فرانسيس بيكون
حياة الراهب البرجوازي (1)
في 22 يناير من عام 1560م ولد فرانسيس نيكولاس بيكون ، كان أبوه حامل أختام الملكة إليزابيث الأولى ، أما أمه فتدعى آنّا كوك من أتباع المذهب البروتستانتي الكلفني -اتباع عالم اللاهوت جون كالفن -والتي غرست حب العلم فيه منذ الصغر ، نشأ وتربى مع شقيقه الأكبر أنتوني الذي ولد في سنة تعيين والده حاملاً لأختام الملكة إليزابيث الأولى ، ولعلي أعرج قليلاً على مذهب والدته الكالفني الذي يعرف عنه إتباع أصحابه للنزعة التطهرية (البيورتاينزم، Puritanism) و نبذ كثير من الطقوس الكنسية وافتراقه عن المذاهب الإصلاحية الأخرى كاللوثرية ، ونزوعه للأخذ بالكتاب المقدس بما هو كلمة للرب، وهذا سينعكس على فرانسيس لاحقاً .
أما عن والده السير نيكولاس فكان مما يعرف عنه انه كان ذا نزعة علمانية ظاهرة ويتجلى ذلك في اهتمامه الشديد بسلوك الكنيسة ومحاولة إصلاحها وتنظيمها ، شق السير نيكولاس طريقه في المناصب البرلمانية والقضائية إلى أن عينته الملكة إليزابيث في عام 1558م ومنحته لقب فارس ، لمح والده في ابنه الصغير الذكاء فحرص على أن يعلمه تعليماً راقياً، ومما يروى عن ذكائه أن الملكة سألته مرة عن عمره وهو صغير فكان رده عليها أنه يصغر بعامين عن مدة حكمها السعيد .
أدخله والده جامعة كامبرج وعمره آنذاك اثني عشر عاماّ سنة 1573م في كلية ترينيتي ومكث فيها ثلاث سنوات أتقن فيهن اللاتينية ودرس فلسفة ارسطو ، لكنه لم يجتز الدراسة الجامعية وخرج من الجامعة من غير الحصول على الشهادة ، ثم انتقل الى فرنسا بعد تعيينه ملحقاً للسفير البريطاني بوليت (Amyas Paulet) ، كانت فرنسا تعج بالصراعات العقدية والتي تعرف بحروب فرنسا الدينية -ما بين 1562م إلى 1598م- دارت رحى الحرب الدينية الأهلية بين الكاثوليك و الهوغونوتيون البروتستانت (Huguenot) في فرنسا مع تزايد قوة الأسبان والإنجليز ، ومما لا شك فيه أن انجلترا البروتستانتية لها دور هام في هذه الحروب خاصة في عام 1589م عندما دعمت اليزابيث الأولى هنري الرابع ضد العصبة المقدسة (التحالف الكاثوليكي) واسبانيا .
وعند الرجوع لأحداث 1576م الى عام 1579م - وهي الفترة التي يرجح أن بيكون عاشها في فرنسا - نجد أن هذه الصراعات السياسية والفكرية كان لها أثر في نفس بيكون الشاب ، وتركت في نفسه أشد الأثر خاصة مع همومه السياسية وحرصه على مصلحة انجلترا لذا تجده يحصر أهم مخترعات عصره في ثلاث مخترعات البارود والبوصلة والطباعة ، أما البارود فهو أداة السيادة الانجليزية على البحار كما انها رادعه لأسبانيا الكاثوليكية ، وأما البوصلة فهي دليل البحارة الى عوالم جديدة ، وبالنسبة للطباعة أم تلك المخترعات فهي أداة السيادة الثقافية وإذاعة العلوم الحديثة .
إن هذه المخترعات الثلاثة قد غيرت العالم بأسره في مظهره وحالته ، أولا في التعليم ثم في ميدان الحرب وأخيراً في الملاحة، وأحدثت من ثم تغيرات لا حصر لها ، حتى أنه لايبدو أن اية مملكة أو مذهب ديني او نجم فلكي كان له من الأثير في شؤون البشر أعظم مما كان لهذه الكشوف.
