بحيرة تحت البحر؟

معقول!!

قامت غواصات الأعماق باكتشاف مذهل عام 1990 على عمق نصف كيلو متر تقريبا من قعر خليج المكسيك، وجدوا ما تبين لاحقا أنه بحيرة تحت الماء يفوق طولها العشرين مترا بشواطئ من الرمل على حوافها لكن هذا غير ممكن طبعا فنحن تحت الماء!

في الواقع شكلت هذه الحافة طبقة سميكة من الماء المالح أثقل بكثير من الماء المحيط بالمكان أما الرمل فكونته مئات الآلآف من بلح البحر.

على ماذا تعتمد لتعيش؟

في وسط قعر قاحل تماما يوجد حياة غنية ومذهلة لا تعتمد إطلاقا على طاقة الشمس، إن مصدر الطاقة هذه المرة ليس الكبريتيد (كما في المداخن الشاهقة) بل غاز الميثان الذي يخرج من قاع البحر، يحمل بلح البحر بكتيريا مميزة قادرة على استخراج طاقة الميثان.


تطور نظام بيئي متكامل يستند إلى البكتيريا، وكان هناك تنوع كبير لأنواع جديدة تماما من المخلوقات مثل: القريدس وكركند غريب وديدان حلقية حمراء لامعة عديدة الاشواك.

سميت هذه الواحات بالتسريبات الباردة والتي تشبه وبشكل مفاجئ المنافذ الحارة (المداخن الشاهقة)، العمليات الجيولوجية في قعر البحر التي تنتج الميثان تؤدي أيضا الى اطلاق كبريتيد الهيدروجين ولذلك لم يكن من المفاجئ أن وجدوا ليس ببعيد عند برك المياه المالحة حقولا من الديدان الانبوبية التي تمتد على مئات الأمتار.


هذه الأنواع الجديدة تستخدم البكتيريا لتستخرج الطاقة من الكبريتيد لكنها تستخرجها مباشرة من الأرض، لا تستعمل زعانفها الجميلة الا لتوفير الاكسجين للبكتيريا ومن المذهل أن عمر هذه الديدان الانبوبية أكثر من 200 سنة بينما اعتبرت الديدان الانبوبية من المنافذ الحارة أسرع الحيوانات اللافقارية نموا في البحر ولكن هذه الديدان أبطا منها.

يمكن لمصدر الطاقة في المنافذ الحارة والتي تستغلها الحيوانات أن تتوقف فجأة لكن هنا للحياة أن تستمتع بمستقبل جيولوجي أكثر استقرارا.


أن يتم اكتشاف بيئتين جديدتين تماما في غضون عشر سنوات وكلاهما غير مرتبط بطاقة الشمس كان أمرا مذهلا، حتى الآن أِكتُشِف 1٪ فقط من قاع المحيط العميق، من يعرف بعد ماذا هناك ليتم اكتشافه؟


مشاهدة ممتعة


المصدر

The documentary series Blue Planet II, episode 2 - the deep

Join