مما قرأت في عام 2020


2020 سنة المعجزات والمفاجآت.. من كان يتخيل أن تتعطل الأمم وتنهار الدول وينتكس العالم من حال إلى حال.. كله بسبب فايروس كوفيد 19 (كورونا) أعذانا الله وإياكم! إلا أنها مرحلة كانت بمثابة محطة لمراجعة أمور حياتنا، تطويرها وضبطها، لا يخفى على الجميع شهور الحجر المنزلي، كانت أيامها طويلة ومرهقة للنفس، إلا أن البعض جعل منها وقتاً للاستثمار النفسي والبدني وحقق الإنجاز والأحلام..

وكما عودتكم نهاية كل سنة ميلادية التحدث عمّا قرأته خلال هذه السنة.

لنبدأ

1984

جورج أوزويل

ماذا لو حكم العالم النظام الاشتراكي الدكتاتوري الاستعبادي؟

رواية لمن يهوى عالمٌ افترضه المؤلف بكامل تفاصيله، مليء بالإجحاف والقسوة النظامية وسلخ الهوية الإنسانية والروحية بقيادة الأخ الأكبر!

 حيث يعيش الناس في تلك الفترة تحت استعباد الجهاز الحكومي ذو الأربع وزارات

 .. وزارة الحقيقة، وزارة السلام، وزارة الحب، وزارة الوفرة..

فلا يغرنك اسمائهم اللطيفة، بل هي عكس ذلك تماماً.. فتلك الوزارات خلقت نظاماً يُمحي الماضي بتفاصيله تماماً، ليجعلك تنسى من كانت هي أمك! وهل كانت هناك حياة في الماضي أم لا.. 

تم سلخ العقول وإعادة صياغتها حسب ما يريده النظام الاستعبادي، نظّم المصطلحات الفارغة من الحياة كي لا تشعر بالحياة، الشوارع مراقبة بجهاز الراصد الذي إن فكرت مجرد تفكير أن تخالف النظام تم إخفاءك من الحياة ومن الوجود تماماً.

قصة الرواية عن البطل وينستون الذي ما زال يشعر بأن هناك ماضي أفضل مما يعيشه الآن، فيبدأ البحث عن دليل لتلك الحقيقة التي أصبحت في طي الخيال حتى صدق بأنه لايوجد ماضي.

فكرة الرواية عظيمة لولا إغراقها الزائد في التفاصيل الصغيرة، فكنت أرى وجود تلك التفاصيل ضروري لبعض الفصول والبعض الآخر لا، كما وجدت أنني أشعر بملل في المنتصف بسبب قلة الأحداث المفصلية التي لا تتجاوز أصابع اليد واحدة!


تقييمي (10/6)

الصفحات (351)

يوم المغفرة

سلطان الموسى

مقتطف من (goodreads)

رواية مبنية على أحداث واقعية من التراث اليهودي، تدور أحداثها في القرن الأول للميلاد عندما كان الروم يحكمون

مملكة يهودا ومدينة أورشليم، ويضطهدون بذلك اليهود ويفرضون عليهم أنواع الضرائب ويستفزونهم في منعهم من إظهار معالم دينهم في الوقت الذي كان الرومان فيه يستعرضون فيه عقائدهم وينصبون تماثيل الآلهة الرومانية في كل مكان، ومع تصاعد الأزمة بين الروم واليهود وبدء الروم بسجن وقتل الكثير من اليهود حدثت ثورة كبيرة من قبل اليهود ضد الروم وانتهت بمجازر دموية لا يحمد عقباها.


تعقيبي

تعتبر هي الرواية الثانية لسلطان الموسى بعد المرأة الكاملة.. ولكن للأسف أقل إمتاعاً منها من حيث السرد والقصة، ولكن الشهادة لله، فهناك تطور واضح في الجانب اللغوي، وأنت تقرأ النصوص تجد مصطلحات قرآنية بحته! (نقطة تحسب للرواية) ومن جوانب الضعف إسهابه في وصف الحالة واللباس والمكان مما أفقد الهدف من القصة، وفيما يتعلق بالقصة ذاتها فهي ليست جاذبة أو ممتعة.. 

فكنت مستمراً في القرآءة لأنطرب باللغة الجميلة التي كتب بها سلطان الموسى..


تقييمي (10/3)

الصفحات (264)

يقطينيا: العالم القديم

يوسف بهجت

بعد سقوط الأندلس فرّ منها الناجون من العائلة الحاكمة في حينها إلى أرضٍ منعزلة عن العالم تدعى "يقطينيا" حيث استوطنوها وتعايشوا مع سكانها الأصليين حتى حكموها وأقاموا عليها ما كانوا هم عليه يعهدون لمدة ثلاثة قرون.

