مخاوف موظف عشريني
صديقتي توصلها رسايل كثير من الحياة انه سيتم التخلي عنها وانه عملها ووجودها ماله قيمة لانه دايمًا في بديل.
انها تشعر بشعور رجل مُسن في الستين اعتاد على تغذية امانه النفسي من حقيقة أن هناك من يحتاجه وأن لوجوده معنى كبير لأولاده، هذا الرجُل المُسن الذي يواجه صعوبة في تقبُل أن أبنائه وبطريقةٍ ما لا يقومون بالتعبير عن احتياجهم له، انها تشعر بشعور الخوف وكأنها هذا الرجل الستيني الذي يخاف من ان يبلى معنى وجوده كُلما تقدم ابناؤه في العُمر.
لكنها مازالت في بدايات العشرين!
تسألني في كُل مرة " لوحتسيبي هذا الشغل فين حتروحي؟"
انا لتوّي خرجت من رحلة نفسية طويلة و اتخطيت هذا السؤال.
كنت أصارع عشان أثبت نفسي وأثبت أهمية وجودي في المكان، وأثبت انه من الصعب استبدالي.
لكن علينا مواجهة حقائق الحياة وتقبلها فصحيح أن وجودي له معنى، ولكن تأثيري بسيط.
و قد ساعدني تأمل حال سير الدنيا، وحال من رحلو عنها وكيف استمرت الحياة بعد رحيلهم بشكل طبيعي جدًا!
إن قبول هذه الحقيقة يخفض اجنحتنا لتتساوى مع قدرتنا النفسية على العطاء
إنني أطمح اليوم بأن أكون أكثر تأثيرًا، لكني قبِلت حقيقة أنه من الجيد أن أقوم بأكل البرتقالة قطعة قطعة بدل أن أحشرها كاملة في فمي.
وبالتالي علي ان اعيش ايامي وان افعل ما أُجيد بطريقة ممتعة تُسليني
طالما أني اعلم ان ما أُجيده يُسهل حياة الناس ويُحافظ على ديمومة سير الحياة.
لماذا السعي أصلًا؟
السعي والحركة في الحياة لازم ما يكون محركها الأساسي المال، نسعى لتغيير الحال من الفقر الى الغنى
من الجهل الى العلم
من الذُل للعِز
من الضعة للرِفعَة
ومن الخُمول للنباهة.
إن سؤال وجودي مثل " فين حتروحي اذا سبتيهم؟ " لم يحن موعده بعد بالنسبة لي، ويقيني بتوفر الفُرص في كُل مكان وزمان حتى ولو احتلت الآلات مكاني هذا اليقين يعطيني الأمان بأن كُل شيء سيتم التعامل معه في حينه،
وأنني أتعلم كل يوم مهارة جديدة تساعدني على تنويع فُرصي ومصادر دخلي،
وأنني أُقابل كُل يوم أُناسًا طيبين أسعد برفقتهم وأثق بكونهم مجتمع داعم سيتكاتف معي في وقت الشدة.
هذا الإيمان الذي مصدره حديث ابن عباس
" لو أطبقت السماء على الأرض
لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها"
ايش اسوأ من ان تنطبق السماء على الارض؟
أكيد فقدانك لوظيفتك ماهو أسوأ من هذا الحدث
كلّم عقلك
انك تقدر تاخذ نفس وتقول لقلق مُخك المُلح وقف!
لا تدخلني في دوامة أفكار لسا ماحصلت!
تقوله أسكت
انا أعرف اني حاليًا أعمل الي عليا، وبحاول، وضغطك هذا محا يقدم ولا يأخر!
تقوله اسكت لأنه حتى لو صار الي بتقلقني عليه انا بكُل تواضعي البشري حستسلم وحقبل بفقدان بعض جوانب حياتي لفترة معينة لأني محا اقدر احافظ واتحكم بكل شي في الحياة
لأني بشر
مني إله