فرانسيس بيكون ,حبيب الشاروني ص23
بيكون البروجوازي بين العَوَز والطموح
في يوم 20 فبراير 1579م توفي السيد نيكولاس بيكون في جوهامبري(old Gorhambury House) ، فاستدعي ابنه البالغ من العمر 18 عاماً من فرنسا ، ثم ما لبث إلا والأزمات المالية تعصف بأسرته مما أضطره الى دراسة أصول المحاكمات ليعمل في المحاماة عام 1580 م بمعهد غريز إن القانوني ، خاصة وأن والده كان أمين الصندوق في المعهد قبل تعيينه حاملاً للأختام مما يجعل المعهد يرحب به ، كان لديه حظوة عند الملكة إليزابيث الأولى وكانت تشاوره في الشؤون القانونية ولكنه لم ينل منها سوى الكلم الطيب والتشجيع المعنوي وتقول بعض المصادر أن ابن عمته وهو روبرت سيسل كان يحول بينه وبين الملكة بالوشايات جعل هذا بيكون يهرع لزوج عمته البارون وليام سيسل بارون بورغلي الأول (wiliam cicil -Baron Burghly) ولكنه لم يتجاوب معه وكان ذلك أول خذلان لبيكون الشاب في حياته .
بعد أن استكمل دراسته القانونية بالمعهد عام 1582 م ، انتقل للحياة السياسية في عام 1584م حيث أنتخب عضواً في مجلس النواب عن مقاطعة مدلسيكس، كان خطيباً مفوهاً ، ومع ازدياد شعبيته في المجلس اصبح بيكون رمزاً لمجلس النواب فأعيد انتخابه ثلاثين عاماً، وقد أشتهر بمطالبته بالتسامح الديني خاصة مع البيوريتانيون -أمه على مذهبهم- بالإضافة لمطالبته ألا يضار إنسان بسبب عقيدته الدينية إذا تعهد بالدفاع عن إنجلترا ضد أية سلطة أجنبية-بما في ذلك البابوية-تهدد سيادة إنجلترا أو حريتها الكاملتين.
و في عام 1589 م أصبح بيكون معلماً بمدرسة الحقوق ، وفي ذات العام وزع سراً منشوراً يؤيد التسامح الديني ،ثم في عام 1590م عين مستشاراً للملكة فوق العادة ، وكان ذلك أشبه بعزله عن النفوذ فهذه الوظيفة شرفية وليس لها مرتب أو عمل في الحكومة كما أن البرلمان من قبلها لم يجني منه المال بسبب آرائه التي جعلته في صفوف المعارضة .
قد أصبحت الآن أكبر سناً إلى حد ما. وان إحدى وثلاثين سنة ليست بالشيء اليسير في عمر الإنسان .... وإن صغر ضيعتي يقلقني بعض الشيء. واعترف أن عندي من الغايات التأملية الفكرية الواسعة قدر ما عندي من الغايات الدنيوية المتواضعة و المعتدلة، أي أن ما عندي من التطلع إلى العلم والمعرفة يفوق كثيراً تطلعي إلى أي جاه مادي. لأني اعتبرت العلم والمعرفة هما دنياي أو مجالي الخاص. وإذا كان هذا فضولاً، أو عظمة جوفاء، أو طبيعة فيّ، فهو راسخ في ذهني، ولا يمكن محوه.
من رسالة بيكون يناشد فيها سيسل 1592م-قصة الحضارة ج28 ص 58
فيما يخص الايرل روبرت ديفيروكس لورد اسكس (Essex ) ، فقد كانت علاقته بالملكة إليزابيث الأولى علاقة مودة بحكم أنه ابن عم لها من جهة والدته ، وزوج أمه اللورد روبرت دادلي لورد ليستر الأول (Robert Dudley) والذي كان مقرباً جداً للملكة ومن كبار ملاك الاراضي في ويلز ، حصل اللورد اسكس على لقب والده والتر ديفروكس (Walter Devereux) في سن صغير ، ثم انضم للجيش البريطاني وأبلى بلاءً حسناً في المعارك كمعركة لشبونة 1589م .كان اللورد وليام سيسل نداً للورد دادلي زوج أمه ، فأراد دادلي أن يُنافس ربيبهُ إسكس على السلطة ويزاحم روبرت ابن ويليام سيسل ، ومن هنا ينكشف لنا سر علاقة بيكون بهم جميعاً ، خاصة وأن المصادر مختلفة في الحكم على تصرف بيكون مع اسكس والذي كان صديقاً له منذ أيام الشباب- ما قبل يوليو 1591م .
