قد تكون هذه المقالة من أكثر المقالات قرباً لنفسي، لأنها تتحدث عن تجربتي التطوعية  ضمن برنامج (كسوة فرح) ذلك البرنامج المميز بكل ماتحمله الكلمة من معنى سواء على مستوى خدماته المقدمة للمستفيدين أو على مستوى إدارة المتطوعين وتدريبهم.

شاهدت فيه فعليا كيف يكون الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب، شاهدت كيف يكون الحماس للعمل والولاء للمؤسسة وكيف تكون الجرأة وحب التجربة، ولم يوجد هذا من فراغ فمؤسسة احتواء تعمل باحترافية كبيرة في هذا المجال إبتداءً من اختيار المتطوعين ومن ثم اكسابهم المهارات خلال ممارسة العمل، ودعوني اسرد لكم ملاحظاتي حول ما قد يكون هو ما جعل مؤسسة احتواء تنجح فعليا في استقطاب هذا العدد الكبير من المتطوعين وكيف تمكنت من كسب ولاءهم وحماسهم واستمتاعهم بالعمل أيضاً.

  • البيئة:

رغم أن العمل تطوعي ولساعات محدودة إلا أن المؤسسة حرصت على تلمس احتياجات المتطوعين و توفير بيئة مريحة لهم، وحرصت أن تكون هناك خدمات قريبة من مكان عمل كل مجموعة مثل المصلى ودورات المياه وتوفير ضيافة مناسبة و أجمل شيء توفير ترك متنقل يوفر القهوة طوال الوقت.

ثم بعد ذلك يأتي دور تعامل القائدات والذي أعتبره مدرسة سلوكية مهنية لوحدها إن صح التعبير وسأذكر هنا بعض ملاحظاتي والتي استفدت فعلياً منها.

  • الاستماع:

لقد لفت نظري أن القائدات يتميزن بحسن الاستماع و الأنصات للمتطوعات يحرصون على الأستفادة من خبراتهم وتنوعها يتقبلن الأراء و الأقتراحات بكل رحابة مع اشعار الأخر بأهمية رأيه وقيمته، والجميل أن هناك استبيان يُرسل في فترات متقاربة حتى يكون هناك تلافي للأخطاء وكذلك التحسين و التطوير أول بأول، وهذا يدل على اعتمادهم على منهجية علمية في تطوير عملهم وتحسينه.

  • التحفيز:

مراعاة الخصائص النفسية لدى الشباب من حيث حبهم للتحدي والتغير بحيث يسمح لهم بالتنقل بين المهام وكذلك عمل المنافسات بين المجموعات من حيث سرعة الإنجاز وكمية الإنتاج مع وجود شاشة كبيرة داخل المعرض تعرض الإنجازات وحركة العمل داخل المعرض أولا بأول مما يساهم ببث روح الحماس في نفوس المتطوعات،ولطرد الملل كانوا يشاركون ببعض التمارين الرياضية في فترات متقطعة أثناء العمل.

  • التمكين:

مؤسسة احتواء لا تركز على أنجاز العمل فقط بل أيضاً من الأمور الملاحظة عنايتهم ببناء شخصية المتطوعات من حيث تعزيز ثقتهن بأنفسهن من خلال التمكين والتعزيز طوال الوقت.

  • الوضوح:

كما تتميز المؤسسة بوضوح المهام وتسهيلها للمتطوعات حيث تعرف كل متطوعة المطلوب منها بوضوح، ومن ذلك استخدام الألوان لتوزيع اللجان وكذلك للتفريق بين المتطوعات و المسؤولات حتى يكون هناك سهولة قي التواصل معهن إذا احتاج الأمر والذي قد يصعب مع كبر المعرض و كثرة أعداد المشاركين.

  • الأبداع:

استخدمت المؤسسة فكرة أبداعية وذكية للتسويق الحملة و استقطاب المتطوعين والمتبرعين، حيث كانوا يرسلون المسابقات لقروبات الواتس اب ويكون المطلوب إرسالها لعشرة قروبات مقابل عشرة نقاط تكسبها المتطوعة لفريقها، وكان محتوى الرسالة تعريف بالحملة ومعلومات حولها.

  • اللطف:

اللطف بكل معانيه من البشاشة وحسن التعامل والكلام اللطيف والعبارات المنتقاة إن صح التعبير لمستها في معظم أعضاء فريق احتواء.

ولو أطلقت لنفسي ولذاكرتي العنان في تأمل تلك التجربة وذكر تفاصيلها الجميلة لأطلت عليكم وليس من شاهد كمن سمع.

رؤية الشباب في برامج مثل برنامج احتواء يُثلج الصدر ويشعرك بأن الدنيا بخير وشبابنا فيهم الخير والبركة و أن مثل هذه البرامج محضن للتدريب وتطويع النفس و أكساب المهارات، وهذا هو السبب بعد توفيق الله عزوجل لما وصلت كسوة فرح لنسختها العاشرة بهذا الشكل و التنظيم.

وفي الأخير أكسبوا شبابنا بسماعكم لهم و إرشادهم و أعطهم الفرصة والثقة وسوف ترى المستحيل.


و أضع بين أيديكم قصتين (رحلة تبرعات) و (يوميات متطوعة).

وشكر لرسامتين منه مصطفى و ساميه مصطفى لإخراجهم و رسمهم للقصص. 

وشكرا خاص للمصممة نوف لتصاميمها لجميع مقالاتي التي اضفت الجمال لها.


(رحلة كسوة)


(يوميات متطوعة)


 ساميه و منه

Join