إلى أن حانت اللحظة التي لم يتنبأ بها خليفة يقيطينا أن تحصل له ولبلاده.. حيث الانقلاب المفاجئ من أحد كبار يقيطينا ويدعى جبل، مما يضطر بطل الرواية ويدعى الباز إلى مخالفة قانون يقطينيا الأول بعدم مغادرتها نهائياً ليبحث عن إجابات غموض حُكام يقطينيا وإثبات وجود عالمٌ حقيقي في الخارج.

الرواية عجيبة الفكرة، مزج الخيال بالتاريخ كان أمراً رائعاً استطاع يوسف بهجت إجادتها.

اللغة كانت سلسة ومتقنة وجميلة، استطاع فيها الكاتب الموازنة في وصف العالم الخيالي، بل استطاع ابتكار أدوات لا وجود لها في الحقيقة قد وصفها بدقة.. 


ولكن لم يعجبني في الرواية هو التشتيت القائم على مبدأ الماضي والمستقبل.. وهذا الأسلوب يقتل الحماس في تسلسل الرواية 

أنصح بالرواية لقلة كُتاب مجال الخيال


تقييمي (10/7)

الصفحات (254)

مسرى الغرانيق في مدن العقيق

أميمة الخميس

كُتب لمزيد الحنفي من وسط جزيرة العرب مصيره الشاق ليعيش في رحلة طويلة بدأها في بغداد ثم أخذ ببعضه إلى القدس فالقاهرة ثم قيروان وأخيراً الأندلس... هي رحلة الوصايا السبع التي كُلف بها من بغداد لأخذها معه إلى السُراة في باقي المدن.
الكاتبة أميمة الخميس حباها الله بقدره رهيبة في نسج الكلمات ببعضها، لغة جميلة وعبارات عذبة، إلا أنها وبكل أسف أخفقت في سرد القصة... تجد نفسك تجاهد لإكمال الفصل.. لا شيء في الصفحات سوى الفراغ!
صحيح هناك معلومات تاريخية مفيدة إلا أنها غير مهمة إن كان هذه هو أسلوبها الرتيب والبطيء جداً.
فالقصة بحقيقتها لا تبدأ إلا في الصفحة 190 تقريباً حيث يتم تكليفه بنقل الوصايا السبع إلى السراة في المدن المذكورة..
ما هذا..!! 190 صفحة لأجل أن أبدأ في القصة.!

للأسف أخذ مني الكتاب أطول فترة قراءة! فمنذ أربعة سنوات لم يطول بيدي كتابٌ مثله

تقييمي (10/4)
الصفحات (559)

استسلام 

راي لوريغا

الحرب مهما كانت موجعة للإنسان إلا أنها أبقت لك مشاعر الخوف والبكاء والحزن وحتى السعادة..!
 ولكن حينما يكتب لك القدر أن تعيش في المدينة الشفافة بشرط أن ينتزع منك كُل المشاعر الإنسانية التي تبقيك إنسان .. لا آلة!
فهل ستغادر ضيم العيش إلى تلك المدينة الشفافة؟
رواية متوسطة الحجم، إرتكز فيها الكاتب على أن تكون مكتوبة بصيغة الراوي دائماً، نادراً أن تجد حواراً بين الأشخاص، بل أبطالها هنا فقط شخصٌ واحد هو الذي يسرد قصة حياته المرّة والبائسة رغم سعادتها المفبركة!
الترجمة ممتازة، لغة واضحة، لا تمطيط من قبل الكاتب، يجعلك تتشوق للقراءة للوصول إلى المدينة الشفافة والتعجب إلى تصميمها وسير العمل فيها!! فجدرانها وسقفها وكل شيء قابل للرؤية، فلا حياء بين الناس ولا سر يبقى طي الكتمان! الكل يرى الآخر دون اعتراض!
تعتبر رواية ذات عمق في المعنى، أو بمعنى أصح فالبعض يطلق على هذا النوع من الروايات بأدب  "ديستوبيا" 

-المدينة الفاسدة-
  وأرى أن القارئ باستطاعته أن يفهم من القصة ما يتماشى مع حياته الواقعية كما شبهتها أنا في بعض جوانبها، بأن الحياة الآن في ظل شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت فيها بيوت الناس عرضة للفرجة دون اعتراض!..
رواية جيدة، سريعة، أنصح بقراءتها لمن يستوعب ما ذكرته في الأعلى.

 تقييمي (10/6)
الصفحات (159)

Join