سؤال 

من أين جئت؟ إلى أين الله؟ ولماذا البرتقالة لونها برتقالي؟


يكبر الطفل ويكبر معه الإحراج الذي تسببه أسئلته أحيانًا، إذ تصبح أسئلته أكثر تحديدًا وأكثر إزعاجًا بالنسبة للبعض ممن لا يملك إجابة مناسبة أو لا يجيد استخدام لا أعرف لنبحث معًا؟

لتفادي هذا النوع من الإحراج قد يفيدنا معرفة أن أسئلة الأطفال لا تأتي من العدم وإن بدت لنا كذلك، بل لها تسلسل يمكن التنبؤ به! والأمر الأروع من ذلك هو أننا نستطيع أن نتتبع هذا التسلسل ونتحكم فيه من خلال إجاباتنا على تساؤلاتهم، كيف ذلك؟

برأيي أن هناك قاعدتين أساسيتين لذلك:

  • لن يسأل طفلك سؤالًا لا يملك مفرداته.

  • الأسئلة تكاملية، أي أن كل سؤال يحفز سؤال آخر وكل إجابة قد يستنتج منها الطفل سؤالًا آخر. 

السؤال الأول

إن السؤال الأول عادة في المواضيع المحرجة سؤالًا بسيطًا تستطيع الإجابة عليه بدون تركيز، ولكن كل ما زادت أسئلة الطفل حول موضوع ما زاد مستوى العمق فيها، فالأسئلة كقطع البزل تبدأ بزاوية واضحة مثل "هل الفساتين خاصة بالبنات؟" ثم تنتقل فجأة لفوضى المنتصف بسؤال مثل "لماذا بعض النساء لا ترتدي عباية؟ أو لا تغطي شعرها؟"

 عادة ما يكون السؤال الأول بدافع فضول بسيط، ولكن السؤال الثاني عن نفس الموضوع من قبل طفلك يعني أنه بدأ بتكوين اهتمام خاص حول هذا الموضوع أيًا كان (الحجاب/ الله/ الملائكة/ جسده)، إدراك ذلك مبكرًا يقيك من الوقوف مذهولًا أمام أسئلة قد تبدو "شاطحة" لوهلة، فإدراك الأمر يعني أن عليك أن تطلع على مصادر مناسبة أو تتوجه للمختصين. 

الأسئلة الغير متوقعة

كيف أعرف أن طفلي سيسأل سؤال "شاطحًا"؟ 

يستنتج الأطفال أسئلتهم عادة من الإجابات المقدمة لهم، لذا نحاول عادة تقديم إجابات مناسبة للسؤال ولا نبالغ في تقديم تفاصيل لا حاجة لها مالم يسأل عنها الطفل بشكل مباشر. 

أحيانًا يكون المربي هو السبب في تحفيز هذا السؤال بغض النظر عن وجود أسباب أخرى لهذا النوع من الأسئلة، مثل: الأقران - وسائل التواصل .. وإجاباتنا  بالطبع! 

كيف نتفادى ذلك؟ 

باختيار مصدر واحد كمرجع فالانتقال من مصدر لآخر قد يقدم للطفل معرفة غير مترابطة وأخيرًا يورط المربي بسؤالًا غير متوقعًا.

أخيرًا : إن الحديث عن موضوع أسئلة الأطفال يقودني إلى ضرورة التذكير بأن المصادر الأجنبية على الرغم من جاذبية عرضها للإجابات وتبسيطها لها فهي في الغالب تقدم إجابات ذات تسلسل معرفي مختلف عنا، فعلى سبيل المثال في الجانب الجنسي يكون التسلسل المعرفي المقدم أسرع إذا أنهم يجهزون أطفالهم لممارسة هذا الدور في عمر أصغر منا بالإضافة إلى تجاهل الحواجز الطبيعية بين الجنسين وإذابتها، لذا فهي لا تعتبر مصدرًا معرفيًا مناسبًا للإجابة على تساؤلات أطفالنا.

أعتقد أن أكثر الأسئلة احراجًا قد تنحصر في جانب (التربية الجنسية و التربية الدينية) لذا أنصح بقراءة هذه الكتابين لاعتقادي بأنها ستدل المربي على الإجابة المناسبة لتساؤلات طفله أو على الأقل تقدم معرفة تساعدك على الشعور بالثقة أكبر حين ترتجل في إجاباتك:

  • كتاب أسئلة الأطفال الإيمانية - عبدالله الركف

  • كتاب كيف نتحدث عن كل ما يخص الجنس مع الأبناء - هبة حريري


Join