يا نبعي ويا زهرتي - النصوص الكاملة
لم أكن أعلم ان نظراتي الغير مقصودة لها وتأملي فيها… في انها ستكون سببًا في تعلقي لها…
اذكر نفسي متأملًا في غيرها وبعضهن وربما قد أحببتها…
لم أكن أعلم انني سأعشق هذه الفاتنة من بينهن…
كانت مميزةَ اللون عن غيرهن ،
كانت بلونٍ أحمر وأسود… كانت أطولهن رفعةٍ وشموخَ…
كلما خَرَجْتُ من المنزلِ؛ أودعها بإبتسامة واظنها ترد لي بإبتسامة…
بعد فترةً وجيزة
حدث كل هذا سريعا وتلقائيا ،
لم أكن أعلم أنني سأتورط فيها حبها يوما…
لم أكن أظن ان تلك الوردة من بين كل ورود العالم؛ أنني سأعشقها وأحبها وأحس بأنوثتها الطاغية…
… ولكن كل قِصَصِ الحُب لا تدوم فلابد لنهايةٍ لها…
وصَادَفَ اليومَ
خروجنا من المنزل لمدة يومين لغرض الإستجمام…
ولكن تفاجأتُ! بل وقد فُجعت!
عندما رأيت تساقط أورقها…
لحظة! اصبر! ماذا هل حل موعد موتها؟!
يبدو انني تورطت في حبها دون أدري… والأدهى من هذا وأمر؛ انني سأودعها وهي في سكرات موتها…
أحسست بعدها بضيقٍ في النفس وألمٍ في القلب…
لامست فيها اصدق المشاعر ،
لامست فيها شموخَ العِزْةّ رغم الإنكسار ،
الصبرِ رغم الألم…
ودعتها اليوم بقبلةٍ حزينة ،
ودعتها ولازال في نفسي رغبًة؛ في ضمها لعلها تُحِسَ بصدق حُزني عن حالها…
ودعتها وكأني أَحُس بها تقول:
“اذهبي ياصديقي الوفي ،
فأنا من صنع ربي الدائم وانا وانت لن ندوم”
بَكْيتُ ولا أعلم؛ أجنونًا ام صدقًا بكيت!!
ودعتها اليوم وانا أخرج هامسًا:
“ربما ماتت او ستموت… ليتغمد الله روحكِ الطاهرة ايتها الطبيعة الصامتة الناطقة بالجمال”
أدركت بعدها ان كل هذه الحياة؛ ماهي الا عِبَرٌ و رسائل وتأملات…
وداعًا ياوردة على كل حال ،
فأنا الان أكتبُ عنكِ بعضا من المشاعر…
أكتبِ عنكِ لأخفف وطأة ألمَ فرقاكِ…
ليتغمد الله روحكِ الطاهرة ايتها الطبيعة الصامتة الناطقة بالجمال
محبكِ معاذ.
بِوسطِ حُلمٍ وجدتني أُزهِر، وأنا في وسط عالم الحُلمِ أدركتُ أن هنالِكَ زهرة قد أينعت في حديقة منزلنا..
سألتها بينما الحلم يتهاوى ينسحق ببطء فقالت بهدوء أنثوي: أنت منبعُ الحياة أنسيت ذلك!
رجع عالم الأحلام إلي فلم أعد أندهش من صنائع غرائبه وعجائبه، بل ظللتُ أحسبُ الدقائق والثواني كي أستيقظَ من حُلمي لأرى زهرتي أمام عيني، فوجدتها قد أزهرت من بعدي فلمَ قد أدركَتني،
خَجِل نورُ الشمسِ من بعدِ نورها، ظلت الورود والحقول تتراقص فرحًا لها وأنا غنيتُ لأجلهم وهي ظلت تبتسم تُزهر تُحلق.
حلقت معها فكنت الفضاء وهي كانت هيبته!
قالوا ان الشوق لا يولد إلا في العزلة والابتعاد
فما بالُ حالي يزيد حتى حين القرب!
