عساكر قوس قزح
مرحباً يا أصدقاء ..
في أول مراجعة لي سأتكلم عن رواية من الأدب الأندونيسي وهي “عساكر قوس قزح” أو “لاسكار برنجي” للكاتب أندريا هيراتا، صدرت الرواية في عام 2005 م وتمت ترجمتها للعربية ونشرها في عام 2013 م، وهي رواية واقعية وجميع أحداثها حقيقية.
القصة:
تحكي الرواية عن معلمان هما بو مس وباك هرفان وعشرة طلاب على لسان الطالب إكال.
تدور أحداثها في المدرسة الإبتدائية الفقيرة المسمى بالمدرسة المحمدية الواقعة في جزيرة بيليتونج وهي جزيرة فقيرة جداً حيث أن أهاليها من شدة فقرهم لا يستطيعون دفع مصاريف تعليم أبنائهم ويفضلون أن يصبحوا أيدي عاملة بدل أن يتم تعليمهم مدة معينة ثم يتوقفوا لعدم مقدرتهم على دفع ما يجعلهم يكملون تعليمهم.
في هذه الرواية تجد قيمة العلم والتعلم والصعوبة التي مر بها طلاب المحمدية حتى تبقى مدرستهم صامدة في وجه كل الظروف والعوائق التي أصابتهم، فقد كانت مدرستهم هشة بنائها قديم على وشك السقوط لا يحميهم من أشعة الشمس الحارقة ولا من الأمطار الغزيرة، لا يملكون حقائب ليضعوا فيها كتبهم الدراسية ولا زي مدرسي ولا قرطاسية ولا مقصف ولا حتى دورات مياه، وبالرغم من شدة فقر المدرسة ونقصها عن بقية المدارس إلا أن طلابها كانوا يأتون إليها كل يوم بكامل حماسهم وشغفهم وحبهم للعلم ويحزنون عندما تأتي العطل، كان أحد الطلاب يأتي بدراجته كل يوم قاطعاً مسافة 40 كيلومتر من جزيرته إلى الجزيرة التي تقع فيها المدرسة ماراً بالغابات والمستنقعات الممتلئة بالوحل والطين والتماسيح وكل هذا حتى يصل إلى مدرسته في الموعد المحدد، أما معلمتهم بو مس فقد كانت معلمة مجتهدة ورائعة لديها استعداد أن تهب روحها لطلابها فقط من أجل استمرار تعليمهم، وقفت في وجه كل من أراد الإساءة للمدرسة ولطلابها، ومنذ ذلك الوقت أخذ الطالب إكال وعد مع نفسه أن يكتب عن معملته عندما يكبر وعن كل ما فعلته من أجلهم.
اقتباسات من الرواية:
الحياة هي ما يحدث لك بينما أنت مستغرق في إعداد خطط أخرى.
الفقر، صديق حياتي الدائم، كنت رضيعاً فقيراً، وطفلاً فقيراً، ومراهقاً فقيراً، وأصبحت بالغاً فقيراً.
كنت معتاداً على الفقر كإعتيادي على أخذ حمامي اليومي.
الحياة قد تكون سعيدة حتى مع الفقر، ما دام المرء يعطي بصدقٍ أكثر مما يأخذ.
البالغون يحتاجون أحياناً إلى سنوات ليرمموا قلباً مكسوراً. ترى ما ذاك الشيء الذي يجعلنا نزداد سلبية مع التقدم في العمر؟
رأيي الشخصي:
الرواية رائعة وملهمة جداً أول رواية لي في الأدب الأندونيسي، أبهرتني كثيراً وجعلتني أشعر بنعمة وسهولة الحصول على العلم والذهاب إلى المدارس لدينا في مقابلها صعوبة الحصول عليه في الكثير من الأماكن الفقيرة، ورغم فقرهم فإنهم لم يتوقفوا عن السعي إلى العلم.
أحببت حب الكاتب لمدرسته وأصدقائه ومعلمته خاصة حيث كتب لها هذا الكتاب كتقدير وامتنان على كل ما قدمته لهم في طفولتهم.
الرواية مناسبة لجميع الأعمار تمنيت أن يقرأها جميع الناس وخاصة من يتذمر من الذهاب إلى المدرسة ومواصلة تعليمه وما إلى ذلك.