الاقتصاد الأزرق في الوثائقيات

نوف العصلاني

يرتبط مفهوم الاقتصاد الأزرق بالمحيطات والبحار، وكيفية إدارة مواردهم في سبيل تحقيق رفاهية البشر، والحفاظ على الحياة البحرية في نفس الوقت،

لا تقتصر فائدة المحيطات على صيد الأسماك بل من خلالها نشحن البضائع ونستخرج النفط والغاز والمعادن،

من الطحالب والعوالق إلى أسماك القرش، المحافظة عليهم تعد عاملًا أساسيًا لاستمرار اتزّان الهرم البيئي، أي خلل فيه يخل باتزاننا نحن.

تقدّر قيمة اقتصاد المحيطات بنحو ١،٥ تريليون دولار سنويًا، و ٨٠٪؜ من التجارة العالمية يتم نقلها عبر البحر، ويعمل في صيد الأسماك أكثر من ٣٥٠ مليون شخص، وتشير التقديرات إلى أنه في عام 2025 ٣٤٪؜ من النفط الخام سيأتي لنا من خلال البحار.


الآن وبعدما شرحت لكم أهميته للعالم، سأشرح أهميته لأمثالي، أسكن في قرية صغيرة يُطلق عليها ثول، ومن يعرف ثول يربطها مباشرةً بجودة السمك، وبمرسى الصيادين، تميّز أهل ثول قديمًا بحرفة الغوص واستخراج الصدف من أعماق البحر الأحمر والمتاجرة به، كان لا يخلو منزل من منازل أهل ثول من صياد محترف أو غواص متمرس.

الآن وبعد مضي بضعة سنين.. أصبحت المهنة مجرد هواية لمن يملك وقتًا كثيرًا فارغًا، حيث أن صيد الأسماك لم يعد سهلًا، انقرض الكثير منها، والقليل الآخر امتلئ بالمايكرو بلاستيك، حتى الشعب المرجانية، ذات الألوان الزاهية، التي كان يغوص أعمامي لأعماق البحر فقط ليتأملوا جمال وبديع خلق الله فيها، ماتت وتعرّضت لما يسمى بالابيضاض المرجاني، وهو نتاج لارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي.

يؤلمني جدًا الحال الذي وصل له البحر الأحمر، على الرغم من أنه لا يزال في مرحلة أفضل من بقية بحار العالم لكننا ما زلنا متأخرين في اهتمامنا باقتصادنا الأزرق، بغض النظر عن هذا التأخر فلم يفت الأوان بعد، يجب أن نباشر بالمحاولة، بنشر الوعي، بالتثقيف، بأن نحمل على عاتقنا مسؤولية الاعتناء بهذا الأزرق الشاسع، أن نثقّف الأجيال القادمة بعدنا بما كان يعنيه البحر الأحمر لأجدادهم، وكيف سيستطيعون الارتقاء به لأحفادهم، هنا أشارككم أفضل الأفلام الوثائقية تتحدث عن المحيطات والبحار:


Mission Blue

يبدأ الوثائقي بعالمة المحيطات الأولى في أمريكا، سيلفيا إيرل وهي تتحدث عن أسماك القرش:

"إنها تعيش هنا منذ ملايين السنوات، نحن دخلاء على فنائها الخلفي."

اتهمها البعض بالتطرف في محاولة حماية المحيطات وقالت ردًا "إن كنت أبدو كمتطرفة، ربما هذا لأنني أرى أمورًا لا يراها الآخرون، أظن لو تسنت الفرصة للآخرين لرؤية ما رأيته في حياتي، ما أراه عندما أذهب للغوص، والمفهوم الذي اكتسبته من آلاف الساعات تحت الماء، لن أبدو كمتطرفة على الإطلاق.."

في هذا الوثائقي المذهل نتعرف عليها وعلى حياتها وكيف انبثق حب المحيطات في قلبها.

أعدك عزيزي القارئ بأنك الإلهام سوف يطغى عليك بعد مشاهدة هذا الفيلم.

يمكنك متابعة حسابها وحساب منظّمتها هنا

Join