دور القراءة في تحسين ادائك الوظيفي.
تُعد القراءة أحد أكثر الهوابات والاهتمامات انتشاراً على مر السنين فبالإضافة لكونها مصدر للمعرفة والعلم فهي مسليّة للنفس ووسيلة جيّدة لتخفيف ضغوط الحياة.
أهمية القراءة أو رأيي في أهميتها دفعني للتساؤل عن أهمية القراءة للموظف وهل لها دور في تحسين اداءه الوظيفي؟ من المؤكد أن تطور الأداء له ارتباط بعدد من الأمور لدى الموظف مثل التجارب الوظيفية، والخبرات المتراكمة ، ومخالطة الأشخاص من زملاء وقادة، و المهارات والمعارف التي يكتسبها من الدورات التدريبية والشهادات المهنية، حضور المؤتمرات واللقاءات ذات العلاقة، وسعة الإطلاع على المحتوى المسموع والمشاهد والمقروء المرتبط بمهامه الوظيفية أو مهاراته الشخصية وما إلى ذلك.
رأيي في أهمية القراءة للموظف دفعني للبحث السريع عن الموضوع باللغتين العربية والانجليزية وحقيقةً وجدت نتائج قليلة وليست على ارتباط كبير بموضوعي مثل أهم ٢٠ كتاب يجب على موظف الموارد البشرية قراءتها، أو أهمية وجود نادي كتاب في منظمتك، مثل هذه النتائج تؤكد على أهمية القراءة للموظف وإن لم تكن ذات ارتباط كبير بأثرها في تحسين الأداء الوظيفي، لكن كما تقول مارغريت فولر ” إن كنت اليوم قارئاً، فغداٍ تصبح قائداً” وإذا كانت المعرفة بطبيعة الحال تراكمية فإن تأثير ذلك على أداء الموظف لا بد وأن يظهر مع مرور الزمن، المهم أن تكون هذه القراءة موجهة ومحددة الأهداف إذا كنت تستهدف مهارة معنية كتنمية أو اكتساب.
من القصص الجميلة في أثر القراءة على الوظيفة اخبرتني بها صاحبتها والتي كانت قد درست وعملت في تخصص المالية لكنها قررت العمل في التدريب على تخصص فرعي من تخصصها العام ولم تكن قد درسته بشكل موسع، فأمضت ثلاثة أشهر تقضي كل أوقات فراغها في القراءة في هذا التخصص مما مكنها من التدريب عليه والاستقالة من وظيفتها السابقة وهذا يذكرني بمقولة جميلة لتوماس كارليل ” أكبر الجامعات على الإطلاق هي مجموعة من الكتب”.
للقراءة أثر لا يمكن انكاره على الفرد وبالتالي على الموظف، فأنت بقراءتك للكتب تكتسب مهارات في حل المشكلات واتخاذ القرارات الوظيفية، ومهارات في التحدث والقدرة على التعبير عن رأيك، أيضاً ثقتك بنفسك تزيد لكونك تملك سلاح المعرفة، كما أن لها أثر على سلوكك الوظيفي سيميزك عن الموظف غير القارئ، وكل هذه الكتب في كافة التخصصات التي تمتلئ بها رفوف المكتبات ومساحات الانترنت ليست موجودة عبثاً إنما هي لمساعدتك لتحسّن من شخصيتك أولاً ثم ادائك ، ولتحقق أهدافك الوظيفية التي تستحق.