فلسفة التغير الدرامي
مشكلة التغير السريع الدرامي و محاولة تحقيق نتائج كبيرة في وقت قصير مسيطرة على عقل معظم الناس .. لو سألت الشخص صاحب الوزن الزائد بشكلٍ كبير عن خطته للتغير غالبا سيرد رد مثل : إن شاء الله سأشترك في النادي وآكل أكل صحي وابتعد عن المشروبات الغازية بحيث اصل خلال ٣ أشهر للوزن المثالي .. ولو سألته متى ستبدأ ؟ سيقول .. في المستقبل إن شاء الله أنا منتظر الدنيا تتنظم عندي و أنتهي من بعض الأشغال و بعدها أبدأ مباشرة .
طبعا التسويف هنا طبيعي جدا ..لانك عندما تضع خطة تتطلب منك بذل مجهود كبير في وقت قصير أنت تضع على نفسك ضغط كبير جدا .. فالمخرج الطبيعي من هذا هو التسويف و التاجيل المستمر ..
أما افتراض أن الدنيا في يوم من الأيام ستصفو و تعطيك الفرصة لعمل كل ما في نفسك هو في الواقع أمر صعب !.. هناك مقولة للإمام البحياوي تقول : المؤمن لا ينتظر صفوة الدنيا .. فهذا من الحمق .
لا أحد ينكر أنك ستكون مشغول في بعض الأوقات أكثر من غيرها … لكن ما يحدث بعد انتهاء فترة انشغال شديدة هو أنك بطبيعة الحال ستشعر بحاجة للراحة قليلا .. وإلى أن ترتاح ستبدأ فترة انشغال جديدة و تدخل في نفس الدائرة من جديد !
وحتى لو افترضنا بأن أتى عليك وقت قررت فيه أن تبدأ في خطتك الدرامية فالاحتمال الأكبر أنك ستبدأ لكنك لن تكمل ..لأنك فجاة تريد من جسمك وعقلك أن يبدآ في بذل مجهود هما غير معتادين عليه اصلا.. فسرعان ما ستشعر بمدى صعوبة الأمر و تتوقف … و للأسف التوقف هنا يصاحبه إحساس بالفشل و هذا الأمر سيضرك بشكل أكبر و يرسخ فكرة استحالة التغيير في رأسك مع الوقت !.. ما تحتاج لمعرفته هنا هو أنك لست فاشل .. المشكلة أنك تستخدم فلسفة في التغير نادرا ما تنجح .
الخلاصة : أن الفرق البسيط بين الناجحين و غيرهم من الناس هو أن الناجحين يعرفون أن النجاح رحلة طويلة لا سباق قصير المدى .. و سر الوصول للهدف هو الاستمرارية لا السرعة !
سر النجاح في المداومة على الفعل
المهم أن تكون إيجابية مستمرة.. وتأكد أن القرارات الكبيرة و الأفعال الصغيرة التي قد تراها تافهة التي تفعلها بشكل يومي بدون أن تعطيها اهتمام كبير هي التي سوف تصنع الفارق ..
الفشل أو النجاح هو محصلة أفعال بسيطة جدا ..لكنها تتكرر على مدى فترات طويلة من الزمن فتكون نتائجها كبيرة جدا .
يمكن نلخص هذا الكلام في جملة
القليل الدائم خير من الكثير المنقطع .
تمت الترجمة بحب و بتصرف من كتاب
the slight edge