حصريُ اليوم
سائدُ المستقبل
رحلة من النقش الى المجهول
في مقال سابق “مروضوا النار واللآلة” تحدثنا بحديث مقتضب عن الذكاء الاصطناعي.
في الواقع الذكاء الاصطناعي ماهو الا نتيجة طبيعية لتطور علوم وهندسة البرمجيات، حيث انها تعتبر من العلوم الحديثة نسبياً لكنها اثبتت وفي وقت قصير ان لا حدود لامكانياتها
البداية
يعود تاريخ الكتابة الى 5400 قبل الميلاد في بلاد السومريون، حيث كانت الحاجة الى توثيق البضائع الصادرة والواردة للمدينة المقدسة ملِحة، وتلبيةً لتلك الحاجة ابتكر رجال الدين القائمون على شؤون المدينة طريقةً للتوثيق وهي وضع علامة”mark” تحت كل بضاعة، ولكل بضاعة رمز”symbol” مرسوم يمثلها كما هو موضح في الشكل:
فكان كل رمز يمثل صفة للباضعة المرصدة، لكن ومع مرور الوقت استحالت الصفة الى اسم، فاصبح الرمز ذو معنى تجريدي.
اي ان رمز القمح كان صفة لدخول كيس قمح للمدينة، ثم صار اسم يكتبه الناس في رسائلهم الخاصة ويعني “القمح” بصورة تجريدية ولا يقصدون به القمح الذي يرصد عند دخول المدينة.
وبطريقة مشابهة تطور مفهوم الارقام، ففي البداية كان الرقم خمسة عبارة عن صفة لعدد التفاحات في السلة مثلا، ثم اصبح اسم يطلق على اي شيْ مكون من خمسة عناصر، واصبح 5 يمثل هذا المفهوم التجريدي.
لا يسع المقام.. ولا اي مقام !!! لوصف اهمية الحرف والكلمة، ولا الرقم من باب اولى…
فاللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
لكن شدتني مقولة للدكتورة في علوم الحاسب، الامريكية “كورنيليا كونولي”:
“programming is the literacy of the twenty-first century”
( عدم معرفة البرمجة هي الأمية في القرن الحادي و العشرين ).
كلمة الهمتني لكتابة هذا المقال !
وفي كلمتها اعلان بأن الكود ربما يصبح في يوم من الايام كأهمية
القراءة والكتابة للناس كافة.
وكما تطور الحرف… فقد تطور الكود
فالبداية الحقيقية للغات البرمجة كانت في عام 1940 حيث تم تطوير لغة اكثر ملاءمة للبشر !!! لما وجده المبرمجون من صعوبة في التعامل مع “الشفرة الثنائية” (0،1).