شوية نصائح و توجيهات

أول سنة في الماجستير

بعد انتهائي من أول سنة في مرحلة الماجستير فكرت في أن أنقل لكم تجربتي التي قد يستفاد منها و أيضاً سوف أكتب لكم بعض النصائح التي تمنّيت لو أنها قيلت لي قبل دخولي لعالم الدراسات العليا.

بدايةً من الطبيعي أن نشعر ببعض المخاوف اتجاه هذه المرحلة الجديدة، لكن علينا أن ندرك بعدها أنها مرحلة ليست تعجيزية و قد تكون تشبه مرحلة الباكالوريوس مع بعض الاختلافات، لا أخفيكم أنني توترت و خفت كثيراً و كنت أفكر و أبالغ بالتفكير و ذلك أثر على نفسيتي كثيراً، مع أن الصّحة النفسية أهم ما يجب أن ننتبه عليه في هذه المرحلة،و الحمدلله أنني تجاوزت تلك الفترة و استقريت في دراستني نوعاً ما.

 قد يكون أجمل شعور عند العودة لمقاعد الدراسة مرة أخرى هو أننا رجعنا بخبرة و معرفة، عندها سيصبح اعتمادنا على أنفسنا عالي جداً، و نعرف كيف نوجه أهدافنا أكثر، و جميلٌ أن نعتبرها رحلة معرفية ممتعة مليئة بالتقلبات و العثرات التي من دونها لن نتقدم أو نتطور.

من أهم الأمور التي أود أن ألفت انتباهكم لها هي أن أن اللغة الإنجليزية جداً مهمة في الدراسات العليا، قد يتسامح معنا بعض الأساتذة في بعض الأمور لكن يجب علينا جميعاً مواصلة تطوير لغتنا الإنجليزية التي ستوفر علينا عناء الترجمة و تسهّل قراءة و كتابة الأبحاث العلمية، و أيضاً أكثر ما أفادني خلال هذه المرحلة هو بناء علاقات مع الزملاء و الاستفادة من نصائح الزملاء السابقين و سؤالهم عن المقررات و الأساتذة و نظام الاختبارات و طبيعة المشاريع و لو كان هناك “قروبات” تخص الدفعة أو التخصص أنصحكم بالانضمام لها و الاستفادة من خبرات غيركم، صدقوني سوف تضيف لكم الكثير.


سأذكر لكم موقف محفور في ذاكرتي  و ترك بي أثراً عظيماً، يوماً ما استهنت بمقرر ما و لم أحضّر له بالشكل الكافي ،بعدها اختبرت و كان أدائي سيء و لم أهتم و لم أبالي، و أدّى ذلك إلى حصولي على أسوء نتيجة في مسيرتي الدراسية و بسببها كنت سأحرم من النجاح و تبعها الكثير من البكاء و الدراما بسبب التسويف و تضييع الوقت و عدم أخذ الموضوع بجدية.

بعدها زاد اهتمامي و تقديري للوقت و عرفت كيف ارتب أولوياتي بالشكل الصحيح و أعطي كل مقرر ما يستحقه من الوقت، حتى لو اضطررت أن أراجع مجموعة من الكتب لأتمكن منه، و لا أبقى عاجزة أمام مفهومٍ ما.

اجعلوا تلك التفاصيل الجميلة حاضرة دائماً، و استمتعوا بها, أحضِرو معكم ما يخفف عنكم، عن نفسي كتابي و الحلوى المفضلة لم تفارق حقيبتي، كما قلنا الصحة النفسية مهمة جداً :) 

و أخيراً كتبت لكم أهم النصائح التي ستفيدكم كما فادتني بإذن الله:

1-التخطيط الجيد لواجباتك و مذاكرتك سوف يحميك من النتائج الكارثية لاحقاً.

2-التأجيل وحش سيء يتضخم مع الوقت و يصبح وحش كبير جداً لن تستطيع القضاء عليه.

3- المرونة مطلوبة في تعلّم المهارات الجديدة.

4- الحرص على الدورات و الندوات المفيدة لك كباحث و طالب دراسات عليا, لأنها ستطورك كثيراً ،و في جامعتي هناك نادي لطلبة الدراسات العليا و تقام فيه دورات كثيرة رائعة.

5-فهم مواضيع المقررات أمر مهم جداً، لذلك يجب الرجوع لأكثر من مرجع و أيضاً التوسّع بها ليكون لديك معلومات شاملة.

6-الاعتماد على الفهم مع الحفظ، و عدم الاقتصار على الحفظ لأنه قد يصادفك سؤال خارج ما حفظته و لن ينقذك سوى فهمك و استنتاجك بسبب نظرتك الشمولية للموضوع.

7-في الاختبارات يجب الانتباه للوقت لأنه في الغالب يكون ضيق جداً، بحيث تعطي كل سؤال ما يستحق من التفكير و الوقت.

8-هناك شرط في الجامعة لمرحلة الماجستير قد يخفى عن البعض و هو أن أقل من تقدير جيد(C) رسوب، و معدل تراكمي أقل من جيد جداً (3.75) لن يسمح له بالتخرج، لذلك انتبهوا و حاولوا أن تكون تقديراتكم جميعها أعلى من جيد مرتفع (C+)، أو على الأقل التعويض بالمقررات الأخرى بتقدير “جيد جداً” و أعلى عند حصولكم على تقدير “جيد” في أحد المقررات.

9- التعثّر أو تأخر التخرج في مرحلة الماجستير أمر وارد جداً لذلك يجب أن لا يؤثر بنفسيتكم ولا تقارنوا ظروفكم بظروف غيركم.

لم تنتهي رحلتي و لكتاباتي بقية، أتمنى لكم رحلة ممتعة مليئة بالاكتشافات و الإختراعات و النجاحات.

العلمُ يحيي قلوب الميتين كما-   

تحيا البلاد إذا ما مسّها المطر

و العلم يجلو العمى عن قلب   

صاحبهِ- كما يُجلي سواد الظلمةِ القمر

Join