أختر ما تكافح من أجله
إذا سألتك : ما الذي تريده من حياتك الدنيوية ؟
فأجبتني : اريد ان اكون سعيدا و أن أكون أسرة ناجحه و أعمل ماأحبه . فإجابتك إجابة متوقعة إلى حد يجعلها لا تعني أي شيء في واقع الأمر .
يتمنى الجميع حياة سعيدة سهلة خالية من الهموم . ويريد كل منا أن يكون حسن المظهر ويجني مالاً كثيرًا ، و أن يتمتع بمكانة اجتماعية واحترام وإعجاب الناس .
من السهل أن يتمنى المرء ذلك.
لكن السؤال الذي يشد الانتباه و يجعلك تفكر ، السؤال الذي يغفل عنه الكثير ما الشيء الذي يجعلك تكون مستعداً للكفاح من أجله ؟
وكيف ستصل لهذه الأهداف التي تريدها ؟
السؤال هام لأن هذا الكفاح هو المحدد الأول للمجرى الذي ستسير فيه حياتك .
فلنضرب مثال : يرغب كثير من الناس الحصول على مكتب أجمل أو أجر أعلى ، لكن هل هم مستعدون لمعاناة أسبوع عمل من ستين ساعة ، و السفر من منطقة لمنطقة ثم الغرق في أكوام من العمل و الاوراق ، يرغب الناس في عيش حياة سعيدة لكن لا تجدهم مستعدين لعيش الأحداث الصعبة و الصمت الغريب و الدراما النفسية . وهكذا فإنهم يجلسون و يلازمون اماكنهم . و يمضون سنين بعد سنين وهم يتسالون( ماذا لو ؟) إلى أن يتحول هذا السؤال من تلقاء نفسه من( ماذا لو ؟) إلى ( ما الفرق ؟) عندما تتراكم الديون ، نراهم يقولون : (لماذا ؟)… حقا ؟ …لماذا ؟ … ما من سبب . غير أن هذه نتيجة طبيعية للمعايير المنخفضة و الآمال المتواضعة التي كانت لديهم قبل عشرات السنين !
هذا الألم الحاصل بسبب التفريط ،لأن السعادة تتطلب نضالا من أجلها .
إنها ثمرة مصارعة المشكلات . لا تنبت البهجة من الأرض مثلما تنبت الورود و الأزهار .
السؤال المثير للاهتمام ما الشيء الذي يجعلك مستعد للكفاح من أجله . ما الحياة التي أنت راغب في عيشها ؟ هذا هو السؤال الصعب الذي له اهمية ، السؤال الذي يمكنه تغيير نظرتك ، و تغيير حياتك . إنه السؤال الذي يجعلني ماسأكون عليه و يجعلك ما ستكون عليه . إنه ما يحددنا و يحدد الفرق بيننا أو أن يجمعنا في آخر المطاف .