كما لو تحب كما لو تكره
الخروج يعجبني دائماً بكُل حالاته، الخروج من الالتزامات، الخروج من الحمام، الخروج من المنزل، الخروج من الكلاس، الخروج من محادثة والخروج من موضوع لآخر أيضاً
أحب الخروج
الخروج من الأماكن المغلقة المحاطة بأعمدة الإسمنت التي كُل مانظرت اليها شعرت بأنها تقترب مني شيئًا فشيئاً في محاولة للإنقضاض علي
مكتب في زاوية الغرفة، يضغط بكُل جديته على عقلي لأصطدم بالجدار ورائي ثُم أرتد الى شاشة اللاب توب أمامي
لقد دخلتُ كثيراً، أحتاج الآن للخروج وبشدة
وبما أنني لا أستطيع دائماً الخروج بشكل فيزيائي فأنا أحب الخروج من حالة عقلية لحالة عقلية أخرى
من ملل العمل الى تفاعل كيميائي في مُخي بعد وجبة هبمرجر دسمة
من بداية فيلم ممل إلى إعلان فيلم آخر شيق ثُم إلى بوستر مسلسل جذاب
خروج يتلوه خروج
وفي كُل خروج ويا للأسف اصطدم بدخول!
تأمل خروج الأفكار على أشكال مختلفة من التكوينات ضحكات، كتابة، بُكاء، كلام، أو حتى رقص!
تأمل خروج القشرة من بين شعرات راسك في مغامرة صعبة يقوم بها اصباعك لإخراجها
خروج الأشياء والأفكار والأجساد أمر رائع ومُريح.
………..
لو أننا ندخل للأشياء دون خروج ابداً، أن تكون في أمان بألا مخرج من هنا، تهمس لعقلك بأننا سنبقى كُلنا سوياً في الداخل
كُلنا دون أي استثناء لذلك لن يفوتنا شيء في الخارج، أن تكون في حالة من الإستقرار والانغماس في موضوع واحد، أن تعمل على معنى واحد دون الانقطاع والخروج لفكرة أخرى، بل أن تنسال المعاني في تناسب واتصال دون تشتت، أن تجلس مع أحدهم في غرفة صغيرة ملمومة الأطراف دون الحاجة للهروب، أن تطيل الجلوس والحديث في ذات الموضوع، أن تستمر بمشاهدة مسلسل طويل من أول ثانية لآخر ثانية دون الرغبة المُلحة في التغيير، أن تدخل بعلاقات طويلة المدى طويلة المدى جداً لدرجة أنها قد تُرافقك حتى في الدار الآخرة، أن تتأكد ألا مخرج لأحد منها وألا خيار آخر هناك
الدخول دائماً يُعد أكثر المعاني روعة لأنه يدل على البدايات
تأمل دخول الأب لمنزله بعد يوم طويل، دخول الطالب للجامعة للبدء بصباح معرفي واسع، دخول الغواص الحر في رحلة للعمق دون الحاجة للوثوق بأن هناك علبة اكسجين ستخرجه من مأزق مُميت
الدخول يعني التسليم والشجاعة، تقبل النتائج مهما كانت، الإقبال على الحياة بقلب واسع وروح وسيعة
روح بإمكانها الدخول.