ميّ زيادة


مي زيادة الروائية والشاعرة اللبنانية التي سلبت قلوب الجميع بصفاتها التي لا يكررها الزمان مهما طال. لا يسعنا سوى الغرق بين سطور كتبها ليصيبنا نهمٌ كبير ونقلب الصفحات واحدةً تلو الأخرى لنرى الرومنسية الفائضة التي تغنت بها برسائلها لجبران خليل جبران، أو نشعر بعنفوانها الشامخ الذي طالبت به بنهضة المرأة العربية وشجعت كل امرأة على الحصول على حقوقها المشروعة.
 
وُلدت مي زيادة لأبٍ لبناني ماروني وأم فلسطينية من الناصرة، وكانت الابنة الوحيدة لهما. كان والدها الياس زياد محررًا صحفيًا، والتحقت بالمدرسة الابتدائية في الناصرة، إلّا أنّ عائلتها انتقلت إلى كسروان اللبنانية فيما بعد فالتحقت بالمدرسة الفرنسية لدير الراهبات لإكمال دراستها الثانوية، وتعرفت هناك على الأدب الفرنسي والرومنسي الذي أخذ يروقها بشكلٍ خاص. كما التحقت بعدة مدارس أخرى في لبنان عام 1904 لتنتقل العائلة بعدها عائدةً إلى الناصرة، ويشاع أنها نشرت أولى مقالاتها في سن السادسة عشر. كانت مي معروفة جدًا بين الأدباء العرب، حيث استقبلت العديد من الكتّاب والمثقفين من الذكور والإناث في صالون أدبي انشأته عام 1912، وكان من بين الذين يترددون إليه: طه حسين وخليل مطران وأحمد لطفي السيد وأنطوان الجميل وعباس العقاد وغيرهم العديد.
 
بين عامي 1928-1932 تعرضت لعددٍ من الخسائر الشخصية بدءًا بوفاة والديها وصديقيها إضافةً إلى وفاة الكاتب اللبناني الذي جمعتها معه علاقة حب وهو خليل جبران. تدهورت حالتها الصحية وعادت إلى لبنان وأدخلها أقاربها مستشفى للأمراض العقلية للسطو على أملاكها، إلّا أنّها استطاعت فيما بعد إثبات صحتها العقلية لتخرج بموجب تقرير طبي وحملة صحفية كبرى في المجلات اللبنانية الرائدة كـ "المقدسي"، وتعود للقاهرة حيث توفيت هناك بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 19.
 

المصدر

Join