كان بيكون يرى في إسكس المصلح للبلاد وخير من قريبه روبرت سيسل الذي كان يشي به عند الملكة ،ورغم أن التنافس كان على أشده بين اللوردين ويليام سيسل و روبرت إسكس ، إلا أن الاخير أراد لصاحبه بيكون منصب النائب العام فألح على آل سيسل والملكة ولكن طلبه رفض، وعين بدلاً منه إدوارد كوك ، عندها أراد أن يرضي بيكون صديقه فأقطعه أرضاً في في توكنهام تدر 1800 جنيه.
تغير العلاقة مع صديقه المقرب
إختلفت المصادر في موقف بيكون من صديقه اللورد إسكس الذي حكم عليه بالإعدام جراء محاولة إنقلابه على التاج ، فقد كانت البداية في أبريل 1599 م، حيث تم إرسال إسيكس إلى أيرلندا كملازم وحاكم عام ، بجيش قوامه 17 ألف رجل وتعليمات صريحة لسحق تمرد إيرل تيرون والسيطرة على أيرلندا. بدلاً من اتباع الأوامر ، عقد إسيكس اجتماعًا سريًا مع تيرون ، وعقد هدنة بإسم الملكة .
ومن هذه اللحظة بدأ نجم اسكس يتضاءل ، فغضبت الملكة وحكمت عليه بالإقامة الجبرية ، وسحبت منه جميع مناصبه ، وهنا يجب أن نلمح الى علاقة اللورد اسكس بالملكة حيث أنه كان يكثر الرسائل لها والتي تتسم بالعاطفة ، مما جعل إليزابيث مُحبة له ، ثم إن زاوجه السري أغضب الملكة المُحِبة ، وبالرغم من عناده وتزمته ودسائسه كانت تعطف عليه ، يحكي ديورانت عن حادثة تبين مدى المحبة التي تكنها له الملكة اليزابيث الأولى حيث يقول :(ولما رفضت صراحة توصيته بتعيين سير جورج كارو في إحدى الوظائف في إيرلندة، أدار لها ظهره، بإيماءة تنم على الاحتقار والزراية. فاستشاطت غيظاً ولكمته على أذنيه صارخة: "اذهب إلى الشيطان". فأمسك بسيفه وصاح فيها "هذه إساءة لن أصبر عليها، وما كنت لأحتملها من يدي أبيك". واندفع غاضباً من الغرفة، وتوقع كل رجال البلاط أن يعجل بزجه في السجن في برج لندن 1598م. ولكن إليزابث لم تفعل شيئاً. بل على النقيض من ذلك، وربما لتتخلص منه، عينته بعد عدة أشهر من هذا الحادث، نائباً للملكة، في إيرلندة). قصة الحضارة -ج28 /ص59
ولو نظرنا إلى حال بيكون مع صديقه في تلك الحوادث لوجدناه ناصحاً مخلصاً له أشد الإخلاص ، فقد دافع عنه عندما سجنته الملكة مما أدى لإطلاق صراح اللورد اسكس في أغسطس 1600 م ، ثم ما لبث اللورد أن حاك المؤامرات على الملكة بالتعاون مع جيمس الرابع ملك أسكتلندا ، عندما كتب إليه اللورد يطلبه الدعم و المساعدة عام 1601م ، وماهي إلا أيام من رد الملك جيمس بالموافقة والتشجيع حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم ، وتزامنت مع هذه الأخبار شائعات مفادها أن منافسه اللورد سيسل لديه مخطط يريد فيه أن يستبدل الملكة بابنة ملك إسبانيا ، جعلت هذه الأخبار اللورد سيسل يعجل إلى الملكة ويخبرها بأمر اللورد اسكس وتعاونه مع جيمس الرابع ، فدعت اللورد اسكس لاستجوابه وفي اليوم التالي خرج اسكس وأنصاره بثورة سرعان ما أخمدت ، كان بيكون طوال تلك الفترة يحاول يثنيه عبر الرسائل عن هذه الأعمال .
