مدوناتي القادمة الكثير من التفاصيل المملة عن متلازمة تكيس المبايض، ابر السيولة وعلاقتها بالإجهاض،تجربة الولادة وعن مرحلة الأمومة. سأشارك العديد من وصفاتي المفضلة و سأحكي عن جوانب جميلة حصلت في سنة 2020. شكرا لقرائتكم وستسعدني تعليقاتكم.