وادي العقيق
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه نقلت تربة وادي العقيق الى أراضي المسجد النبوي الشريف ونوعها يسمى الغرينية والتي تبلغ 55 هكتار وتتميز بالخصوبة المتجددة في كل فصل ممطر وتمثل 0.9٪ من المساحة الكلية للأراضي غير الصخرية
يعتبر وادي العقيق أحد أهم أودية المدينة المنورة وأكثرها جمالاً وتميزًا لارتباطها بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام فقد جعله الله من البقاع المباركة، و امر نبيه محمد صلى الله علية وسلم بالصلاة فيه , وذكر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الوادي في أحاديث عديدة بينت فضل وجمال وطبيعة الوادي وسمي بالوادي المبارك , لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك
قول الرسول عليه الصلاة والسلام
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمتع بنسمات هوائه ولطافة جوه.
كان الصحابة والمسلمون عبر العصور يشبهون وادي العقيق عند جريانه بنهر النيل وذلك من جماله وحلاوة منظره وقد بنو على ضفاف الوادي قصورًا كثيرة للاستجمام بالإضافة الى انها كانت تضم مجالس أدبية ومجالس فقهية ومجالس ثقافية وعلمية ولازال بعض هذه القصور موجود حتى الان منها قصر سيدنا عروة بن الزبير والذي تكلف ببنائه حفيده عمر بن عبد الله بن عروة ويبغ عمر القصر اكثر من 1390 عاما ويعود سبب صموده الى انه مبني من صخور الحرة النارية.
ارتبط الوادي المبارك ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المدينة وتميز الوادي في القرون السابقة بجريان الوادي بشكل دائم مما جعل من المدينة مسكنًا متميزًا ويقصده الجميع لوفرة مياهه وخصوبة ارضه الزراعية، وامتاز في ذلك الحين بكثرة المزارع حوله وخاصة في العهد الاموي والعهد العباسي.
سُكّان وادي العَقيق شَوقي
إليكم في البِعادِ زَادَا
ونَظرةٌ منكم المُنى لو
أَهدَيتُمُوها اليَّ زَادا
عَهدٌ لنا عِندكم حَميدٌ
يا ليتَه بالوصالِ عادا
صَادَقَ فيه الكَرى جُفونِي
وبَعدَكم للجِفونِ عَادَى
ابن جبير الشاطبي
تطوير العقيق
يمتد تطوير وادي العقيق إلى قرابة 13 كيلومتراً بدءاً من منطقة ميقات ذي الحليفة “جنوب المدينة المنورة” وصولاً إلى منطقة الجرف “شمالاً” بهدف تحقيق التوازن بين البيئة العمرانية والموارد الطبيعية، وتشمل عمليات التطوير عدة مناطق على ضفاف الوادي منها قصر عروة، وتقاطع طريق السلام، وميدان الجامعة الإسلامية، وصولا إلى المناطق الزراعية بالجرف.
ويستوعب الممشى ما يقارب 4000 شخص في الساعة , ويوجد بالممشى حوالي 59 عمود إنارة بتقنية LED ويتضمن الممشى 220 شجرة تظلل منطقة زوار المشاة, إضافة إلى 80 شجرة نخيل تزيّن الساحات المفتوحة على محيط الوادي, وكذلك يوجد اكثر من 125 موقفاً مخصصاً للسيارات.
ويعدّ مشروع إحياء وادي العقيق واحداً من المشروعات التي أطلقتها هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة, كما تعمل الجهات الحكومية في المنطقة على تطوير وتزويد العديد من المواقع وتحسين وتطوير البُنى التحتية وتهيئة الحدائق ومسارات المشاة وتحسين وتزويد مواقف السيارات للزوار, واستثمار مناطق ومواقع الجذب السياحي, وتحسين المشهد الحضاري في أنحاء المدينة المنورة, وتشييد المشروعات التطويرية الصديقة للبيئة بما يضفي بُعداً جمالياً لمأرز الإيمان.