سجن بعد هذه الثورة الفاشلة في برج لندن ثم قدم للمحاكمة وكان المدعي العام آن ذاك هو السير كوك الذي كان متعاطفاً مع اللورد اسكس كما أن الملكة رأفت بحالة ، ولكن صديقه بيكون الموكل من قبل هيئة المحاماة الإستشارية كان أقسى القضاة وأكثرهم حماسة في إثبات التهمة على اللورد مما قلب موازين الأمور وحكمت المحكمة على اللورد بالاعدام في 25 فبراير 1601م ، وعُلّق رأسه لمدة عام أمام المارة.
هل الموقف البيكوني نزيه؟
كما أشرنا سابقاً عن أن المصادر تتباين في الحكم على موقف بيكون من صديقه اللورد اسكس ، فهل كان بيكون خسيس النفس منقلباً على رب نعمته ، أم أنه كان معتدلاً مغلباً للقانون على العواطف والرغبات ؟.
فممن أخذ موقف الضد تجاه تصرف بيكون مع اللورد ماكولي (macaulay) إذ انه في مقاله الشهير حكم على بيكون بالدناءة والغدر بصديقه ، كما أن هذا الحكم منتشر لدى كثير ممن لحقه من كتاب الغرب أو الشرق ، فطرابيشي مثلا يقول : (لم يجن بيكون على كل حال ثمار فعلته السيئة . فالإعلان عن خيانات الكونت اوف اسكس لم يبد صارماً بما فيه الكفاية في نظر الملكة ، أما الجمهور فقد رأى في شخص متهم الكونت إنساناً مقيتاً جديراً بالاحتقار) . معجم الفلاسفة
يذهب جون روبريستون إلى دفع هذه التهمة عن بيكون حيث أنه يحتج بأن اللورد قد أخذ من الملكة ضعف ما أخذه بيكون منه ، ومع ذلك خانها و حاول الإنقلاب على حكمها .
والأمر في الحقيقة أعقد من أن يكون على هذه الصورة فبيكون الذي حاول ردع ولي نعمته وصديقه قد أصلح بينه وبين الملكة عدة مرات وكان حريصاً على جعل الكونت اسكس يظهر بمظهر أفضل مما هو عليه يشير لذلك ديورانت بقوله: (اطمأن اسكس إلى حدة ذهن بيكون وطلب مشورته. وأشار الحكيم الصغير على النبيل الصغير أن يتظاهر بالتواضع، إن لم يستطعه، ويخفض من إنفاقه، ويلتمس وظيفة مدنية أكثر منها حربية، حيث أن التخلص من آثار النكسات السياسية والتعويض عنها، ميسوران أكثر منهما في الهزائم العسكرية. كما أشار عليه بان يعتبر أن حب الناس خطر عليه لدى الملكة . وكان بيكون يراوده الأمل في أن ينضج اسكس فيصبح من رجال الدولة ويهيئ لناصحه المخلص أو معلمه الخاص فرصة للارتقاء والظهور). قصة الحضارة - ج28/ 58
حتى يفهم القارئ لما شنع بعض المؤرخين على بيكون إصراره على اثبات تهمة الخيانة على صديقه ، فقد كان السبب في ذلك الخيار المطروح أمام بيكون أن يطلب إعفاءه من الحكم عليه وتحويلها لشخص آخر ، وهذا ما لم يفعله .