ما بال القرب لا يقربُ أكثر
ما بال الأنفاس لا تتسارع
ما بال اللغة لا تطاوعني!
إنها السر المفضوح في كل اجزائي فلم يبقى كلٌ إلا تجزأ لها
كُلي قد تجزأ كثيرا لكي يتلذذ بلذة ألم استيعابكِ أو وعيي فيني!
في النعيم نخلقُ اجسادًا اجدد لندركَ الجنة :
وانتي يا جنتي ورطتيني بلحافٍ أرضي
سموهُ إنسان حي فلم يسمو الا بكِ!
فبعدَ كلُ هذا وانتي زهرتي وانثاي وسيدةُ اناثكِ
فبعدَ كلُ هذا كيف لا ينطق لساني ويُفضح شوقي؛
لكِ..!
فكيف لا اشتاق لأكثركِ الذي يتزايد داخلي
حتى ظننتي براكيني وثلجي!
يتوهم من يراني اني ساحرٌ مجنون،
وانا والله لا لمسحورٌ مجنون بكِ،
.. انا شوقكِ وشوقي ونبعٌ لزهرتك!
يبحثون عن كل شيء وانتي بحثي الذي اعرفه،
اجهلهُ رغم عرفي واعرف جهلي وشوقي وحبي لكِ..
لغتي خذلتني لحني اللغوي لعنني..
لا أعرف لمقامات المغنين ولا ألوان الراسمين..
ولا اي اي قانون لعين يريد مني الانضباط رغم شتاتي!
انا لا اكتب بهاء بي بل ضياعًا بكِ..
قلتي اني (اتأمل) وانا والله اتألم لكل لحظةٍ بدونك..
اخبيء لكِ روعة الكون على شكل كلمة؛
علها تشهقُ بقلبكِ او تشهقُ فيني!
قلتي لي انا نبع الحياة وانا والله قاحلٌ كالصحراء؛ حتى ان المطرَ بدا لي من أساطير الاوليين!
والله لأكون ماقلتيه واكثر
لا أكون وطنكِ رغم اني المغتربُ باحثا عن وطنكِ..
والله ان الزمان يقفزُ معكِ
والمكان يصبح سجن! هذا الجسد الصارخِ لكِ..
اشتاق ان اصمت سماعًا؛ لصمتكِ وكل حديثٍ ونفسٍ وكلمة مخبأة واخرى مفضوحة وهذه خبيثة وتلك ضحوكة وذلك شوق على شكل منادةً لي..
والله ان الأساطير لهي عدم شوقي لكِ
والله ان الخرافات هي ان لا اكونكِ
والله ان الجهل ان لا تكونيني..
انا يا سيدتي رجُلُكِ وانتي اناثي وانثاي!
قلتي انكِ لست كالربيع
بل والله احلى من اي فصلٍ امطر او حتى أزهر..
انتي زهرتي التي نبتت وسط منبعي..
انتي كقلبُ طفلٍ راكضًا يلعبُ..
وانا القلب احاول سرد نغمات المضحوك
وانتي الضحكة التي قلبت وجودي ..
وكم فكم ياهذا الكم المنسي سردًا لكِ..
لا يجاوبهُ غير لقائي لكِ لكي اشتاق لهذا القرب؛
الذي لا يقرب ولو سحقنا روحين في روح!
والله اني لا اطمع علمي بما في اسرار الكون فيكِ!
انتي حيث يتوقف قلقي وقلقُ ان لا أُشعَ أكثر لكِ..
انا يا حلوتي مشتاقٌ لكِ؛ انا حيث الشوق يستغرب مني!
النبعُ.... يا زهرتي قد فاضَ..
البحرُ يا عمري قد جف من مرارةِ الأقدارِ .. الدنيا ياعزيزتي كالحرب الباردة بدونك.. كالحرب الطاحنة داخل قصوري.. النبعُ يا أنثاي منهمرُ ..
