قناديل الصلاة
مشاهدات في منازل الجمال
فريد الأنصاري
اسْتُفْتِحَ الكتاب بسؤال من شخص أعيته الأدواء، وكثرت عليه الأعباء، وأتعبته واشتدت عليه الآلام، فبحث عن الحكماء والأطباء فلم يجد مَن وما يشفيه من شكواه، ويخفف عليه بلواه. فكان الجواب لسؤاله من "عبدٍ فقير" هو سؤال بحدّ ذاته ألا وهو: “هل جرّبت رحلة الصلاة، وأنت تسبّح تحت شلالات المناجاة، وتنهل من كؤوس الرضوان والغفران؟ “.
يتكوّن الكتاب من أربعة فصول:
الفصل الأول يتحدث عن أمور ما قبل الصلاة كالأذان والوضوء واستقبال القبلة وتصويرها بالجامعة لشتات القلب والبصر، وأثناء هذه الأمور يوجد معاني ليست مباشرة كماهيّة الدنيا وتصويرها بالدخان والرماد المحترق والبحر اللّجيْ.
أما الفصل الثاني فيتحدث عن فاتحة الكتاب بتشبيهات واستعارات رائعة، وعن المعاني الدقيقة التي من المفترض أن يتصورها العبد وهو يقرأ كل آية، ويتحدث أيضاً عن المواجيد والمشاعر في قراءة الآيات بعد الفاتحة وكيف أن العبد يستطيع أن يطير ويبحر في كلمات الله.
أمّا الفصل الثالث فيشمل أغلب أركان الصلاة كالركوع والرفع من الركوع والسجود والجلسة ما بين السجدتين والتشهد وما تتضمنّه من واجبات، وما فيها من معاني خلّابة رائعة، وتأملات برّاقة لامعة، ويصوّرها بأحسن تصوير.
فالفصل الرابع يتطرّق لمواضيع متفرّقة حول الصلاة، ومنها أوقات الصلوات بالنسبة لأوقات اليوم والعمل، وكيف أنّ لكل وقت صلاة معنى فريد خاص به. ويتطرق أيضا لصلاة الليل. كاما يتحدث عن صلاة الجماعة وعن المعنى الجميل للتصاف والترابط بين الأجساد وتشبيهه بفعل الملائكة. وعن يوم الجمعة وصلاة الجمعة وما فيها من أوقات فاضلة ومعاني هذه الأوقات وأهميتها. وأخيرًا عن صلاة الأنبياء إبراهيم وموسى وداود وعن صلاة النبي المصطفى ﷺ وما في صلاته من خشوع وتبتل.
من أكثر الأمور التي أعجبتني في الكتاب: آيات سورة الفاتحة بمعانيها الجديدة المستمدة من حديث ( قسّمت الصلاة بيني وبين عبدي … )
بشكل عام، الكتاب ممتع وسهل ولطيف، ومليء بالتشبيهات والاستعارات الجميلة، ومن كتب الرقائق المفيدة إن شاء الله.
عن المؤلف
فريد الأنصاري (ولد بإقليم الراشيدية، المغرب 1380 هـ/ 1960م - توفي 17 ذو القعدة 1430 هـ/ 5 نوفمبر 2009، تركيا) عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه، و عمل رئيسا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، المغرب، وأستاذا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها.
شغل منصب عضو في المجلس العلمي الأعلى بالمغرب و رئيس المجلس العلمي لمدينة مكناس.
توفي-رحمه الله- بعد صراع مع المرض دام عدة سنوات بإسطنبول، ونقل جثمانه إلى مدينة مكناس، حيث دفن بمقبرة الزيتون.