أميركا تنـثُـر الشوك على أبواب الصين.
- سفينة بحرية أميركية تطلق صاروخ «توماهوك». المصدر: أرشيف البحرية الأميركية.
تناقَلت وسائلُ إعلامٍ محلية في الخامس من مارس الجاري أن قيادة المحيطيْن الهندي والهادئ في القوات المسلحة الأميركية قد قدّمت طلبًا للكونغرس باستثمار 27.4 مليار دولار في الإنفاق العسكري لمنطقة المحيطيْن بالستّ سنوات المقبلة وإنشاء شبكة من سلسلة صواريخ دقيقة على طول الحدود البحرية المقابِلة للصين، وتحديدًا فيما يسمى “الجزر المحاذية” وهي سلسلةُ جزرٍ رئيسة لدى الولايات المتحدة وصولٌ عليها وتبدو محاذيةً للصين، وتشمل هذه الجزر، سلسلة جزر أولى وهي كلٌ من؛ جزر تايوان، وأوكيناوا باليابان، وجزر الفلبين.. وتسعى الصين في استراتيجيتها العسكرية، لطرد الولايات المتحدة من هذه الجزر بالخصوص إلى ما وراءها.
صواريخُ دقيقة، وبطاريات
وقد ذُكِرَ في الوثيقة التي قُدِّمت للكونغرس بأنه «يجب على الولايات المتحدة نشرُ قوات مشتركة من شبكة صواريخ دقيقة بعيدة المدى على طول الجزر الأولى، ومن ثم يوزَّع خلفها على طول الجزر الثانية أو الرديفة؛ أنظمة دفاع جوي صاروخي متكاملة، وتُنشَر هذه القوات بطريقةٍ تضمن استمرارها وبقائها لوقتٍ طويل، وستكون شبكة الصواريخ الدقيقة هي العنصر المركزي في العملية ما يعني التوسع في استخدام البطاريات الحربية الأرضية مع الصواريخ التقليدية، حيثُ استبعد الجيش الأميركي استخدام الرؤوس الحربية النووية في مثل هذه الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى»، ويُبرّر العسكريون الأميركيون المقدمون لهذا المقترح، مقترحهم، بحجّة «تعزيز الردع التقليدي، حيثُ أن تآكل هذا الردع بآسيا مهددٌ كبير للمستقبل الأميركي [في المنطقة والعالم]» ويُردِفون «ما لم نوجِد أمام الصين رادعًا تقليديًا نافعًا ومقنعًا؛ فإن الصين [بهذه الطريقة] تتشجعُ على اتخاذ إجراءات أكبر في المنطقة والعالم، وسيهدد هذا المصالح الأميركية، وما قدمناه في الوثيقة هذه [يقصدون الوثيقة التي قُدِّمت للكونغرس] مصممٌ بوضوح خصيصًا لإقناع الأعادي والخصوم المحتملي بأن: أي عمل عسكري -استباقي- ضدنا سيكون ذو كلفة باهظة عليكم، وربما سيفشل»، وقال قائد قيادة الجيش الأميركي في المحيطيْن الهندي والهادئ، الأدميرال “فيليب ديفيدسون”: «لدينا مخاوف بشأن السنوات الستّ القادمة، كفترةٍ تتطلع فيها الصين لتغيير الأوضاع الراهنة في بعض الأماكن في المنطقة [منطقة شرق آسيا] مثل تايوان.
قيادة المحيطيْن تطلب ميزانية أكبر
من المثير للاهتمام أن قيادة المحيطيْن الهندي والهادئ قد طلبت ميزانيةً لأعمالها تقارب الـ 4.7 مليار دولار أميركي لعام 2022، وهو رقمٌ أضخم مقارنة برقم 2.2 مليار د.أ لعام 2021، ويقترب هذا الرقم من الميزانية التي تنفقها أميركا لمواجهة روسيا (حوالي 5 مليارات د.أ).
ليست المرةُ الأولى..
يُذكَر أن لدى الولايات المتحدة 132 ألف جندي في المحيطيْن الهندي والهادئ، وأن الولايات المتحدة لطالما استعملت القوات الجوية والبحرية في التعامل مع الصين، فعلى سبيل المثال، أرسَلت حاملات طائرات إلى تايوان عندما حدثت أزمة مضيق تايوان 1996. ويُذكَر أيضًا أن الصين سبق وعارَضت في الماضي خططًا أميركية لنشر صواريخ دفاعية في دول حليفة لأميركا في المنطقة، ولا سيما بكوريا الجنوبية.