هائجٌ شوقًا لكِ ثائرٌ وحيد مسكين.. نسماتهُ الباردة وترابهُ الحار الغاضب..
يازهرتي قد انتشلوكِ إلى أرضٍ لا أعرفها.. قد أبعدوا عني ما يبقيني حيا ..
يازهرتي لم أعد آبه إن علِموا سري او فضحوا شوقي .. يا زهـرتي لكِ حبي وشوقي وخوفي .. يازهرتـي لا أملكُ إلا نداءاتي ودعائي .. صِرتُ كدموع الساجد فجرا لا يجففه صمت السجاد ولا يعنيهِ صراخُ النهار ..!
قد صِرتُ مثل الفارس الذي قد تاهَ وطنـه .. بالرغم من التيه إلا أنه لم ينسى وعده .. بالرغم من إنعدام الأمل وبؤس اليأس ; إلا أنه يشـتاق..!
يا وِحشة الأيام دونكِ.. يا شدة اللحظات معكِ.. يا توقف الأزمنة فيكِ يا بعدَ الغربة معكِ.. قد تاهت الكلمات وأرتجفت المعاني.. لم يبقى فيني قطرة إلا وقد هاجت..
لم يبقى فيني وهجٌ إلا وقد تجمر.. لا رمادَ يدفنني ولا نارٌ تحرقـني..
لستُ إلا نبعً يهيج وبركـانٌ لا يتوقف.. ياليتني أسمع كلماتكِ.. ياليتني أحتوي معانيكِ .. ياليتني أداةٌ فتستخدميني..
يا قبح الألفاظ مني .. يا سوء تعبيري يا بشاعة فضيحتي.. يا سوء أشواقي.. يا تعاسة بكائي.. يا خذلانَ إيماني..
يا زهرتي يا حبكتي يا قصتي يا عنواني ..
ياجمالَ تكراركِ يا دهشة جديدكِ يا جمالَ ماضيكِ حاضركِ ومستقبلكِ وخيالكِ كيانكِ عمرانكِ أطفالكِ كلَ كلُ اشيائكِ..!
ياليتني مدنٌ تعيش وتنمو وتزهر ألف مرة وتعيش قرونًا كي تجابه وتستطيع نطق ما يجب ان ينطق لشعرةٍ من شعراتكِ..!
ياليتني دخانٌ فانتشر.. ياليتني ورقةٌ فتحرق.. ياليتني كل التلاشـيء كيف أفي بجزءٍ منهُ لكِ..
ياليني كل الجند وكل الحرب وكل الجيوش لكي أعلن الحرب ضد كل قدرٍ لا يفي بكِ زهرتي..!
والله لا شمسٌ تنافِسُ بعض دفءِ احتوائتكِ .. والله لا نورًا ينافس بسمتكِ .. والله لا معنى يطغى كمثلِ معانيكِ .. والله لن أفي بكِ
والله لأجعلن الوفاء جزءًا من أهدافِ حياتي.. كل هذا الخذلان اللغوي لا يجدي فكلهُ أحطابً لإيقافِ بعض الأشواقِ..
لا يعلمون كم من بياضِ الورد فيكِ كم إزداهارِ الزهرٍ فيكِ يا زهرتي .. يا كل دفءٍ قد زرعتيه في كياني..
يا جمال إرتجافي لكِ .. يا لذة العيش بل وحتى الألم لأجلِ عيانكِ.. فلربما كنت مثل بقية المشتاقين المثرثرين..!؛
ولكني لم اثرثر شوقًا لكِ.. بل انا أريد ان أفي ببعضِ محاولاتِ الوفاء لكِ ..
لعل جزءًا من النبعِ يرتوي منكِ وهو النبع..
لعل الزهرَ يبيض سواد نبعي وحزني.!
لعل أرضي تحيا وتهنا
لعل كل شيء وشيء
ان يصبح ويكون
وسيكون ايا كان
زهرتي
زهرتي يا نَبعُكِ أنا ; مشتاقٌ وشواقٌ لكِ..!