كان بيكون يرى أن تلك فرصته وهو رجل قانون ، أن يُطبق القانون على اللورد الخائن ، فمن ناحية شعوره الداخلي فقد أدى ما عليه من حق الصداقة أما و قد وصلت الأمور لهذا المنحنى الخطير وتسارعت الأيدي للنيل من التاج فهذا أمر لا يرضاه من كان يخطب في البرلمان عن الوحدة الوطنية والدفاع عن إنجلترا .
يقول راسل :( يقدم ليتون ستراتشي (Lytton stratshey ) في كتابه (إليزابيث واسكس ) بيكون على أنه مسخ من الغدر والعقوق وهذا غير عادل بالمرة. فقد كان استمرار الولاء له معناه الخيانة. وليس في هذا شيء يمكن أن يدينه حتى من أشد أخلاقيي العصر صرامة). تاريخ الفلسفة الغربية -ج3/ص56
جيمس الأول ملكاً على إنجلترا
تولى جيمس الأول حكم إنجلترا عام 1603 م ، فأنعم الملك على بيكون لقب فارس في ذات السنة ، نشأت علاقة قوية بين الملك الجديد وبيكون الطموح ، الذي أراد أن يشق طريقه عبر علاقته بالملك ، ولكن تصرفات الملك جيمس وبذخه العالي أسخطت عليه مجلس العموم .
تزوج بيكون من السيدة أليس برنهام (Alice Barnham) عام 1606م، والتي كانت أحد أسباب محاكمته كما سأبين لاحقاً .
في عام 1607م عين السير فرانسيس بيكون وكيلاً للنائب العام ، كان هذا المنصب بداية الطريق للمجد بالنسبة اليه ، ومن الحوادث التي تؤكد على عمق علاقة بيكون بالملك جيمس و حبه للنصح حادثة جلسة البرلمان في 1610م ، حيث إختلف البرلمان مع الملك حول صلاحياته و إسرافه وبذخه ، وقد حذره بيكون قبل دورة الإنعقاد بضروروة تصحيح موقفه ولكن الملك أصر ثم أحل مجلس النواب في فبراير عام 1611م ، كان ثمن نصيحة بيكون تعيينه نائباً عاما عام 1613م ، جعل المنصب منه مدافعاً للملك ومقرباً بينه وبين البرلمان.
المدعي العام السير بيكون
كان المنصب بالنسبة لزوجته المحبة فرصة لا تعوض للبذخ كما هو معروف عنها وعن والدتها دورثي (Dorothy Smith,Lady Pakington) ، كانت والدتها ذات مكانه إجتماعية فزوجها الثاني هو جون بكنغتون(John Pakington) أحد الرجال المقربين من التاج ، كانت الملكة إليزابيث الأولى تقربه إليها وتستشيره .
عاش الزوجان في حالة من الاضطراب بسبب تصرفات أليس و بذخها في الملبس والمأكل ، إلى أن حصلت حادثة خلافٍ بين أمها والسير جون ، أدى ذلك الى تدخل الملك جيمس رغبة منه بالتهدئة فكتب إلى رئيس أساقفة كانتربري أن يقنع الليدي عن قرارها بالافتراق عن السير جون ، خاصة وأن الشروط غير عادلة بالنسبة للسير جون ، أصر على أن زوجته كانت على خطأ وأن الحق معه ، فشل رئيس الأساقفة في الجمع بين الزوجين ، ثم انتقلت بعدها دورثي إلى لندن وبدأت تزوج بناتها الثلاث .
وعلى هامش هذا بدأت المشكلات العائلية تطارد بيكون بسبب حماته. ومن ذلك أنها ارادت تزويج ابنتها ذات الإثني عشر عاماً من جون كونستابل ، فكتب لها بيكون رسالة جل مافيها الاحتقار لتصرفات حماته .ثم ماكان منها إلا أن تشتكي طليقها السابق ، وكان المدعي صهرها بيكون ، فحكم للسير وليام جون ، مما أثار حفيظتها .
في ظل المشكلات العائلية كانت زوجته المتطلبة لا تكف عن البذخ ، وزوجها النائب العام يتلقى الرشوة من جميع الأطراف في القضايا التي تأتيه .