التنظيم في زمن الفوضى
لا شك أننا نعيش اليوم في عالم مُتسارع و مُتطلب و بالكاد تكفينا الـ 24 ساعة لإنجاز ما نطمح لإنجازه !! و انشغالنا الذهني قد يكون أكبر بكثير مما لدينا من أعمال حقيقية للقيام بها.
كما أن مشتتات و ملهيات الوقت أصبحت كثيرة هذه الأيام، فالبريد الإلكتروني الخاص بالعمل من ناحية، و بريدك الشخصي من ناحية أخرى. بالإضافة إلى سيل رسائل الواتس أب الذي لا ينقطع. كما أن لكل بيئة عمل من المنصات الإلكترونية ما يكفيها من Trello و Airtable و Slack وغيرها. و بعد أزمة كوفيد-19 أبحث هناك إدمان الاجمتماعات الافتراضية على زووم و تيمز 😅😅
خلال هذه المقالة سأقوم بتلخيص لأهم الطرق التي تستطيع من خلالها التحكم في مهامك و أخذ زمام الأمور.
أبجديات البريد الإلكتروني
البريد الإلكتروني واحد من أهم مصادر المعلومات الذي سيكون لديك في المنظمة و كذلك و سيكون فيه الكثير من المهام. إذا لم تستطع التحكم في بريدك، فستفقد زمام الأمور بسهولة.
من أفضل المنهجيات في تنظيم البريد كانت منهجية GTD من David Allen و التي تمكنك من الحصول على بريد خالِ Zero Inbox و ترتكز المنهجية على:
إذا كان البريد لا يحتاج رد أو فعل منك (دعائي أو للعلم) أرشفه و ضعه في مجلد مستقل.
إذا كان البريد يحتاج الرد أو فعل منك و يستغرق ذلك أقل من دقيقتين، قم بإنهائه حالًا.
إذا كان يحتاج أكثر من دقيقتين، تأكد هل أنت الشخص المناسب أو حوله للشخص المناسب.
إذا كان البريد يخص مشروع معين، فالمفترض أن يحول إلى مجلد ذلك المشروع.
و هنا بعض النصائح للتعامل مع البريد الإلكتروني:
لا تترك برنامج البريد الإلكتروني Outlook مثلًا مفتوح في الخلفية و تستقبل البريد بشكل دائم، فذلك سيسبب انقطاع متكرر لأعمالك و حبل أفكارك.
استغل الأتمتة لصالحك، ففي Outlook و Gmail الكثير من الخصائص التي تستطيع منها تقليل عدد الرسائل في Inbox لديك.
الرسائل التي تكون فيها cc لا تجعلها تستقر في Inbox لديك، فاستخدم Rule و ذلك لنقلها إلى مجلد خاص تقوم بقرائته عند الحاجة.
قم بعمل مجلد للرسائل التي تنتظر من الأشخاص الرد عليها Waiting.
قم بعمل مجلد للرسائل التي تتطلب منك العمل عليها Actions.
إذا كانت تصلك تقارير دورية من شخص أو نظام معين، قم بعمل مجلد لكل تقرير.
جدول أوقات معينة في اليوم لتفقد بريدك و اجعل صندوق الوارد صفر يوميًا أو اسبوعيًا على الأقل.
جدولك Calendar
من الأمور التي تضيع الوقت بشكل كبير جدًا هو الجدول و تنظيم الوقت. و لعل من الأمور التي يعتقد الأشخاص أنهم مجبرين عليها هو قبول جميع دعوات الاجتماعات التي تردهم و قليل جدًا من يستخدم Decline.
في كل اجتماع يردك، تأكد من وجود أجندة للاجتماع و ذلك للتأكد من أنك الشخص المناسب. كما يجب التأكد من أن الاجتماع مناسب لوقتك و لا يذهب يومك بالكامل في اجتماعات لا فائدة منها. فكثير من الاجتماعات من الممكن أن تنقضي برسالة واتس أو مكالمة لخمسة دقائق.
كما أنه من النادر أن أرى اجتماعات لمدة 5 دقائق أو حتى 10، فجميعها تبدأ من نصف ساعة و الغالبية العظمى ساعة كاملة.
قم بالسيطرة على جدولك، و لا تجعله يتحكم بك
و هنا نصائح سريعة لذلك:
عندما لا يناسبك الاجتماع، أرسل Decline.
احرص قدر المستطاع أن لا تحضر اجتماع إلا بوجود أجندة.
قبل جدولة اجتماع، احرص على مكالمة سريعة أو رسالة بدلًا من الاجتماع.
عند جدولة اجتماع، قد تكون 5 أو دقائق كافية و قد يكون اجتماع واقفًا Standup و لا داعي لقاعة.
تجنبوا الأحاديث الجانبية و التزم بالأجندة.
لا تتردد في حجز موعد مع نفسك للقيام ببعض المهام الهامة.
لا تنسَ تحديد أوقات خاصة بك Quite time للقيام ببعض الأعمال الاستراتيجية أو المهام التي تحتاج منك تركيز عالٍِ.
خطط لإسبوعك
لا تبدأ أسبوعك قبل أن تكتب ماذا يجب عليك القيام به خلال هذا الأسبوع. فنصف ساعة للتخطيط للاسبوع سيساعدك في إنجاز ماهو مهم و ترتيب أولوياتك لكامل الأسبوع.
شخصيًا أفضل أن أقوم بتخطيط الأسبوع يوم السبت بالقيام بمراجعة الأسبوع الماضي و مدى تحقيقي لأهداف الأسبوع و أهم الدروس المستفادة و من ثم مراجعة أهدافي الكبرى و القيام بوضع أهم المهام و الأهداف التي أريد تنفيذها خلال الأسبوع.
و أخيرًا أقوم بمراجعة البريد الإلكتروني و المهام الطارئة التي يجب القيام بها. و خلال الأسبوع أقوم بشكل يومي بمراجعة أهداف الأسبوع و مدى التقدم بها.
راجع أسبوعك الماضي و قم بعمل Reflection له.
راجع أهدافك الكبرى في الحياة و ماذا تريد تحقيقه كشخص.
قم بكتابة أهم الأهداف التي تريد القيام بها خلال الأسبوع.
راجع جدولك و المهام الطارئة و المهام التي يجب عملها.
نفذ مهامك و قم بعمل مراجعة يومية لمدة خمسة دقائق.
التقنية صديقتك
لا شك أن التقنية من أهم مشتتات الوقت اليوم، و مع ذلك قد تكون صديقتك التي تأخذ بيدك للإنجاز. و هناك المئات من البرامج الجيدة التي تساعدك على التخطيط و التنفيذ و ترتيب وقتك و يومك و سأسرد هنا تجاربي الشخصية:
شخصيًا جهاز الآي باد هو صديقي المفضل في العمل فهو خفيف و ظريف و أهم ما يمزيه هو بطاريته التي تدوم معي لأيام. و في الغالب لا أستخدم الآي باد لكتابة الوثائق ببرامج Word و Excel و PowerPoint و لكن استخدمه لقرائتها فقط.
أما أهم البرامج التي أستخدمها فهي Notion فهي أداة مميزة حقًا و ما كُنت أفتقده. فهي أداة شاملة تشمل أنه ذات خصائص كثيرة مثل:
هي ويكي رائعة و سهلة الكتابة. أكتب فيها بكل سهولة عن ما يدور في رأسي أو في الاجتماع و غيره مما يستدعي الكتابة ببساطة.
تستطيع فيها تصميم قواعد بيانات خاصة بك، و استخدمها شخصيًا لقاعدة بيانات مهامي، أهدافي، و اجتماعاتي و غيرها الكثير من الأمور.
تستطيع فيها متابعة المهام و ترتيبها مثل Trello مع خصائص أكثر.
تستطيع مشاركتها مع من يلزم ضمن صلاحيات بسيطة.
وجود مفهم الصفحات Pages و صفحات داخل صفحات.
و أكثر ما يعجبني في الموقع هو تطبيق الآي باد و الجوال الأكثر من رائع. و هناك الكثير من القوالب الجاهزة لـ Notion تستطيع استخدامها حالًا.
أدناه مجموعة من الصور لاستخداماتي للمهام و توثيق الاجتماعات.